تاريخ الدماء بين الشعوب على الأساس العقائدي غير مبرر،لأن كل طرف تمسك بما يملك دون أن يدرس أو يناقش بحيادية،وهناك نقاط بحث هامة فى كيفية التعامل والتواصل بين البشر مع إختلافاتهم العقائدية والفكرية،فهل العداء إفتراضي أم مصطنع أم هو حقيقى متأصل؟
الإصرار على عدم الإطلاع على فكر غيرك يجمد فكرك،وهو الذى يولد العداوات،وحرية إطلاعك تعنى أن لغيرك نفس الحق فى أن يطلع غيرك على فكرك أيضا،من هنا نستطيع أن نمسك مفتاح البداية لبدء الحوار بين الناس،بحثا عن كل ما هو من المنطق فيجمعنا،وابتعادا عن كل ما هو مختلف فيفرقنا كبشر من دون أن يسخر أحدنا من الأخر،ومن من غير أن نلجأ للعنف فنشوه الأديان التي هي لسعادة البشرية،وليست لسفك الدماء،ومعنى الكُتب المقدسة أي أنها كُتب يجب أن تقرأ وتُفهم على معانيها السامية التى من المؤكد أنها تحمى حياة وحقوق البشر،مهما اختلفت عقائدهم،بحيث يصبح الفارق الظاهر بين أتباع الشرائع المختلفة هو الطقوس،أما العلاقة الإيمانية فكل الكُتب المقدسة تؤكد أنها بمستوى فردى خاص بين كل فرد وخالقه تبعا لطرق الإتصال فى كل كتاب مقدس،لأنه من الطبيعى أن يُعرف الله نفسه لعباده لأنه الخالق البادئ لكل شيئ، وكون الشرائع كُتب إذن من الطبيعى أنها بين يديك تعود إليها فى أى وقت شئت،وفهمك الخاطئ لها هو نتاج بعدك عن معنى السمو الروحى الذى يرتفع بك فوق مستوى المتطلبات الجسدية،والمصالح الخاصة،ولأنها كتب فهذا يعنى انها ليست نارا مقدسة،ولا حديدا مقدس،بل يجب أن نفهم معنى أن كلمة الله فى كتاب كى يصبح الإقناع مبنى على قناعة بُنيت على فهم بعد قراءة واطلاع ومناقشة صادقة وعادلة هدفها الإنحياز للحق دون جور،وبحيث يكون التعامل مع المختلف مبنى على الإحترام المتبادل لأن الدين عبارة عن وعاء كبير يأخذ منه كل الناس تبعا لعاداتهم وتقاليدهم وميولهم ومنطقهم،وهنا يختلف مستوى التلقي بين فرد وأخر تبعا لموروثه فى العادة والفكر والمستوى المادي والعلمى،ولذلك تطبيق نموذج واحد للشكل الديني على كافة المجتمعات دون النظر لأعرافهم وتقاليدهم وثقافاتهم هو نوع من القصور فى الفهم،نظرا لإختلاف العادات والتقاليد بين المجتمعات،ونظرا لإختلاف التأويل .
الدين فى الأصل واحد لأن الإله واحد،فنحن جميعا نعلم أن الكذب والزنى والسرقة والظلم حرام فى كافة الشرائع،أما باقي الأمور الحياتية فتختلف فيها درجات الإقتراب من الله الذى (لا نراه ) تبعا لدرجة الإتساق مع مراد الله فيك حيث كلما أنحيت النفس الشريرة من داخلك وتمسكت بالنفس السامية العادلة بداخلك كنت مخلصا فى كافة التعاملات،وكلما اتسعت ملكة التلقي والقبول للأحداث والأقدار كنت مؤمنا بدرجة تستشعرها أنت من خلال تواصلك الروحي مع الله .
العداء إفتراضى وليس متأصل ومتجذر رغم التاريخ المرير لأنه لطالما أُستخدم الدين كذريعة لإشعال الحروب وسفك الدماء تحت مسمى الحروب المقدسة،فهل تخلصت البشرية من هذا الرصيد التاريخى مع التطور العلمى الذى جعل الكُتب المقدسة متاحة لكل فرد من دون أدنى صعوبة للإطلاع والمقارنة،وتُركت المسئولية للبشر بحيث يكونوا أصحاب عقائد أو لا دينيين،أم أن هذا العصر هو عصر الصراع الإقتصادى،واستخدام المذهبية الدينية لتحقيق الأهداف.
........................................................................
خالد إبراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com
هناك تعليق واحد:
الأديب والكاتب خالد إبراهيم
السلام عليكم
فعلا الاخترام المتبادل هو أول طريق البناء
هناك من يمارس العنف مرتديا ثياب الثورية وهي منه براء فالثورة سلمية مهما حدث والأحداث التاريخية شاهدة في الثورة الفرنسية سالت أنهار الدماء من الثوار الغير صاديقين (ليسوا ثورا أصلا) للآسف البعض يقوم بتوزيع صكوك الثورة علي الناس طبقا للايدلوجيا منتهي العدوان والظلم
خالد جوده
إرسال تعليق