حالة من الهوس تنتاب الناس بعيدا عن التخصص،لا أحد يريد أن يسمع
ويعقل،والمتخصص إذا أراد توضيح الصورة بالشكل العلمى/الحسابى/الفكرى يجد
صعوبة فى توصيل الحقيقة مع من يحاوره،لأن المحاور/المتلقى غالبا ما يناقش
المتخصص بالصورة التى يريد أن يفهمها هو كـ محاور/متلقى من دون سند علمى
يناقش/يجادل به المتخصص،ويستمر فى الكلام فى الوقت الذى من المفترض أن يصمت
فيه،وقس على هذا غالبية الناس التى تذهب طواعية خلف هذا (العك) الكلامى
وتأخذ قرارتها على هذا المبدأ.
الوقت يمر على الحكومة من دون رؤية واضحة يتم فيها تقييم الفترة السابقة
ويتم توضيح الصورة بأنه كان من المتصور أن يكون .....؟ وكانت المعوقات
.....؟ وتم تصحيح المسار ب.....؟ وتم عمل منه .....؟ وسيتم فى الفترة
القادمة عمل .....؟
ليس لدى الناس صورة حقيقية لكى يشاركوا فيها،لأن الحكومة لم توضح حقيقة
الوضع الحالى المتأزم (هذا إذا كان لديها تصور بالأساس)،لأنه من المفترض
والحتمى أن تكون المرحلة الحالية هى مرحلة تجهيز للقضاء على الفقر،لأن ما
يقال مثلا عن زيادة الرواتب هو تصور خاطئ بعيد عن علوم الإدارة
الحديثة،التى من المفترض أن تضع خطة تجعل مخرجات كل عمل تساوى قيمة تتجاوز
قيمة الأجر المادى للقائم بهذا العمل،لذا فى هذا التوقيت مع هذا الوضع
الإقتصادى الهش يجب إلغاء منظومة الدعم،حيث أن الفقراء لا يستفيدون بأكثر
من 30% من ميزانية الدعم فى أفضل الأحوال وتوفير بدائل مدروسة تعطى نتائج
لها مردود إيجابى بدرجة أعلى وملموسة بديلا عن هذه المنظومة الفاشلة،من أجل
المرور بهم من هذه المرحلة،لأن الخطة الحقيقية هى التى لا تخطط لوجود
فقراء فيما بعد هذه المرحلة،وبالتالى هى الخطة التى توفر فرص عمل لكل الناس
.
أى إستفتاء سيحدث نتيجة هذه المهاترات الإعلامية،وتأثيرها فى الناس سيؤدى
أن تذهب البلد من مصيبة إلى مصيبة أكبر،رجاء أن لا تضحكون على الناس بكلام
لن يجلب لهم سوى المصائب ولا داعى لتشويه الفترة القادمة بالعنتريات،هذا
زمن العلم والمكاشفة حتى نقضى أو نحد من الفشل الإداري الذى أوصلنا إلى هذه
المحنة.
خالد إبراهيم....مدونة سور الأزبكية
هناك تعليق واحد:
فعلا ضروري الاستعانة بالعلم وأصحاب الكفاءة والسعي لتهيئة المناخ المناسب للبناء والتنمية
هذا جهد ليست الحكومة فقط مسئوله عنه (وهي تحمل القسط الأكبر في صياغة الاستراتيجية بما تضمه من رؤية ورسالة وأهداف ووسائل ودراسة نقاط الضعف والقوة والفرص والتحديات) ولكن للناس جميعا دور في مقاومة تحويل الحرية لفوضي والخلاف إلي احتراب اجتماعي وتحويل السلمية إلي عنف دموي مرفوض تماما
خالد جوده
إرسال تعليق