الديكتاتورية هي صفة المركزية والأحادية التي تمنح لشخص ما قادر على إدارة قطيع بلا شخصية أخذ منهم موافقة نفسية وقلبية على أن يقوم بإدارتهم كيفما شاء واستغلالهم وفق ما يرى دون مشورة مع أحد،فهو لا يرى سوى نفسه،ولا يسمع سوى صوته.
الديكتاتورية هي شكل من أشكال الحكم الذي تكون فيه السلطة مطلقة في يد فرد واحد.
كلمة دكتاتورية مأخوذة من الفعل
(Dictate)
فى اللغة الإنجليزية والمصدر هو فى كلمة إملاء
Dictation
الديكتاتورية: ليست ديمقراطية.لا تستند إلى الدستور.حكم يستند إلى القوة والقمع والاستبداد.
الفرق بين الديكتاتورية والديمقراطية هو أنه فى الديكتاتورية ليس هناك أسس قانونية وعدالة من حيث احترام القوانين أو استخدام القوة والقمع, أي أن الديكتاتورية هي نقيض للديمقراطية.
كل نظام لا يستند إلى الديمقراطية هو بالأكيد نظام ديكتاتوري مسيطر ومتحكم، الدكتاتور هو حاكم مسلط (مطلق أو أوتوقراطي) الذي يتولى السلطة الوحيدة والمطلقة دون تعيين وريث كما الملوك المطلقين.
المثقفون هم أعداء الديكتاتورية لأن الديكتاتور يعمل على تجهيل وتسطيح الناس بحيث يصبح هو ولى النعمة وهو المثل الأعلى والمثقفين هم من يعرف سره ويفضح أمره وسأقدم لكم قصيدة رائعة لمحمود درويش يفضح فيها الديكتاتوريات ويفضحنا وادعوكم لتناول كوب قهوة من يد من تحبون وأن تأخذوا نفسا عميقا وهو "شعر" مغاير تماما للتجربة الدرويشية
القصائد التي يمكنكم البحث عنها هي ’خطاب الجلوس‘ , ’خطاب الضجر‘, ’خطاب السلام‘, ’خطاب الأمير‘, ’خطاب النساء‘, و ’خطاب الخطاب‘ وهنا سأقدم لكم خطاب الجلوس وياليتنا جميعا نقرأ ونتعلم ليتغير واقعنا
الدكتاتور حولنا.. بيننا.. فينا!
"هل تعرف ماذا يشغلني في هذه الأيام؟ إنه الدكتاتور, نقيض ملاكك.. الديكتاتور.
إني مشغول بالدكتاتور إلى درجة عينت معها نفسي كاتبا لخطب الدكتاتور!.
ما أصعب هذه المهمة, وما أشد ما تثيره من متعة حين نعي أنها لعبة أدبية, سأواصل كتابة خطب الدكتاتور, أليس هذا مسليا؟"
"الدكتاتور فينا حد التماهي, شخصا وفكرة, الدكتاتور في نسيج حياتنا, بأسلوب آسيوي كما يقول الاستشراق, سواء كان الدكتاتور ’معبود الجماهير‘ أم ’عدو الجماهير‘ ولكنه مازال مغلفا بالتجريد, لا أحد يعرفه, لا أحد يراه, مخبأ بأغلفة سميكة من الكوادر والمصالح والأقنعة لأنه مشغول بتأمين مستقبل مزدهر للأمة تارة, لأنه مشغول بتفكيك الأمة وإعادتها الى مصادر تكونها الأولى تارة أخرى, ولأنه دائما متأرجح بين المصطلحات الأيديولوجية المرنة وتوزعنا التلقائي والقسري على خنادق أوهامنا.
الدكتاتور حولنا.. بيننا.. فينا"
"حين باشرت كتابة خطاب الدكتاتور الأول ’خطاب الجلوس‘ كنت أنوي كتابته نثرا, ولكن امتلائي بالسخرية جرني إلى الإيقاع, ورغبتي في الضحك جرتني إلى القافية. لماذا تثير القافية الضحك إلى هذا الحد؟ ألأنها تسلط الحواس على النتوء, ولأن الدكتاتور نتوء في الطبيعة؟ لا أعرف تماما".
