من لم يفهم كلمة الله عليه سيأتى الوقت الذى يدرك فيه حجم المقادير التى تغافل عنها عمدا وظن أن سلطانه سيكفيه شر هذه المقادير أو تغيير المقادير وللحقيقة فإن سلطان الزمن لم يترك مخلوقا مهما علا قدره أو قل فالكل يبدأ حابيا ثم يعود حابيا منكسرا
الهبات نوعين إما رزق مال وسلطان وعافية وإما فقر ومرض وضعف وكلاهما فى إنتظار نتيجة الفهم لكلمة الله فإما أن يدرك المقادير مبكرا فينجو وإما أن يتغافل فيهفو ساقطا
لم يذكر التاريخ أبدا أن شلة المنتفعين يمكن أن تحب سوى لأجل المال أو تقاتل سوى لغيره وتستميت لنفس السبب لذلك طمع الإنسان هو رغبة فى تأليه نفسة على غيره متناسيا عمدا أنه مخلوق وأن للمخلوقين جميعا حقوق
متى تتحول ثقافة الناس إلى الفهم وأخذ العبرة من التاريخ وأن كلمة الله لا تسقط أبدا ولكنه صبور علينا حتى نفقد كل الحجج ثم بعدها نستحق العقوبة على يد جنوده أيضا فالله عز وجل لا يعذبك بذاته بل بقوانينه وكل القوانين هى جنود مخلصة لله ولم يتمرد سوى الأغبياء من البشر أو الشياطين
لا تحزن على الأغبياء فمن يضيع الفرص ليفشل هو غبى ولم لم يعتبر فهو غبى ومن يتسلط غهو غبى ومن لم يدرك قيمة الهبة فهو غبى
المريض فى هبة من الله إذا فهم الحقيقة ورضى بقدره فالله سيجزيه فلربما منعه المرض من التجبر أو الوقوع فى الخطأ فقل شره وزاد خيره وربما هو تنقية وتصفية وربما هو إصطفاء وليست القوة هى الإصطفاء فقط بل من الممكن أن ندرك الإصطفاء فى أشياء كثيرة لأن الله عزوجل لا تنقصه قوة فهو القوى الذى لا يضعف والضعف هو دليل على وجود القوى
صاحب السلطان مسكين يقع وقوع البقر فتكثر سكاكينه ولا يجد محبة ولا رفقا ويجد الشماتة والبغض فى وقوعه وفى موته وهو رمز للقبح فتتخيله وهو حى كشيطان ثائر وعندما يقع تثلج الصدور فرحا وعندما يموت لا يمكن ان تتخيل سوى أنه فى قرار الجحيم
صاحب القلب الأبيض المتأمل الناجح الصابر هو أكثر الناس فهما للحقيقة وهو أسعدهم فلا تغره لحظات القوة ولا تنهيه وتهزه وتقتل داخله لحظات الضعف
الكل فى هبات من الله فلو أدركناها لحمدنا الله فى السراء والضراء ولكان الله أحب إلينا مما سواه فالكل يزول وتبقى كلمة الله ولن يتغير مراد الله بطاعتنا أو برفضنا فهل نقبل أم ننتظر الذلة.
خالد ابراهيم.... مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com
هناك تعليقان (2):
لعل الرزايا بالفعل عطاء وامتحان تدفع للسمو أو تعطب فينا جزء روحي أوجسدي .ولكننا لو أدركنا حكمة الرحمن لما اخترنا إلا ما كتبه الله لنا . نحن في المحن نشعر بنفحة الله تداوي أنات قلوبنا ..ويبقى أن نقول أن النبي كان يتعوذ من الهم والحزن والعجز والكسل..
مي زايد
مى زايد
أجمل وأروع طلة وحضورك دائما ما يكون رائعاً
أشكرك
إرسال تعليق