إيزيس محب الأسيوطى
أثارحكم الإدارية العليا بإلزام الكنيسة المصرية بالسماح بالزواج الثانى لمن صدرلصالحهم حكم بالتطليق ، ردود أفعال متباينة بين المسيحيين المصريين ، بعد إصرارقداسة البابا على رفض إعطاء التصريح بالزواج ، وقال من يريد أنْ يتزوّج فليتزوج بعيدًا عن الكنيسة الأرثوذكسية. ورغم أننى مسيحية مؤمنة بالكنيسة المصرية ، فإنّ ما أعلنه قداسة البابا وردّده وراءه كثيرون ، يثيرالأسئلة التالية : ألايعنى رفض الزواج الثانى هو طرد الآلاف (حوالى 150 ألفًا) من الكنيسة الأم ؟ وأين يذهب هؤلاء ؟ إما تغييرالملة أوتغييرالدين أوالزواج المدنى. أى أنّ الكنيسة المصرية لاتحرص على بقاء المؤمنين بها ، بل تُشجعهم على الهروب منها. أما الخائفون من غضب الكنيسة التى ستحرمهم من التناول ومن رعايتها ، والخوف من عدم دخول الجنة إلخ، فإنهم يستسلمون للإحباط المؤدى لمزيد من الإحساس بالقهرالذى يدفع إلى الجنون.
ورغم أننى مع الزواج الكنسى ، فقد آلمنى أنْ يُردد بعض نشطاء حقوق الإنسان أنّ الزواج المدنى زنا (الأستاذ ن. ج فى برنامج الساعة العاشرة يوم الأحد 30/5/2010 نموذجًا) فكيف لناشط فى حقوق الإنسان يكون ضد الإنسان ؟ هل هؤلاء النشطاء الذين يحصلون على دعم مادى من بعض المنظمات العالمية يعملون لسعادة الإنسان المصرى أم لشقائه ؟ أفهم أنْ يُردد هذا الكلام (الزواج المدنى زنا) رجال الكهنوت ، ولكن أنْ يُردده ناشط حقوقى يسترعى التوقف أمامه. وبالتالى أرى أنّ هؤلاء الناشطين الحقوقيين عليهم إما الالتزام بمبادى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ، أو ترك هذا المجال والانضمام لإحدى المؤسسات الدينية ، حتى لايحدث خلط بين النصوص الدينية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية. وأرى أنّ هذا الاختيارسيترتب عليه وأد تدميرالعقل المصرى ، بمراعاة أنّ المواطن المؤمن بدورالمنظمات الحقوقية يتأثربكلام هذا الناشط الحقوقى أوذاك ، أما لو صدرالكلام عن أى رجل دين فهذا أمره مفهوم ، لأنّ الأخيرلايملك إلاّ أنْ يُردد النصوص الدينية التى يعتقد بصوابها المطلق ، وبالتالى فإنّ مداركه محدودة ، لأنّ المطلق ضد النسبى الذى هوجوهرالتقدم الإنسانى . أما المؤمن بحقوق الإنسان فهويرى (وهذا هوالمفترض فيه) أنّ الزواج المدنى ، زواجٌ صحيح ، لأنه تم بمعرفة موثق عقود الزواج ، وينطبق عليه شرط العرض والقبول وبحضورشهود إلخ ، فأين الزنا إذن ؟ ولماذا لم يُفكرأصحاب المرجعية الدينية فى ردود الفعل عند الأحرار، وأنّ تشبيه الزواج المدنى بالزنا عودة إلى عصورالظلم والظلمات؟ وإجبارعقارب الزمن للعودة إلى الوراء بدلا من التقدم إلى الأمام ؟ ولماذ لم يُفكروا بروح إنسانية فى مصيرآلاف التعساء الذين أجبرتهم الظروف إلى الطلاق وحاجتهم الإنسانية إلى بناء أسرة جديدة ؟ ولماذا لم يُفكروا فى أنّ منع الزواج الثانى قد يدفع البعض إلى إشباع رغباته العاطفية والغريزية بطريقة تراها الكنيسة غيرمشروعة ؟ فإذا كانت غيرمشروعة فإنّ الكنيسة هى التى دفعتهم إلى هذا الطريق. وإذا كان الزواج الثانى يتعارض مع الأناجيل المباركة ، فإنّ هذه الأناجيل بها آيات تُحبذ الزواج وآيات أخرى ترى العكس. بل إنّ من يتزوج مطلقة (رغم أنه زواج أول) فإنه يزنى (متى 5 : 27- 32) وفى العهد القديم نص صريح بشأن المرأة ((بالوجع تلدين أولادًا)) (تكوين 3/17) فهل يستطيع أى حاخام أوأى كاهن أوأى قسيس أنْ يمنع ابنته أوزوجته من استخدام المخدر(= البنج) إذا تعرضت لإجراء عملية ولادة قيصرية ، مثلما حدث عام 1847عندما اعترض الكهنوت الدينى فى أوروبا على استخدام البنج الذى كان حديث الاكتشاف ؟ إننى أعرف أنّ كل قريباتى وصديقاتى المسيحيات يلدن (قيصريًا) ويأخذن حقنة البنج ، ولم يفكرأحد (لامن السيدات ولامن الرجال وبعضهم من رجال الكهنوت) فى أنّ استخدام البنج ضد النص التوراتى المقدس ، لسبب بسيط هوأنّ تجربة تقدم البشرية (عبرآلاف السنين) نحّتْ الكثيرمن النصوص الدينية ، وكان الهدف سعادة البشر، لاتعاستهم ، وهوهدف تحرص عليه كل الأديان.