"من هو دكتاتوري"؟
إنه مجمل خصائص الحكم العربي الفردي الاستبدادي المجافي للطبيعة والمتجسد في حكام يتداخلون في بعضهم تداخل الصفات العامة المشتركة في فرد, دون أن أحدد ملامحه الشخصية المميزة, لأن ذلك يعرضني إلى خطر استثناء آخرين, وقد يعرضني أيضا إلى مخاطر الهجاء".
"لنضحك قليلا مع الديكتاتور وعلى الدكتاتور, ومهما كان الاختلاف الأيدلوجي بين أنواع الدكتاتورية صحيحا, فإن الدكتاتور -في علاقته بالناس وفي عزلته- هو الدكتاتور, والدكتاتور يثير الرعب والسخرية معا, وساعات ما بعد الظهر وهي وقت السخرية سأودعك الآن لأكتب إحدى خطب الدكتاتور, فقد أطلقت عليه قافيتي, كما أطلق هو عليّ نباح كلابه وكتّابه"
من رسالة محمود درويش الى سميح القاسم
بتاريخ 9/9/86
------------القصيدة----------------
خطاب الجلوس
سأختار شعبي
سأختار أفراد شعبي
سأختاركم واحدا واحدا من سلالة
أمي ومن مذهبي,
سأختاركم كي تكونوا جديرين بي
إذن أوقفوا الآن تصفيقكم كي تكونوا
جديرين بي وبحبي
سأختار شعبي سياجا لمملكتي ورصيفا لدربي
قفوا أيها الناس, يا أيها المنتقون
كما تنتقى اللؤلؤة
لكل فتى إمرأة
وللزوج طفلان: في البدء يأتي الصبي
وتأتي الصبية من بعد, لا ثالث,
وليعم الغرام على سنتي
فأحبوا النساء, ولا تضربوهن إن مسهن
الحرام
سلام عليكم.. سلام .. سلام
سأختار من يستحق المرور أمام
مدائح فكري
ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري
قفوا أيها الناس حولي خاتم
لنصلح سيرة حواء.. نصلح أحفاد آدم
سأختار شعبا محبا وصلبا وعذبا..
سأختار أصلحكم للبقاء
وأنجحكم في الدعاء لطول جلوسي فتيا
لما فات من دول مزقتها الزوابع!
لقد ضقت ذرعا بأمية الناس
يا شعب, يا شعبي الحر فاحرس هوائي
من الفقراء..
وسرب الذباب وغيم الغبار
ونظف دروب المدائن من كل حاف
وعار وجائع
فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الكسالى
سأختار شعبا من الأذكياء .. الودودين والناجحين
وتبا لوحل الشوارع
سأختاركم وفق دستور قلبي:
فمن كان منكم بلا علة.. فهو حارس كلبي
ومن كان منكم طبيبا.. أعينه
سائسا لحصاني الجديد
ومن كان منكم أديبا.. أعينه حاملا لاتجاه النشيد
ومن كان منكم حكيما.. أعينه مستشارا لصك النقود
ومن كان منكم وسيما .. أعينه حاجبا للفضائح
ومن كان منكم قويا أعينه نائبا للمدائح
ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب فلينصرف
ومن كان منكم بلا ضجر ولآلئ
فلينصرف
فلا وقت عندي للكدح والقمح
ولأعترف
أمامك يا أيها الشعب.. يا شعبي
المنتقى بيدي
بأني أنا الحاكم العادل
كرهت جميع الطغاة ..
لأن الطغاة يسوسون شعبا من الجهلة
ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء المعاصر
لا بد من برلمان جديد ومن أسئلة
من الشعب يا شعب.. هل كل كائن يسمى مواطن ؟
ترى هل يليق بمن هو مثلي قيادة لص وأعمى وجاهل؟
وهل تقبلون لسيدكم أن يساوي ما بينكم
أيها النبلاء
وبين الرعاع .. اليتامى .. الأرامل؟
وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول؟
هل يذهبان الى الاقتراع معا
كي يقود العوام سياسة هذا الوطن؟
وهل أغلبيتكم أيها الشعب , هم عدد لا لزوم له
إن أردتم نظاما جديدا لمنع الفتن؟
إذن
سأختار أفراد شعبي, سأختاركم واحدا واحدا
كي تكونوا جديرين بي.. وأكون جديرا بكم..
