الجمعة، 26 يونيو 2015

المسلم متفرد في نظرته وليس كونه إنسان



المسلم كإنسان لا يختلف عن أي إنسان مثله بأي درجة مهما اختلفت عقيدته الدينية وكذلك من أي إنسان على أي مسلم ولكن التفرد الوحيد هو هذا الوقار في العقيدة الإسلامية في التعرف على الله ،لأن الإسلام يقول أنه لا شبيه له ولا نظير ولا مثيل إذا فهو واحد أحد ولهذا فإن سورة الإخلاص (قل هو الله أحد.الله الصمد.لم يلد.ولم يولد.ولم يكن له كفوا أحد) تعدل ثلث القرآن لأنها تتحدث عن الفكر المستنير والنظرة العميقة التي يجب أن يكون عليها الإنسان نحو خالقه وهذا هو الوقار الحقيقي .
خالد إبراهيم أبو العيمة ...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

السبت، 20 يونيو 2015

خمس مشكلات (قصة قصيرة) من قصص كثيرة

يصاحبنه طيلة عمره خمس مشكلات .. راتبه الذي لا يكفي على الإنفاق طيلة الشهر،الزوجة التي لم يعد يرضيها أي شيء وتطلب دون وعي،مشاكل العمل والظلم الإداري،تعليم الأولاد،الخوف من مرحلة ما قبل الموت.
مخرجاته ترويض النفس على قبول الواقع المحيط،محاولة مسح الذاكرة بالتناسي،تكثيف الكلام في كل المواقع لتحفيز نظرية الإحتمالات،تخدير المشاعر،إدعاء السعادة.
خمس مشكلات استعصى حلهن على مدار عشرات السنين،ومطلوب منه الحل ؟
الأزمة المالية،إرضاء الزوجة،التكيف مع العمل،تعليم الأولاد،تأمين مرحلة ما قبل الموت.
الحكومات منذ عشرات السنين لها نفس اللغة والبيانات أنها تعمل من أجل المواطن،الشيوخ في مساجدهم والرهبان في كنائسهم لا يزالون يثرثرون عن فصائل الصبر وفضائله والتكيف مع الواقع،الأحزاب يحتالون ويكذبون،الأطباء أصابتهم تخمة الإكتئاب من كثرة المرضي على الرغم من أرباحهم الطائلة من أتعاب الكشف والعمليات الجراحية،المدرسون يفترسون الأبناء بعلم لا ينفع،ومطالب لا تتوقف،الفلاحون الأرض تعاقبهم على فقدان الرعاية والماء.
تعاقبك الذاكرة لتشعر بوجودك العشوائي : بناء الإنسان ،كن عزيز النفس،اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا،التاريخ،الحضارة،المجد،علوم الفضاء،العدالة الإجتماعية،ثورة الضمير،.....
تحاصرك الشاشات ببرامج الراقصة والشيف ،الرشاقة والجمال،
ومباريات الكرة وصفقات انتقال اللاعبين،ثم تصفعك الأخبار بصور القتلى والجرحى،.....
من داخل شقة تمنحك الأنفاس على قدر أموالك مجهولة المصدر تنتظر على أمل أن تتناقص المشكلات لتصبح أربعة بدلا من خمس.
خالد إبراهيم أبو العيمة ... مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

الطبقية وفساد الإنقياد

الصراع على السيادة والعظمة الطبقية في بلد أكثريته فقراء، مشوهون، اعتادوا الإنقياد لمن يبتزهم عاطفيا أو يذلهم سلطويا ،في فترة مضت ليست قصيرة من عمر الزمن، لكن لم تكن الدولة فيها الباني للمواطن ليكون عزيز النفس ،أهملته تعليميا وصحيا ،وقهرته معيشيا، فأذلته نفسيا ،وها هي تدفع الثمن نظير ماض تخرجت فيه أجيال تربت على العشوائية فأصبحت لا تصدق ولا تثق ولا تريد أن تسمع حتى مع وجود نتائج تقول أن هناك تغييرا ما سيحدث .. لكنه سيستغرق وقتا تتراجع فيه قوى الفساد والطغيان للخلف ولو قليلا عندها سيشعر الناس بشعاع الأمل.
إن الصراع الحالي بين الطبقات هو صراع على السيادة والعظمة ،وهذا يعني منتهى الأنانية لأنه يفضل الأنا على الغير والتبجيل على التقدير،ولا يمكن أن يحدث تغييرا إذا غاب العدل وساد الظلم ،وانحاز الناس إلى التسلط عبر وظائفهم ونقاباتهم على حساب الإنسان والوطن، ولم يدركوا أن الحق فقط هو الذي على رأسه ريشة ،وأن الناس متساوون في الحقوق أمام الله قبل القانون وأمام القانون قبل منظمات حقوق الإنسان وأمام التحضر والتمدن قبل التحجر من قوى الجهل والظلام.
كلمة الحق والعدل ليس الهدف منها النيل من أحد بل هي لإنقاذه من تشوه النفس وإنقاذ المجتمع من الحقد والغل وفساد الإنقياد ودفعه نحو البناء وعلى الكبير والصغير إستدعاء الضمير والنظر إلى أن الألفة المجتمعية هي أجمل وأعظم ما في الإنسان.
إن حرية التعبير تعني بالأساس أن هناك سلطة ديموقراطية وشعبا حرا ينقاد بوعي وينحاز للوطن قبل أي شيء أخر،وطن لا تقديس فيه لطبقة على حساب الأخرى ولا صوت فيه يعلو فوق صوت الحق،وأن من يقترب من حرية التعبير بلغة التكميم فهو دون أن يدري لا يدرك أنه يفسد الناس ولا يصلحهم وكالعادة سينقاد الناس إلى الممنوع لأنه المرغوب.
إن كلمة الحق ليست جراءة فاسدة وأجمل منها الإنقياد إلى الحق من الكبير والصغير.
خالد إبراهيم أبو العيمة ... مدونة سور الأزبكية
                                    http://khaled-ibrahim.blogspot.com


الخميس، 11 يونيو 2015

قوانين أفكر بها




الزمن ضد الأغبياء
الزمن يحترم الأذكياء فقط لأنهم هم من يدركون قيمة الوقت ويدركون أهمية وجودهم في فترة زمنية من عمر الزمن الإنساني على كوكب الأرض.
*****
السرعة تتفوق على الزمن
يتهاوى عنصر الزمن أمام السرعات العالية ولكن مشكلة السرعة أن لها نقطة نهاية تتوقف عندها،وفي هذه الحالة تعود السيطرة مرة أخرى للزمن.
*****
لا أحد ينتظر المتباطئ
ثق مهما كانت درجة الجماليات لديك فإنه لا أحد سينتظرك وأنت دائم التحرك ببطء،لأن أهم صفات الجمال هو إنجاز الأشياء ليس في الوقت المناسب فقط وإنما في الوقت الأسرع من المناسب.
*****
الدهشة
لا يستحق الدهشة إلا  من يصنعها وهي الفارق بين الوجود المستكين المتجمد في المندهش والفارق المدهش في سرعة بديهة وفعل المدهش قمة الجمال نحو التغيير الوجودي.
*****
الغباء
هو عدم قدرتك على تقدير كل جميل حولك خاصة لكل ما هو ذكاء،وإصرارك الدائم على تجمد خلاياك الفكرية وتمسكك بالحقد ويقينك المستمر بأنك على حق.
*****
أفكاري وكتاباتي
أفكاري صواب يحتمل الخطأ وكتاباتي أحرص على أن يكون ورائها هدف ..قضية ،وتفاعلكم سيدفعنا سويا نحو الأفضل لنا جميعا.
*************************
خالد إبراهيم أبو العيمة .... مدونة سور الأزبكية

