حاليا السينما المصرية أصبحت سينما الحاوي تخاطب الرصيف وليس المجتمع كله حيث أصبحت سينما
شهوانية خالية من انتاج أفلام لها أبعاد إنسانية أو علمية وغاب عنها الفكرة
الإبداعية والإنفعال الإبداعي والصورة الإبداعية مما أصاب التذوق الفني بالخلل المنظور
والمسموع والمقروء فلا موضوعات جديدة بأفكار جديدة وأصبح تركيز المنتج على المشاهد
المراهق وليس المشاهد المتذوق.
عليك أن تبحث عن جائزة دولية لفيلم مصري .. لن تجد ليس لأنهم في لجان
التحكيم الدولية يضطهدوننا ولكن لأننا لا نقدم فنا يؤثر فكريا وبصريا وسمعيا في مجتمعاتنا
مما يكون له إنعكاس إيجابي على ساحة السينما العالمية.
نفس الأفكار الصعيدي القاتل والذي لا يقهر..البنت التي تحب من معه
الأموال..الزوجة الخائنة.. الزوج المخدوع .. المخدرات والربح السريع .. فساد الذمة
.. المايوهات والقبلات والبكيني.. التحرش .. حفلات الديسكو .. تقديم أسوأ أغاني مما
يسمونه بالفن الشعبي ونفس المطربين التي تعتمد على جمل موسيقية تحرك أجساد
المراهقين.. الحظ هو سيد الموقف .. الحب على طريقة الوجبات السريعة واسبايسي المشاعر
.. ألفاظ وإيحاءات جنسية ليس لها مكان في العمل الفني .. كل شيء يباع ما دمت تملك
الثمن.
إن الجائزة الدولية مثلها مثل الميدالية الأولمبية تعبر عن أنك تفوقت في تقديم شيء ما له قيمة وليس شرطا أن تحصل على جائزة لكل عمل تقدمه ولكن دخولك في المنافسة يعني أن جدير بالوجود في هذا المجال.
إن الأزمة ليست أزمة نصوص لكنها أزمة تذوق نتيجة فساد معظم حواس من يقومون
على هذه الصناعة ومن يشاهدونها حيث أصبحنا نجيد تشجيع الفاشل عل حساب الناجح. (خالد
إبراهيم أبو العيمة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق