هناك شخصيات غيرت معالم بلادها،لأنها كانت غير مقلدة بل كانت لها هوية حقيقية،وسواء اتفقنا أو اختلفنا على قيمة هؤلاء الناس إلا أن المنطق يقول علينا أن نتعلم من دراسة وتأمل حالات أناس قادوا بلادهم إلى تغيير وليس مطلوبا على الإطلاق تقليدهم لأننا لن ننجح بل لابد من نحافظ على هويتنا من التقليد وأن نقدم منهج جديد بعيدا عن التهليل والضجيج،منهج لم نراه من قبل،لأن الواقع حاليا يعبر عنه أصحاب الصوت العالي وتلك كارثة.
ألمانيا .... هتلر
روسيا .... ماركسماليزيا .... مهاتير محمد
الصين .... ماوتسى تونج
وغيرهم ...
واقعنا يتطلب شخصا لديه نظرية إقتصادية جديدة تتسم بالحذر وليس السرعة لأن الإقتصاد سيغير واقع الناس سريعا وسينتشلهم من العشوائية لذلك نحن فى حاجة لمن يقدر على بناء هيكلا إقتصاديا يتم ضبط أبعاده تبعا للمتغيرات الداخلية والخارجية لأنه أصبح علم كبير مبنى على التحليل الفني والمالي والموهبة فى الربط والتوقع لأن التحليل الفني طفرة فى علم الإقتصاد وصوت العلم يؤيده لأن الإقتصاد ليس رسما يتم وضعه بثبات،ولابد التخلص من فكرة التخوين لمن يدير النظرية الإقتصادية.
إستدعاء الناس للمشاركة فى عمل ما لا بديل عنه ولنتعلم من (ذو القرنين عندما أراد أن يبنى سدا طلب منهم المشاركة معه مع أنه هو الذى بنى السد)
الآية :
{قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما}
سيدنا يوسف هذا الإنسان المظلوم الموجود الذى كان بداخل السجن خرج ليدير العملية الإقتصادية فى مصر فى ظروف كانت سيئة جدا("قال اجعلني على خزائنِ الأرض إنّي حفيظٌ عليم")
نحن فى حاجة لرؤية جديدة نتخلص فيها من ذاتنا ومن الصوت العالي لأن الشعب لم يختار أحدا بعينه ليعبر عنه،وأنت عندما تمرض فانت تختار الطبيب المناسب لحالتك المرضية وتذهب إليه،وعندما تريد عمل إجراء قانونى فأنت تذهب لمحامي بعد ان يحصل منك على توكيل ليحصل لك على حقك القانوني ومن هنا أقول لأصحاب الصوت العالي الشعب لم يعطيكم توكيلا لتتحدثوا عنه.
هنا دور المثقف أن يزرع الفسيلة الفكرية لأن عجلة التغيير لن تتوقف ولكننا نريدها رشيدة تتحرك بحكمة وحب لأنه لن ننتصر على واقعنا سوى بالحب فيما بيننا
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
: (( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لن تؤمنوا حتى تحابوا , ألا ادلكم على شىء إذا فعلتموة تحاببتم ؟ افشوا السلام بينكم))
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
شهر رمضان هو شهر التغلب على الذات وهو فرصة لتصحيح مسارنا فهل نستغله لجمع الناس على الحب لأننا لن ننتصر بدون حب فيما بيننا.
نصيحة أقدمها لأصحاب الصوت العالي العشوائي المصلحي قصير النظر إنكم فى حال سقطت البلد ستكونون أول من يدفع الثمن فالشعب يسمعكم ويراكم واويلكم من غضبة الحقيقة التي ستكون بلا رحمة لأن البلاد ليست ملك لأشخاص يظنون أنهم موكلون عن الشعب وهم غير ذلك.
يؤلمني أن كل المرشحين للرئاسة حاليا ليس من بينهم رجل إقتصاد يدفع الناس لفكر جديد يغير الواقع المشتت كما يؤلمني أيضا أنه لا يوجد إسم عالم إقتصادي صاحب نظرية جديدة تتناسب مع واقعنا وهويتنا وغير مقلد،وفى بلادنا الإسلاميون لم يقدموا هذا النموذج ولا المسيحيون قدموا هذا النموذج ولا غيرهم إستطاع أن يقدم نظرية جديدة وهذا لأننا أصحاب أبواق عالية الصوت بدون أفعال.
ترى هل نجد من يستطيع وهل نعطيه الفرصة من دون تخوين وهل نشاركه البناء ونصبر عليه أم أننا لن نتنازل عن الميكرفون،هنا الصمت ستعقبه العاصفة.
لن ننجح سوى بالحب والحب أن تعطى الفرصة لمن يستحق وأن تعينه وتصبر عليه وأن تتخلص من ذاتك المغرورة
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com
هناك 7 تعليقات:
تحياتى لك أستاذ / خالد
أود ان اشكرك اولا على هذه المدونة و التى اعتبرها من وجهة نظرى محول من محاولات البحث عن بداية الطريق الصحيح
و أود ان اضع بعض الخطوط الكثيرة تحت بعض الكلمات فى مقالك و اترك لقرائك الكرام التفكر العميق فى هذه الكلمات مثل " شخصيات غيرت معالم بلادها " و هل سنتقبلها على ما هى عليه ام سنقارنها بما نحلم به ونسقطها فى هذه المقارنة
و " نحافظ على هويتنا" ام نتمنىى ما نراه فى الاخرون و ننسى انفسنا
و " الآية : {قال ما مكني فيه ربي خير " فأعينوني بقوة " أجعل بينكم وبينهم ردما}" و الى اى درجة سنعينه و المطلوب هنا القوة و ليس اى مستوى اخر من الاعانة
تحياتى مرة أخرى
أحمد زاهر
صديقى العزيز / خالد
بعد التحية ,,,
أنا أتفق وأختلف معك فيما ذكرت ولى بعض الملاحظات
أولا : صدر كتاب فى بداية الثمانينيات ترجمه الرائع أنيس منصور أسمه "الخالدون مائة أعظمهم محمد (صلى الله عليه وسلم)" وستجد فى أعظم مائة شخصية تأثيراً فى العالم كل من ذكر بإستثناء مهاتير محمد لأنه لم يكن معروف فى هذا الوقت
ثانيا : الاستقلالية لا توجب علينا ان نتجاهل ما توصل اليه غيرنا من علوم بل توجب علينا دراستها وتطويرها وكما حدث مع أسلافنا ممن أقاموا الدولة الاسلامية فهم أخذوا من فلسفة الاغريق وأضافوا عليها حتى أنه يقال أن أرسطوطاليس هو المعلم الأول والفارابى هو المعلم الثانى هذا فى حقل الفلسفة أما فى الحكمة الشرقية فقد أخذوا عنها وأنتجوا "كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة" وهى مستمدة من حكايات وحكم الشرق الأقصى وتم تطويرها بعد دراستها والتعمق فيها لذلك أرى أن مثل هذا العلم الذى تتحدث عنه يتكلف أنتاجه اتباع المنهج العلمى الحديث فى بلادنا وحقبة زمنية تمكن علماؤنا من استيعاب هذا العلم وتطويره وتقديم نظرية علمية جديدة فى علم الاقتصاد
لكن هذا النموذج قادم لا محالة طالما اتبعنا مسار أجدادنا العظام فى تحرى المنهج العلمى فى التفكير
الأخ الحبيب المخلص جدا وصاحب الفكر الموسوعى...أستاذ خالد. قد تعلم سيادتك بأننى مشاكس ودائما أختلف مع مثقفى مصر فى تحليل الأحداث ولذلك اسمح لى أن أختلف معك فى نقطتين إثنتين:
الأولى أننا عندما نقترح حلولا لمشكلة ما فما لم نغشى الحل الدامغ والصائب فلن نزيد الأمور إلا تعقيدا واستعصاء.
الثانى أن الكون وأسلوب إدارته أبسط مما نتصور بكثير ولذلك فإن كل تصور لمعضلة ما ما لم يكن بسيطا وبعيدا عن التعقيد وعمل العباقرة فإنه تصور وهمى باطل. هذا هو العلم الذى نادى به عباقرة العصر الحديث ومنهم أينشتاين وبور...البساطة والبعد عن التعقيد.
أقصد أن الوضع الإقتصادى فى بلادنا وفى كل أرجاء الدنيا هو ليس فى حاجة الى عباقرة لانتشاله من وهدة الركود الى ميادين الفتح والإزدهار.أنا أرى الأمور أبسط من ذلك بكثير وما عقد المسائل إلا الخبراء والأكاديميون وأصحاب النظريات.لو كانت أمى على قيد الحياة وأسندت اليها الشئون الإقتصادية لدولة بأكملها لحولتها الى واحدة من أفضل بلاد العالم رغم أنها كانت أمية وفلاحة فهى رحمها الله كانت شبيهة بشخصية (فاطمة تعلبة) فى قصة (الوتد) للكاتب الرائع خيرى شلبى. ولقد كانت نظرية أمى فى إدارة شئوننا ترتكز على ركيزتين:
1. وهى الركيزة الأساسية والأهم هى قطع الطريق تماما أمام كل صور الإهدار والتبذير والفشخرة.
2. ابتكار أو وسيلة مشروعة لتحسين الدخل وتنمية الموارد.
أتدرى ما هى الشكلة إذن؟ المشكلة هى أننا عند وضع الحلول نتجاهل جذور المشاكل أى أننا نركز دائما على الركيزة الثانية ونتجاهل الأولى وهى الأهم والأولى. ليس هذا أسلوب أمى وحدها يا عزيزى بل إن أعتى الأمم لم تفلح فى تحقيق أى تطور إلا بعد أن ضبطت الركيزة الأولى بشكل ًصارم وهذه أمور لا تحتاج الى عبقريات أو الى عقول ذرية. كانت أمى تكرر على مسامعنا دائما حكمة تقول ( بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم). فأى عبقرية وأى نظرية تتحدث عنها يا عزيزى وأنت تعيش فى بلاد تترنح من نزيف الإهدار الخارق والتفنن فى إضاعة النعم التى يمن الله بها علينا؟ أوقفوا نزيف الإهدار العام أولا ثم ستجدون أن كل شئ بدأ يسير على ما يرام بشكل تلقائى. هل تظن يا صديقى أن الله صعب الى هذه الدرجة بحيث أنه تعالى رهن مصيرنا بعقول العباقرة وحدهم؟ أبدا والله !.. ألله بسيط وجميع القضايا يكمن حلها فى متناول كل إنسان بسيط ومعتدل. نحن نعقد ألأمور. فى ظل ما أراه من صور الإهدار لن يفلح معنا الف الف مهاتير ولا مليون طلعت حرب. أحيانا أتصور أن الناس ترغب فى الحديث فى كل شئ ما عدا الحقيقة!!!!
عبدالباسط
الصديق العزيز جدا أ.احمد زاهر
شرفت بتوقيعك الأول بمدونتى وأشكرك جدا على هذا الحضور وهذه الثقة ولا يسعنى سوى ذكرك بكل خير فكثيرا مت نتناقش سويا فى هذه الأمور
إليك محبتى وتقديرى الدائم
خالد ابراهيم
ديقى الغالى عصام فوزى
إختلافك معى موضع احترامى وثقتى فى رأيك تعرفها جيدا وهنا نحن نستحدث عن واقع ليس به شخصيات عظيمة بقدر من ذكرت
نريد واقعنا برجاله فى زمانه أن يتعلم ممن سبقه وأن يأتى بما يغير واقع زماننا
أنا دائما أكتب ولا ادعى الحقيقة بل أبحث عنها والتمسح فى الدين لا يعنى أننا متدينون حقا لأن فكرة الإصطفاء نهى الله عنها فقال (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى)صدق الله العظيم
سأنتظر تواجدك دائما ولك صادق محبتى
خالد ابراهيم
أستاذى المفكر الكبير الأستاذ/عبد الباسط
أقسم كم تغمرنى السعادة بوجود اسمك وحرفك على مدونتى فكم هو إثراء رائع
ياسيدى نحن لسنا على خلاف لكن ؟؟
من يفعل ذلك لابد وأن يكون شخص متفق عليه فمن هو الذى سيتم الإتفاق عليه
المشكلة هى مشكلة ثقة حاليا مشكلة تخوين مشكلة سوء ظن
العبقرية ليست تعقيد بل تبسيط
خذ على ذلك مثال نيوتن بسط الجاذبية بعظمتها فى قانون عند سقوط التفاحة وما نتائج ذلك
العبقرية فى التبسيط
فى تقبل المشيئة
سيدى أنا اتفق معك واتعلم منك ويشرفنى سماعك ومحاورتك فثقتى بك بلا حدود
تقبل محبتى
خالد ابراهيم
صديقنا المفكر الأريب الأستاذ خالد إبراهيم
تحية طيبة لشخصكم الكريم
ودعائي لكم دائما بدوام التوفيق
مقال متميز كشأنك، وهو يضم فكرتيت فكرة عن الحب كوسيلة للتواصل ودفع لهاث التخوين بين الجميع الذي نكتوي به جميعا
وفكرة حول الحل المنصب نحو وضع حلول اقتصادية
وأرى أن حل الاقتصاد الإسلامي جاهز ومصاغ بالفعل وقراءة لكتب العلامة د. محمد شوقي الفنجري وغيره تنبئ بذلك
ولا أقول ذلك عن عاطفة بل حقائق يؤكدها الواقع فيما تم تدشينة من مفهومات حول الإقتصاد الإسلامي
فالحلول متاحة لكن يبقي إرادة الاستقرار السياسي ورسو سفينة الوطن علي شاطئ الأمان
ولا أنسي ان أحييك علي صك تعبير (الفسيلة الفكرية) التي تحمل طاقة متوهجة من الأمل وعدم التوقف عن زرع الحلول رغم الفترة العصيبة جدا والتي نحياها
خالد جوده
إرسال تعليق