http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الخميس، 4 يونيو 2015

الممالك والمذهبية والطبقية وتبرير الحرب



السيطرة على أفعال وانفعالات الشعوب من أجل أن تسير في مسار الطاعة وتنفيذ المطلوب منها من البناء والتعمير في كافة المجالات وحماية الأوطان يتطلب أن يكون وفق مخطط قانوني عادل ،إداريا ،منتظما ، راسخا وليس عشوائيا، ومن يخالف هذا المسار يتم تطبيق القوانين وتنفيذ الأحكام عليه،ولكن المتغيرات الإقتصادية والطبقية والسياسية تجعل أحيانا هناك حالة من الشد والجذب بين الشعوب والحكومات خاصة عندما يغلق الحاكم المتشبث بالحكم غير الوطني وغير العادل وزمرته الحاكمة أذانهم وأعينهم عن سماع الشعب بشكل كامل فعندها تحدث الثورات بعد أن تختمر.
الحاكم العادل الوطني هو حاكم لكل طبقات الشعب ،لايفرق بين أحد من الشعب على أي درجة من التفرقة، طالما يؤدي دوره وواجبه الوطني والإجتماعي والإنساني على الوجه المطلوب ،هو حاكم يدرك مسئولية توقيت وجوده ،ولكن الحاكم المذهبي المتسلط والقابع على كرسي السلطة وكأنه جزءا من جسده  فإنه والمحتل سواء لأن هذا يحتل كرسي الحكم وهذا يحتل الأرض وما عليها ،ودائما ما نجد الحاكم الباغي حاكما طبقيا أو حاكما مذهبيا ،وكليهما يقودان الشعوب ليس بالقانون وإنما بتعميق المذهبية الدينية القوية أو الطبقية على حساب العقل والإعتدال والعلم والقانون .. فعندما ينشغل الناس بالإختلاف المذهبي والعقائدي أو بالتفكير الطبقي يبتعدون عن كرسي الحكم وأفعاله والمتخم بكل أنواع الثراء والقداسة فينتشر التسلط والنفاق والظلم والفقر والمرض وتضعف القيمة الوجودية للإنسان .
دائما ما يروج الحاكم المذهبي أو الطبقي لنفسه بترك الأبواق الإعلامية المستفيدة بقربه والبعيدة عن المعنى الوطني والإنساني والثقافي، فتروج لمذهبه أنه الطريق الأمثل للناس في الدنيا والأخرة، لأن القوة النفسية تقبل بالدخول في تلك المخاطرة الحربية الرهيبة التي قد تكلف الإنسان حياته عندما يصبح الأمر متعلقا بالدين أو العقيدة ويمتد هذا الترويج من أجل الحشد للدفاع عن الوطن تحت مسمى مذهبي أو أحيانا تحت مسمى الأمن القومي أو حقوق الإنسان أو التدخل في شئون الغير على هذا الأساس العقائدي أو المذهبي حيث يصبح من يقتل هنا أو هنا حاملا لدرجة شهيد ويصبح الموت سهلا وكثيرا وتصبح الشعوب المغلوبة على أمرها وقودا للحرب وهو في حقيقته حرب من أجل إستمرار الجلوس لفرد أو فئة معينة على كرسي الحكم.
في واقعنا إيران تروج لمذهبها الشيعي والسعودية تروج لمذهبها السني وإسرائيل تروج لمذهبها اليهودي الأرثوذكسي الذي جعل العقيدة والقومية شيئا واحدا ،وأمريكا تروج لمذهبها الديموقراطي (بوجهة نظرها) وداعش تروج لمذهبها التكفيري وقس على ذلك الكثير من التنظيمات والجماعات وتبريرات الإحتلال.
لا بديل عن الدفاع عن الوطن ولكن بالحق ومن يتخلف عن الدفاع عن وطنه فهو خائن ولكن لنحذر من الدخول في حروب تحت مسمى مذهبي وهذا ليس ضد الإتحاد والتكتلات والمصالح ولكن بشرط أن تكون رادعة للعدوان وليست معتدية وبعيدة عن اللغة المذهبية.
فارق بين رسالة الأنبياء ورسالة الحكام فالأنبياء وضعوا حجر الأساس للدين بأخلاقه وقيمه وتشريعاته وأن يعلم الإنسان أنه مراقب طوال الوقت من ربه ،وتم البناء على الأديان في زمن لم تكن فيه هناك سوى قبائل وعائلات وأفراد متشرذمة هنا وهناك وبينهم اقتتال وتوحش وظلم وجهل وعدم وجود منهج يمشون عليه، فجاءت الديانات من أجل أن تنقل الناس للتمدن والتحضر وتساوي بينهم وتحفظ أرواحهم وممتلكاتهم فأصبح الحكم من بعد الديانات مسئولية والعدل مسئولية ولم تعد البشرية في حاجة إلى أديان جديدة ولكن في حاجة إلى تواصل وتفاعل وتبادل منافع والعيش في ظل احترام متبادل.
الدين في حقيقته ليس أداة سيطرة من أجل الحكم وإنما من أجل ترسيخ العدل والقيم الأخلاقية وتعريف الإنسان بربه حتى يتحمل هذه المسئولية في السر والعلن،ولكن المذهبية هي التي ظهرت وأصبحت مولودا ودافعا من أجل السيطرة ،وحشد التأييد المذهبي من أجل الحكم واحتلال الأنفس والأرض ،وحدثت الطائفية والمذهبية في كافة الديانات، ففي اليهودية تجد اليهودية الأرثوذكسية واليهودية الإصلاحية واليهودية المحافظة ، وفي المسيحية تجد الكاثوليك والأرثوذكس وفي الإسلام تجد السنة والشيعة،علما بأن الكتب السماوية عندما نردها إلى أصلها فهي كلمة الله ،والله عزوجل  جعل الكتاب لكل أمة من دون أن يفرق بينها على أساس مذهبي فجعل الإله واحد والرسول واحد من أجل أن لا تكون هناك مذهبية.
بوضوح لا توجد قوة على الأرض قد تدفع الإنسان نحو إهلاك نفسه أو غيره سوى قوة الإيمان بالغيبيات ولهذا سخرها أصحاب القوة والنفوذ والتنظيمات الإرهابية والمراكز البحثية المخابراتية والدويلات الصغيرة للإحتفاظ بالقوة والملك أحيانا،وتأجيج الصراعات أو من أجل الإلهاء أو التفرقة أو الهدم أو أحيانا أخرى ،أو التمهيد للمحتل في أحيان كثيرة.
الأوطان يحفظها العدل ،وهو أساس الأمن القومي ،كما هو أساس الملك، أما المذهبية والطبقية فهي أساس الظلم والتطرف والغلو ،وكل حزب بما لديهم فرحون.
يمكنك أن تجد مبررات للحرب ولكن لا يمكنك أن تجد مبررا للجهل.
خالد إبراهيم أبو العيمة ... مدونة سور الأزبكية

http://khaled-ibrahim.blogspot.com