أعتقد أنّ التمسك بالنصوص يضع أى مؤسسة دينية فى حرج شديد بعد ثورة العلم ، فمثلا تذهب بعض الآراء المسيحية إلى أنّ خلق العالم حدث عام 4004ق.م والبعض ذهب إلى أنّ خلق الإنسان حدث فى تمام الساعة التاسعة صباحًا يوم 23أكتوبرمن العام المشارإليه وذلك وفق تفسير بعض آيات سفرالتكوين. فى حين أنّ علماء الآثاروجدوا حفريات لعظام الإنسان عمرها 600 ألف سنة. ألايُعطينا هذا المثال درسًا فى ضرورة التحفظ والحذرمن استخدام النصوص الدينية ، خاصة وأنّ سفرالتكوين به روايتين متعارضتين وغيرمتسقتين عن بدء الخليقة ، مما يدل على أنهما لمؤلفيْن مختلفيْن. ولعلّ هذا ما يأخذنى لدلالة أسماء الأناجيل المباركة : لماذا وُضع على كل إنجيل اسم شخص إنسانى ؟ فنجد الأسماء التالية : إنجيل متى وإنجيل مرقص وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا هذا غيرأعمال الرسل. أليست هذه الأسماء دليل على أنّ الأناجيل المباركة كتبها بشرحتى ولوكانت منزلة من السماء ؟ ثم أين إنجيل المصريين الممنوع تداوله منذ نشرالديانة المسيحية فى مصروحتى وقتنا الحاضر؟ ولماذا هو ممنوع ؟
هذه بعض الأسئلة التى أنتجها رفض الكنيسة لحكم الإدارية العليا بالسماح بالزواج الثانى. وهوالرفض الذى يقف ضد سعادة الإنسان ، وضد السماح بإقامة حياة طبيعية ، وضد نظام الأسرة المستقرة ، وبالتالى هو موقف يُكرّس لشقاء الإنسان وتعميق بؤسه وتعاسته ، وهو موقف – فيما أعتقد – ضد المفهوم الصحيح للأديان ، إلاّ إذا كان المسئولون عن المؤسسات الدينية لهم رأى آخر. أما إذا اتفقت المؤسسة الكنسية معى فى أنّ هدف الأديان هوسعادة البشر، ففى هذه الحالة أرجومن قداسة البابا ومن كل أصحاب المرجعية الدينية ، إعادة النظرفى موقفهم بالعودة إلى لائحة 38 والسماح بالزواج الثانى رحمة بآلاف التعساء . كما أرجو من المجتمع المدنى الضغط على الحكومة من أجل صدورقانون الأحوال الشخصية المدنى الذى لايُفرّق بين المسلم والمسيحى. وهذا هوالخلاص الوحيد للخروج من النفق المظلم ، وبمراعاة أننا مصريون قبل الأديان وبعد الأديان كما قالت د. نعمات أحمد فؤاد . كما أنه الدليل القاطع على أننا نسيرمع الدول المتحضرة لتكريس دولة العقل وسيادة القانون واحترام مواثيق حقوق الإنسان وليس العمل بعكسها ، كما يفعل بعض نشطاء حقوق الإنسان.
*****
أثارحكم الإدارية العليا بإلزام الكنيسة المصرية بالسماح بالزواج الثانى لمن صدرلصالحهم حكم بالتطليق ، ردود أفعال متباينة بين المسيحيين المصريين ، بعد إصرارقداسة البابا على رفض إعطاء التصريح بالزواج ، وقال من يريد أنْ يتزوّج فليتزوج بعيدًا عن الكنيسة الأرثوذكسية. ورغم أننى مسيحية مؤمنة بالكنيسة المصرية ، فإنّ ما أعلنه قداسة البابا وردّده وراءه كثيرون ، يثيرالأسئلة التالية : ألايعنى رفض الزواج الثانى هو طرد الآلاف (حوالى 150 ألفًا) من الكنيسة الأم ؟ وأين يذهب هؤلاء ؟ إما تغييرالملة أوتغييرالدين أوالزواج المدنى. أى أنّ الكنيسة المصرية لاتحرص على بقاء المؤمنين بها ، بل تُشجعهم على الهروب منها. أما الخائفون من غضب الكنيسة التى ستحرمهم من التناول ومن رعايتها ، والخوف من عدم دخول الجنة إلخ، فإنهم يستسلمون للإحباط المؤدى لمزيد من الإحساس بالقهرالذى يدفع إلى الجنون.
ورغم أننى مع الزواج الكنسى ، فقد آلمنى أنْ يُردد بعض نشطاء حقوق الإنسان أنّ الزواج المدنى زنا (الأستاذ ن. ج فى برنامج الساعة العاشرة يوم الأحد 30/5/2010 نموذجًا) فكيف لناشط فى حقوق الإنسان يكون ضد الإنسان ؟ هل هؤلاء النشطاء الذين يحصلون على دعم مادى من بعض المنظمات العالمية يعملون لسعادة الإنسان المصرى أم لشقائه ؟ أفهم أنْ يُردد هذا الكلام (الزواج المدنى زنا) رجال الكهنوت ، ولكن أنْ يُردده ناشط حقوقى يسترعى التوقف أمامه. وبالتالى أرى أنّ هؤلاء الناشطين الحقوقيين عليهم إما الالتزام بمبادى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ، أو ترك هذا المجال والانضمام لإحدى المؤسسات الدينية ، حتى لايحدث خلط بين النصوص الدينية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية. وأرى أنّ هذا الاختيارسيترتب عليه وأد تدميرالعقل المصرى ، بمراعاة أنّ المواطن المؤمن بدورالمنظمات الحقوقية يتأثربكلام هذا الناشط الحقوقى أوذاك ، أما لو صدرالكلام عن أى رجل دين فهذا أمره مفهوم ، لأنّ الأخيرلايملك إلاّ أنْ يُردد النصوص الدينية التى يعتقد بصوابها المطلق ، وبالتالى فإنّ مداركه محدودة ، لأنّ المطلق ضد النسبى الذى هوجوهرالتقدم الإنسانى . أما المؤمن بحقوق الإنسان فهويرى (وهذا هوالمفترض فيه) أنّ الزواج المدنى ، زواجٌ صحيح ، لأنه تم بمعرفة موثق عقود الزواج ، وينطبق عليه شرط العرض والقبول وبحضورشهود إلخ ، فأين الزنا إذن ؟ ولماذا لم يُفكرأصحاب المرجعية الدينية فى ردود الفعل عند الأحرار، وأنّ تشبيه الزواج المدنى بالزنا عودة إلى عصورالظلم والظلمات؟ وإجبارعقارب الزمن للعودة إلى الوراء بدلا من التقدم إلى الأمام ؟ ولماذ لم يُفكروا بروح إنسانية فى مصيرآلاف التعساء الذين أجبرتهم الظروف إلى الطلاق وحاجتهم الإنسانية إلى بناء أسرة جديدة ؟ ولماذا لم يُفكروا فى أنّ منع الزواج الثانى قد يدفع البعض إلى إشباع رغباته العاطفية والغريزية بطريقة تراها الكنيسة غيرمشروعة ؟ فإذا كانت غيرمشروعة فإنّ الكنيسة هى التى دفعتهم إلى هذا الطريق. وإذا كان الزواج الثانى يتعارض مع الأناجيل المباركة ، فإنّ هذه الأناجيل بها آيات تُحبذ الزواج وآيات أخرى ترى العكس. بل إنّ من يتزوج مطلقة (رغم أنه زواج أول) فإنه يزنى (متى 5 : 27- 32) وفى العهد القديم نص صريح بشأن المرأة ((بالوجع تلدين أولادًا)) (تكوين 3/17) فهل يستطيع أى حاخام أوأى كاهن أوأى قسيس أنْ يمنع ابنته أوزوجته من استخدام المخدر(= البنج) إذا تعرضت لإجراء عملية ولادة قيصرية ، مثلما حدث عام 1847عندما اعترض الكهنوت الدينى فى أوروبا على استخدام البنج الذى كان حديث الاكتشاف ؟ إننى أعرف أنّ كل قريباتى وصديقاتى المسيحيات يلدن (قيصريًا) ويأخذن حقنة البنج ، ولم يفكرأحد (لامن السيدات ولامن الرجال وبعضهم من رجال الكهنوت) فى أنّ استخدام البنج ضد النص التوراتى المقدس ، لسبب بسيط هوأنّ تجربة تقدم البشرية (عبرآلاف السنين) نحّتْ الكثيرمن النصوص الدينية ، وكان الهدف سعادة البشر، لاتعاستهم ، وهوهدف تحرص عليه كل الأديان.
أعتقد أنّ التمسك بالنصوص يضع أى مؤسسة دينية فى حرج شديد بعد ثورة العلم ، فمثلا تذهب بعض الآراء المسيحية إلى أنّ خلق العالم حدث عام 4004ق.م والبعض ذهب إلى أنّ خلق الإنسان حدث فى تمام الساعة التاسعة صباحًا يوم 23أكتوبرمن العام المشارإليه وذلك وفق تفسير بعض آيات سفرالتكوين. فى حين أنّ علماء الآثاروجدوا حفريات لعظام الإنسان عمرها 600 ألف سنة. ألايُعطينا هذا المثال درسًا فى ضرورة التحفظ والحذرمن استخدام النصوص الدينية ، خاصة وأنّ سفرالتكوين به روايتين متعارضتين وغيرمتسقتين عن بدء الخليقة ، مما يدل على أنهما لمؤلفيْن مختلفيْن. ولعلّ هذا ما يأخذنى لدلالة أسماء الأناجيل المباركة : لماذا وُضع على كل إنجيل اسم شخص إنسانى ؟ فنجد الأسماء التالية : إنجيل متى وإنجيل مرقص وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا هذا غيرأعمال الرسل. أليست هذه الأسماء دليل على أنّ الأناجيل المباركة كتبها بشرحتى ولوكانت منزلة من السماء ؟ ثم أين إنجيل المصريين الممنوع تداوله منذ نشرالديانة المسيحية فى مصروحتى وقتنا الحاضر؟ ولماذا هو ممنوع ؟
هذه بعض الأسئلة التى أنتجها رفض الكنيسة لحكم الإدارية العليا بالسماح بالزواج الثانى. وهوالرفض الذى يقف ضد سعادة الإنسان ، وضد السماح بإقامة حياة طبيعية ، وضد نظام الأسرة المستقرة ، وبالتالى هو موقف يُكرّس لشقاء الإنسان وتعميق بؤسه وتعاسته ، وهو موقف – فيما أعتقد – ضد المفهوم الصحيح للأديان ، إلاّ إذا كان المسئولون عن المؤسسات الدينية لهم رأى آخر. أما إذا اتفقت المؤسسة الكنسية معى فى أنّ هدف الأديان هوسعادة البشر، ففى هذه الحالة أرجومن قداسة البابا ومن كل أصحاب المرجعية الدينية ، إعادة النظرفى موقفهم بالعودة إلى لائحة 38 والسماح بالزواج الثانى رحمة بآلاف التعساء . كما أرجو من المجتمع المدنى الضغط على الحكومة من أجل صدورقانون الأحوال الشخصية المدنى الذى لايُفرّق بين المسلم والمسيحى. وهذا هوالخلاص الوحيد للخروج من النفق المظلم ، وبمراعاة أننا مصريون قبل الأديان وبعد الأديان كما قالت د. نعمات أحمد فؤاد . كما أنه الدليل القاطع على أننا نسيرمع الدول المتحضرة لتكريس دولة العقل وسيادة القانون واحترام مواثيق حقوق الإنسان وليس العمل بعكسها ، كما يفعل بعض نشطاء حقوق الإنسان.
*****
هناك تعليق واحد:
I don't get it. We are free to choose our religion, so why do we try to change it according to our wishes. However, having said that, Christianity developped by time and there are always debates about things and we are open to change as long as it is not just to satisfy a group of people. Look at the history of the early church, is this the church you see now? And that is what I love about Christianity, it is not afraid of change and it is, more or less, up to date. There is more room for change, and it will happen. Christianity is moving forward and it is not going back. Just wait and see.
Masreya men Canada.
إرسال تعليق