سأمنحكم حق أن تخدموني
وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم
وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي ..
سامنحكم حق أن تتملّوا ملامح وجهي في كل عام جديد
سأمنحكم كل حق تريدون, حق البكاء على
موت قط شريد
وحق الكلام عن السيرة النبوية
في كل عيد
وحق الذهاب الى البحر في كل يوم تريدون
لكم أن تناموا كما تشتهون
على أي جنب تريدون.. ناموا
لكم حق أن تحلموا برضاي وعطفي.. فلا تفزعوا من أحد
سأمنحكم حقكم في الهواء.. وحقكم في الضياء
وحقكم في الغناء
سأبني لكم جنة فوق أرضي
كلوا ما تشاؤون من طيباتي
ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عني
وإني أحذركم من عذاب الحسد!
ولا تدخلوا في السياسة إلا إذا صدر الأمر عني
لأن السياسة سجني
هنا الحكم شورى, هنا الحكم شورى
أنا حاكم منتَخب
وأنتم جماهير منتخِبة
ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة
وأن يتحرى الحقيقة ممن دعاه إليه
اصطفاه, حماه من الأغلبية
والأغلبية متعبة, متعبة
ومن واجب الشعب أن يتبرأ من كل فرد نهب
وغازل زوجة صاحبه أو زنى أو غضب
ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر
للحاكم المنتخب
ومن واجبي أن أوافق, من واجبي
ان أعارض
فالأمر أمري والعدل عدلي, والحق ملك يدي,
فإما إقالته من رضاي
وإما إحالته للسراي
فحق الغضب
وحق الرضى, لي أنا الحاكم المنتخب!
وحق الهوى والطرب
لكم كلكم فأنتم جماهير منتخِبة!
أنا الحاكم الحر والعادل
وأنتم جماهيري الحرة العادلة
سننشئ منذ انتخابي دولتنا الفاضلة
ولا سجن بعد انتخابي, ولا شعرب عن تعب القافلة
سألغي نظام العقوبات من دولتي
من أراد التأفف خارج شعبي فليتأفف
سنأذن للغاضبين بأن يستقيلوا من الشعب
فالشعب حر
ومن ليس مني ومن دولتي فهو حر
سأختار أفراد شعبي
سأختاركم واحدا واحدا مرة كل خمس
سنين
وأنتم تزكونني مرة كل عشرين
عاما إذا لزم الأمر
أو مرة للأبد
وإن لم تريدوا بقائي, لا سمح الله,
إن شئتمُ أن يزول البلد
أعدت إلى الشعب ما هب ودب من سابق الشعب
كي أملك الأكثرية, والأكثرية فوضى
أترضى, أخي الشعب!
ترضى بهذا المصير الحقير, اترضى؟
معاذك!
قد اخترت شعبي واختارني الآن شعبي..
فسيروا إلى خدمتي آمنين
أذنت لكم أن تخرّوا على قدمي ساجدين
فطوبى لكم, ثم طوبى لنا .. أجمعين
---------------
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com
الديكتاتورية هي شكل من أشكال الحكم الذي تكون فيه السلطة مطلقة في يد فرد واحد.
كلمة دكتاتورية مأخوذة من الفعل
(Dictate)
فى اللغة الإنجليزية والمصدر هو فى كلمة إملاء
Dictation
الديكتاتورية: ليست ديمقراطية.لا تستند إلى الدستور.حكم يستند إلى القوة والقمع والاستبداد.
الفرق بين الديكتاتورية والديمقراطية هو أنه فى الديكتاتورية ليس هناك أسس قانونية وعدالة من حيث احترام القوانين أو استخدام القوة والقمع, أي أن الديكتاتورية هي نقيض للديمقراطية.
