هل الحياة على حقيقتها كلها خير أم شر ؟ هل
سعادة أم بؤس ؟ هل هناك متعة حقيقية ؟ وماذا عما ينتظرك ولا فكاك منه حيث ضعف جسدك
يتبعه موت محقق سيأتيك ؟
يعيش الإنسان على جرعات عمرية داخل دوائر
زمنية ،كل جرعة لها تقنين يتناسب مع عمره حيث تختلف عند طفولته عن صباه، عن شبابه،
عن عجزه وتختلف وتتناسب مسئولياته فيها تبعا لجرعته العمرية.
جرعات الخير يستمتع بها الإنسان وتمر وكذلك
جرعات الشر يتألم فيها الإنسان وتمر ونهاية العمر تلك هي الجرعة الصعبة أكثر من
غيرها للذين لا يفهمونها.
إن التقنين الإلهي حكيم يتجاوز الحد الأقصى
لأي تفكير والإنسان لن يفهم الدوائر الزمنية ويتقبلها بقبول حسن إلا إذا فهم
العلاقة مع الله وتقنين الله لكل شيئ فهما صحيحا عندها سيفهم الفقير وسيكون سعيدا
بحاله لأن هذا تقنين تم بحكمة من الله وسيكون المريض سعيدا لأن هذا قدره بحكمة من
الله وكذلك كل حال لا يتناسب مع رغباتنا أو لم نقدر عليه بطموحاتنا رغم اجتهاداتنا
التي لن تتوقف .
حكمة الأقدمين جاءت من الصبر ومن الإنفاق ومن
البذل والعطاء على مر دوائرهم العمرية الزمنية، وسواء غلبتك الحياة أم لا فإن
النهاية الأخيرة من الجرعة تكون جميلة إذا سخرت كل جميل في دوائرك أو جرعاتك
الزمنية لحسن التصرف في حينه، فإذا جاءت نهاية العمر الجرعة العظمى (الموت) فإنها
تعني الإقتراب من الله أكثر.
افهم دوائرك ولا تيأس..ثق بربك ولا تقنط.. افرح بوعيك واستبشر..اعط ولا تبخل..ازرع كي تحصد ..لكل فترة عمرية جمالياتها فلا
تتوقف عند فترة واحدة واجعل من الصمود عنوانا لليقين بحكمة وقدرة الله.
خالد أبو العيمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق