الصراع على السيادة والعظمة الطبقية في بلد أكثريته فقراء، مشوهون، اعتادوا
الإنقياد لمن يبتزهم عاطفيا أو يذلهم سلطويا ،في فترة مضت ليست قصيرة من عمر الزمن،
لكن لم تكن الدولة فيها الباني للمواطن ليكون عزيز النفس ،أهملته تعليميا وصحيا ،وقهرته
معيشيا، فأذلته نفسيا ،وها هي تدفع الثمن نظير ماض تخرجت فيه أجيال تربت على
العشوائية فأصبحت لا تصدق ولا تثق ولا تريد أن تسمع حتى مع وجود نتائج تقول أن
هناك تغييرا ما سيحدث .. لكنه سيستغرق وقتا تتراجع فيه قوى الفساد والطغيان للخلف
ولو قليلا عندها سيشعر الناس بشعاع الأمل.
إن الصراع الحالي بين الطبقات هو صراع على السيادة والعظمة ،وهذا يعني
منتهى الأنانية لأنه يفضل الأنا على الغير والتبجيل على التقدير،ولا يمكن أن يحدث
تغييرا إذا غاب العدل وساد الظلم ،وانحاز الناس إلى التسلط عبر وظائفهم ونقاباتهم
على حساب الإنسان والوطن، ولم يدركوا أن الحق فقط هو الذي على رأسه ريشة ،وأن الناس
متساوون في الحقوق أمام الله قبل القانون وأمام القانون قبل منظمات حقوق الإنسان
وأمام التحضر والتمدن قبل التحجر من قوى الجهل والظلام.
كلمة الحق والعدل ليس الهدف منها النيل من أحد بل هي لإنقاذه من تشوه النفس
وإنقاذ المجتمع من الحقد والغل وفساد الإنقياد ودفعه نحو البناء وعلى الكبير
والصغير إستدعاء الضمير والنظر إلى أن الألفة المجتمعية هي أجمل وأعظم ما في
الإنسان.
إن حرية التعبير تعني بالأساس أن هناك سلطة ديموقراطية وشعبا حرا ينقاد
بوعي وينحاز للوطن قبل أي شيء أخر،وطن لا تقديس فيه لطبقة على حساب الأخرى ولا صوت
فيه يعلو فوق صوت الحق،وأن من يقترب من حرية التعبير بلغة التكميم فهو دون أن يدري
لا يدرك أنه يفسد الناس ولا يصلحهم وكالعادة سينقاد الناس إلى الممنوع لأنه
المرغوب.
إن كلمة الحق ليست جراءة فاسدة وأجمل منها الإنقياد إلى الحق من الكبير
والصغير.
خالد إبراهيم أبو العيمة ... مدونة سور الأزبكية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق