الثابت
والمتغير
خالد
أبو العيمة
أحد أهم الأسباب فى الشعور بالفرح أحيانا هو وقوع بعض اصعوبات أو آلآلام فى
حياتنا،لأنه لا معنى للثبات فى شيئ،إلا فى تلك الأشياء التي لا تستمر الحياة
بدونها،كالشمس بالنسبة لكوكب الأرض بما فيه من مخلوقات،وهذا دليل عظمة القدر أن
ترك لك براحا لتؤكد فيه على وجودك وتبرهن فيه عن حركتك وليس جمودك، بما يعنى أنه
لا معنى للجمال عند ثبات الأشياء التي تسمح طبيعتها بالتغير،ومن ثم فإن كل شيئ
يتبدل .
(كل يوم
هو فى شأن) سبحان الله مبدل الأشياء...يا الله
ما دام
التغيير فى كل شيئ سنة كونية فكيف للعلم أن يثبت ؟ ، لذا نحن نتعلم ونتحرك فى
دائرة التغيير من أجل أن نتماشى مع التغيير الذى يحدث فينا وحولنا،هناك تغييرات
تحدث ليست بيد البشر كالموت والطقس والأمطار،وهناك شيئ فقط أعطى للإنسان ليمنحهم
القدرة على المواجهة قدر المستطاع أو قل لتخفيف الآلام التي تحدث وهو العلم حيث
يعطيك الأمل فى تنمية قدراتك .
العلم مثل
الزمن لا يتوقف،وأولئك الحمقى الذين يظنون أن الأشياء يمكن أن تتجمد هم
واهمون،فتكرار الكلام ممل وتكرار الأحداث ممل وتكرار الشخصيات ممل وتكرار الفنون
ممل وتكرار العمل ممل،إذا القبح مرتبط بالثبات والجمال مرتبط بالتغيير.
التطور التكنولوجي هو
أحد أهم ملامح التغيير على البيئة البشرية فى أي مكان لأنه نتاج بحوث متعمقة،نتيجة
جهود علمية مضنية لم تكن تستسلم للواقع فأخذته بالتحليل والتعليل والتقدير
والإستنتاج، فأنتجت وستظل تنتج تكنولوجيا متطورة أفادت وستفيد فى كافة مناح الحياة
البشرية وغيرت وستغير من ملامح الواقع وستدفع البشر للنظر للمستقبل بأمل أكثر
تطورا تزداد فيه حياتهم سهولة ورفاهية،ولكن فى نفس التوقيت ستظل عجلة الأقدار فى
حالة من الدوران .
تطور
التكنولوجيا يغير شكل الحياة الخارجي بشكل كبير إلا أنه يجب أن يكون مع التطور قدر
من الروح لتفهم وقبول الألم الكبير وهو الموت الذى يسبب الفراق بين البشر وبعضهم
البعض،كما أن إرتباط الناس ب الله يحفظ لهم التوازن النفسي حتى لا يتحول الإنسان
لشكل آلى بلا مشاعر تحفزه لنظرة مستقبلية أفضل بعد الموت .
مفهوم أو معنى الصبر
على الأحداث الصعبة هو أنه يعطيك ثقة وأمل فى أن التغيير قادم لأن عجلة التغيير لا
تتوقف،ومن ثم فإنه لا يجب على إرادتك أن تهتز مهما كان حجم الحدث الذى يتفاعل
معك،عندها يجب أن تمتلك الثقة بأن التغيير قادم, فهذا كفيل بأن يمنحك قوة تمنعك من
الإنهيار،وبالتالى عليك بتقبل الواقع الصعب والعمل على تغييره لتكون جزءا مشاركا
من عملية التغيير،والتى ستحدث شئت أم أبيت لأن حقيقة الأشياء أن الأقدار تسبق
الأفكار،ولكن وعيك يقلل دائما من زمن وثمن التغيير.