وماذا بعد كورونا؟

إن شاء الله يزول وباء كورونا وتعود الناس إلى حياتها الطبيعية ولكن ما هو المشهد الفكري والثقافي المتوقع للمشهد الإعلامي القادم؟

وللإجابة سريعا على ذلك أرى أنه ستطل علينا تيارات فكرية مختلفة ومتنوعة المذاق والأسلوب، أقواها كعادة المشهد تياران فكريان هما التيار العلماني والتيار أل تعبُدي أو ما يسمى عادة بالتيار الديني وكليهما سيرهقان مسامعنا ومشاهداتنا يوميا وفي كل نافذة إعلامية، وهذان التياران من كافة أنواع البشر بأديانهم وعقائدهم المختلفة ومدارسهم الفكرية المتنوعة حيث سيتبارى كل تيار منهما في محاولة فرض قناعته على الآخر، بأن كل ما يحدث في العالم وفي مجتمعاتنا خاصة هو لغياب العلم وأن أزمتنا وحلها في العلم فقط، والتيار الثاني يرى أن ما يحدث غضب من الله علينا وأن عبادة الله فقط تنقذنا.

إذا استمرت لغة الإعلام عن عمد وجهل لمعنى الحوار المجتمعي وظلت عينها فقط على نسب المشاهدات للإثارات الفكرية، وعلى الحسابات البنكية، فمن المؤكد أنه لا قيم أخلاقية ولا علوم حقيقية سيتم ترسيخها،وسنظل في دائرة الجهل والتعصب وبدون مستقبل حقيقي وستسود ثقافة النمبر وان أكثر وأكثر.

لا نريد لأحد أن يستغل المشهد لمصالحه، فالحياة يصلحها العلم والإيمان سويا دون فرقة، نريد مصلحة الناس والأوطان، نريد تعزيز قدراتنا الإنسانية والعلمية والبحثية والإقتصادية والتعليمية والفكرية والأخلاقية والحضارية وكل ما ينفع الناس ويخدم أوطاننا، لأن الخلاف ما لم يكن خلافا أخلاقيا، يظل قابلا للمناقشة والنقد والتحليل، نريد اعلاما واعيا، يعرف المعنى بين  الخلاف والإختلاف، وكيفية توجيه القيم والعلم لصالح الوطن والبشر.

 # خالد إبراهيم أبو العيمة#ماذا#بعد#كورونا#