الحلم الذى لا يدرك متطلبات التعامل
مع الواقع بأدواته هو حلم مثالي طفولى،تكلفة تحقيقه باهظة،حيث لا توجد عدالة
مطلقة،لأن ما لايمكن لك تغييره أو الحصول عليه يقع تحت دائرة أقدارك،فاعرف حجمك،وهذا
ليس تواضعا ولا مذلة ولكن ليس كل ما تحلم به يمكن تطبيقه.
قديما كانت الثورات تحدث من
أجل الإستعباد والذل واحتكار الثروات لفئة قليلة من الطبقة الحاكمة،وهذا يحدث حتى
عصرنا الحالي فى الدول النامية،ولكن اختلفت تأثيرات الثورات عن ذي قبل وذلك بسبب
ارتباط النظام العالمي بمنظومة اقتصادية شبه موحدة تجعل التأثير يطال دولا عديدة
وليس مثل الماضي الذى كانت تنحسر فيه أثار الثورة فى منطقة تواجدها فقط،أضف إلى
ذلك أن حجم الثروات الطبيعية قديما كان كبيرا بالمقارنة إلى تعداد البشر فى
حينها،أما فى عصرنا الحالي سرعة النمو البشرى لا تعادل سرعة النمو الحضاري ، واستغلال
الموارد ،وتقليل الهدر.
تكنولوجيا الإتصالات غيرت مفهوم
الإعلام تماما وغيرت مفهوم الثورات تماما حيث لم تعد هناك قدرة للأنظمة الحاكمة على
حجب الحقيقة، وقديما نظرا لعدم وصول الصورة فى حينها، كانت تعطى للقيادات
التنفيذية سلطات مطلقة لا تخضع للحساب الإداري أو القانوني.
التطور العلمي هو حقيقة ما يزعج
الأنظمة الديكتاتورية،لأنه يفضح ممارساتها،ويعلي قيمة العلم على حساب قيمة السلطة،ويساعد
على كسر كافة الحواجز المكانية والزمانية.
اعرف حجمك فأنت فى مكان عملك
لا تستطيع أن تفرض أحلامك على المؤسسة /الشركة التي تعمل بها،فكيف تستطيع أن تفرض
أحلامك على دولة؟ ولكن العلم يستطيع أن يحقق متطلبات كثيرة من أحلامك،فتمسك بحقك
فى التعليم والعلم لأنه يصنع غدا أفضل من الإقتتال على كراسي الديكتاتوريات التي
يمارسها مرضى نفسيون يظنون أنهم أقوى من بركان العلم الذى انفجر مع بداية الثورة
الصناعية ولن يتوقف عن دهس الأنظمة المتخلفة والأفكار القديمة لمحترفي التسول
والبطالة والعيش على المساعدات الإنسانية.
كثير من الناس يفكرون عكس اتجاه
المثل (لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد) فهم يرغبون فى السمكة ، مع أن التعليم أرخص من الإعانة والدعم ونتائجه أفضل وأكبر بكثير.
خالد إبراهيم أبو العيمة
هناك تعليق واحد:
اؤيدك اخي خالد في كلمتك
واسمح لي باضافة بعضا من الملح عليها حتى يزيد طعمها اغراء لقارئها فليتهمها كاملة
بخصوص موضوع العلم والحرص عليه حتى اتمكن من قراءة مستقبلي بما يتراءى لقراءات الناس في عصر التكنولوجيا -- السنا امة محمد اول كلمة في كتابنا العزيز (إقرأ)؟ السنا امة محمد الذي قال لنا (اطلبوا العلم من المهد الى اللحد)!! فلماذا تخلينا عن هذين المطلبين (القراءة وطلب العلم) وهما قد أتونا من رب العالمين وافضل خلقه، لم يكن لنا التخلي الا بسبب حكامنا الذين تم تغييب بعضهم وتركيع البعض الاخر للانظمة الخارجية التي تحاربك في تقدمك وتحاربك حتى في محاولتك تشغيل عقلك بالفكر-- فقد تسلط علينا في المائة عام الاخيرة من عمر الامة حكام فسقة فسدة افسدهم الكرسي فافسدوا مجتمعاتهم وصاروا فيها كالنعاج وصارت شعوبهم كالانعام
ولكن دعني ابشرك بنهاية عصر الحكام الفسدة والمغيبيين الى الابد -- فقد استفاقت الشعوب العربية وخرجت من جحور الجهل وانفاق الظلم والظلمة لتقول ( لا ) لكل من يحاول استغلالها ووقف عقولها ونهب ثرواتها -- استفاقت هذه الشعوب ولن تعود للبيات او النوم من جديد فسوف تعاصر وتواكب صرخات العلم المتلاحقة وصرعات التكنولوجيا المجنونة وستسعد قريبا المنطقة العربية بالكامل بنجاحها في ذلك -- ولن تسمح لاحد مهما كان نظامه او فكره او علمه ان يستبعدها من جديد -- ولنا في طرد نظامين مستبدين من مصر خلال اقل من ثلاث سنوات خير دليل
لن تصبح امة محمد امة التخلف ثانية وباذن الله الى الابد -- ستظل هي امة النور والعلم والتقدم -- وكما قال سبحانه في اول سورة النحل (أتى امر الله فلا تستعجلوه) صدق الله العظيم
دمتم بالتوفيق والنجاح
اخوكم سيد حنفي
إرسال تعليق