كل نظام لا يستند إلى الديمقراطية هو بالأكيد نظام ديكتاتوري مسيطر ومتحكم، الدكتاتور هو حاكم مسلط (مطلق أو أوتوقراطي) الذي يتولى السلطة الوحيدة والمطلقة دون تعيين وريث كما الملوك المطلقين.
المثقفون هم أعداء الديكتاتورية لأن الديكتاتور يعمل على تجهيل وتسطيح الناس بحيث يصبح هو ولى النعمة وهو المثل الأعلى والمثقفين هم من يعرف سره ويفضح أمره وسأقدم لكم قصيدة رائعة لمحمود درويش يفضح فيها الديكتاتوريات ويفضحنا وادعوكم لتناول كوب قهوة من يد من تحبون وأن تأخذوا نفسا عميقا وهو "شعر" مغاير تماما للتجربة الدرويشية
القصائد التي يمكنكم البحث عنها هي ’خطاب الجلوس‘ , ’خطاب الضجر‘, ’خطاب السلام‘, ’خطاب الأمير‘, ’خطاب النساء‘, و ’خطاب الخطاب‘ وهنا سأقدم لكم خطاب الجلوس وياليتنا جميعا نقرأ ونتعلم ليتغير واقعنا
الدكتاتور حولنا.. بيننا.. فينا!
"هل تعرف ماذا يشغلني في هذه الأيام؟ إنه الدكتاتور, نقيض ملاكك.. الديكتاتور.
إني مشغول بالدكتاتور إلى درجة عينت معها نفسي كاتبا لخطب الدكتاتور!.
ما أصعب هذه المهمة, وما أشد ما تثيره من متعة حين نعي أنها لعبة أدبية, سأواصل كتابة خطب الدكتاتور, أليس هذا مسليا؟"
"الدكتاتور فينا حد التماهي, شخصا وفكرة, الدكتاتور في نسيج حياتنا, بأسلوب آسيوي كما يقول الاستشراق, سواء كان الدكتاتور ’معبود الجماهير‘ أم ’عدو الجماهير‘ ولكنه مازال مغلفا بالتجريد, لا أحد يعرفه, لا أحد يراه, مخبأ بأغلفة سميكة من الكوادر والمصالح والأقنعة لأنه مشغول بتأمين مستقبل مزدهر للأمة تارة, لأنه مشغول بتفكيك الأمة وإعادتها الى مصادر تكونها الأولى تارة أخرى, ولأنه دائما متأرجح بين المصطلحات الأيديولوجية المرنة وتوزعنا التلقائي والقسري على خنادق أوهامنا.
الدكتاتور حولنا.. بيننا.. فينا"
"حين باشرت كتابة خطاب الدكتاتور الأول ’خطاب الجلوس‘ كنت أنوي كتابته نثرا, ولكن امتلائي بالسخرية جرني إلى الإيقاع, ورغبتي في الضحك جرتني إلى القافية. لماذا تثير القافية الضحك إلى هذا الحد؟ ألأنها تسلط الحواس على النتوء, ولأن الدكتاتور نتوء في الطبيعة؟ لا أعرف تماما".
"من هو دكتاتوري"؟
إنه مجمل خصائص الحكم العربي الفردي الاستبدادي المجافي للطبيعة والمتجسد في حكام يتداخلون في بعضهم تداخل الصفات العامة المشتركة في فرد, دون أن أحدد ملامحه الشخصية المميزة, لأن ذلك يعرضني إلى خطر استثناء آخرين, وقد يعرضني أيضا إلى مخاطر الهجاء".
"لنضحك قليلا مع الديكتاتور وعلى الدكتاتور, ومهما كان الاختلاف الأيدلوجي بين أنواع الدكتاتورية صحيحا, فإن الدكتاتور -في علاقته بالناس وفي عزلته- هو الدكتاتور, والدكتاتور يثير الرعب والسخرية معا, وساعات ما بعد الظهر وهي وقت السخرية سأودعك الآن لأكتب إحدى خطب الدكتاتور, فقد أطلقت عليه قافيتي, كما أطلق هو عليّ نباح كلابه وكتّابه"
من رسالة محمود درويش الى سميح القاسم
بتاريخ 9/9/86
------------القصيدة----------------
خطاب الجلوس
سأختار شعبي
سأختار أفراد شعبي
سأختاركم واحدا واحدا من سلالة
أمي ومن مذهبي,
سأختاركم كي تكونوا جديرين بي
إذن أوقفوا الآن تصفيقكم كي تكونوا
جديرين بي وبحبي
سأختار شعبي سياجا لمملكتي ورصيفا لدربي
قفوا أيها الناس, يا أيها المنتقون
كما تنتقى اللؤلؤة
لكل فتى إمرأة
وللزوج طفلان: في البدء يأتي الصبي
وتأتي الصبية من بعد, لا ثالث,
وليعم الغرام على سنتي
فأحبوا النساء, ولا تضربوهن إن مسهن
الحرام
سلام عليكم.. سلام .. سلام
سأختار من يستحق المرور أمام
مدائح فكري
ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري
قفوا أيها الناس حولي خاتم
لنصلح سيرة حواء.. نصلح أحفاد آدم
سأختار شعبا محبا وصلبا وعذبا..
سأختار أصلحكم للبقاء
وأنجحكم في الدعاء لطول جلوسي فتيا
لما فات من دول مزقتها الزوابع!
لقد ضقت ذرعا بأمية الناس
يا شعب, يا شعبي الحر فاحرس هوائي
من الفقراء..
وسرب الذباب وغيم الغبار
ونظف دروب المدائن من كل حاف
وعار وجائع
فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الكسالى
سأختار شعبا من الأذكياء .. الودودين والناجحين
وتبا لوحل الشوارع
سأختاركم وفق دستور قلبي:
فمن كان منكم بلا علة.. فهو حارس كلبي
ومن كان منكم طبيبا.. أعينه
سائسا لحصاني الجديد
ومن كان منكم أديبا.. أعينه حاملا لاتجاه النشيد
ومن كان منكم حكيما.. أعينه مستشارا لصك النقود
ومن كان منكم وسيما .. أعينه حاجبا للفضائح
ومن كان منكم قويا أعينه نائبا للمدائح
ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب فلينصرف
ومن كان منكم بلا ضجر ولآلئ
فلينصرف
فلا وقت عندي للكدح والقمح
ولأعترف
أمامك يا أيها الشعب.. يا شعبي
المنتقى بيدي
بأني أنا الحاكم العادل
كرهت جميع الطغاة ..
لأن الطغاة يسوسون شعبا من الجهلة
ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء المعاصر
لا بد من برلمان جديد ومن أسئلة
من الشعب يا شعب.. هل كل كائن يسمى مواطن ؟
ترى هل يليق بمن هو مثلي قيادة لص وأعمى وجاهل؟
وهل تقبلون لسيدكم أن يساوي ما بينكم
أيها النبلاء
وبين الرعاع .. اليتامى .. الأرامل؟
وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول؟
هل يذهبان الى الاقتراع معا
كي يقود العوام سياسة هذا الوطن؟
وهل أغلبيتكم أيها الشعب , هم عدد لا لزوم له
إن أردتم نظاما جديدا لمنع الفتن؟
إذن
سأختار أفراد شعبي, سأختاركم واحدا واحدا
كي تكونوا جديرين بي.. وأكون جديرا بكم..
سأمنحكم حق أن تخدموني
وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم
وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي ..
سامنحكم حق أن تتملّوا ملامح وجهي في كل عام جديد
سأمنحكم كل حق تريدون, حق البكاء على
موت قط شريد
وحق الكلام عن السيرة النبوية
في كل عيد
وحق الذهاب الى البحر في كل يوم تريدون
لكم أن تناموا كما تشتهون
على أي جنب تريدون.. ناموا
لكم حق أن تحلموا برضاي وعطفي.. فلا تفزعوا من أحد
سأمنحكم حقكم في الهواء.. وحقكم في الضياء
وحقكم في الغناء
سأبني لكم جنة فوق أرضي
كلوا ما تشاؤون من طيباتي
ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عني
وإني أحذركم من عذاب الحسد!
ولا تدخلوا في السياسة إلا إذا صدر الأمر عني
لأن السياسة سجني
هنا الحكم شورى, هنا الحكم شورى
أنا حاكم منتَخب
وأنتم جماهير منتخِبة
ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة
وأن يتحرى الحقيقة ممن دعاه إليه
اصطفاه, حماه من الأغلبية
والأغلبية متعبة, متعبة
ومن واجب الشعب أن يتبرأ من كل فرد نهب
وغازل زوجة صاحبه أو زنى أو غضب
ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر
للحاكم المنتخب
ومن واجبي أن أوافق, من واجبي
ان أعارض
فالأمر أمري والعدل عدلي, والحق ملك يدي,
فإما إقالته من رضاي
وإما إحالته للسراي
فحق الغضب
وحق الرضى, لي أنا الحاكم المنتخب!
وحق الهوى والطرب
لكم كلكم فأنتم جماهير منتخِبة!
أنا الحاكم الحر والعادل
وأنتم جماهيري الحرة العادلة
سننشئ منذ انتخابي دولتنا الفاضلة
ولا سجن بعد انتخابي, ولا شعرب عن تعب القافلة
سألغي نظام العقوبات من دولتي
من أراد التأفف خارج شعبي فليتأفف
سنأذن للغاضبين بأن يستقيلوا من الشعب
فالشعب حر
ومن ليس مني ومن دولتي فهو حر
سأختار أفراد شعبي
سأختاركم واحدا واحدا مرة كل خمس
سنين
وأنتم تزكونني مرة كل عشرين
عاما إذا لزم الأمر
أو مرة للأبد
وإن لم تريدوا بقائي, لا سمح الله,
إن شئتمُ أن يزول البلد
أعدت إلى الشعب ما هب ودب من سابق الشعب
كي أملك الأكثرية, والأكثرية فوضى
أترضى, أخي الشعب!
ترضى بهذا المصير الحقير, اترضى؟
معاذك!
قد اخترت شعبي واختارني الآن شعبي..
فسيروا إلى خدمتي آمنين
أذنت لكم أن تخرّوا على قدمي ساجدين
فطوبى لكم, ثم طوبى لنا .. أجمعين
---------------
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com
هناك 4 تعليقات:
قصيدة رائعة لمحمود درويش أحييك على نقلها
الكارثة الكبرى أن كل دكتاتور يصل فى النهاية لتصديق وهمه أن شعبه يحتاج إليه و أنه سيضيع بدونه حتى لو ثار الشعب فهو يثور لأنه جاهل و لا يعرف أين مصلحته التى لا يعرفها بالطبع سوى الدكتاتور
تحياتى لك
و أرجو أن تزور مدونتى فقد تركت لك و مجموعةمن المدونين واجبا تدوينيا نتناقله كمدونين فيما بيننا لتنشيط الحركة فى المدونات و زيادة التعارف بين المدونين و القراء و بالطبع لا تؤديه إلا إذا أعجبتك الفكرة فليس هناك أى ضغط فى الموضوع
تحياتى مرة أخرى
الديكتاتور لايكتفى بالحاق الضرر بشعبه فتره حكمه ولكن يمتد الضرر بعد زوال دولته لفتره من الزمن لما احدثه من تشوه فى قطاع كبير من الشعب لم يتعود الديمقراطيه واصبح يحمل صفات الرقيق الذين يفضلون العبوديه على التحرر و الخضوع للديكتاتور على تحمل اعباءالحريه التى تلزمه بالعمل والكد واعمال العقل للاهتداء الى اصلح الاختيارات وهى اشياء تناقض حياه التكسر والخنوع التى الفها فى الحكم الديكتاتورى....احى حضورك المتألق ا/خالد
أشكرك جدا أ.د شهرزاد
بالطبع يشرفنى مشاركتك الفكر ومدونتك دائما مصدر جذب لكل المهتمين بالفكر والثقافة والجمال النفسى والروحى
شرفنى وجودك
خالد ابراهيم
أ.عبير
والله كلام حضرتك رائع ومفيد جدا وبالفعل إضافة مميزة للموضوع واتفق فيها مع حضرتك تماما
أشكر حضورك السامى الذى أنتظره دائما
خالد ابراهيم
إرسال تعليق