أزهى فترات الديموقراطية في أمريكا والعالم الغربي كانت في القرن العشرين، خاصة
في النصف الأول منه، وكل من سافر إلى هذه المنطقة من العالم في حينها كان يرى
الحريات في هذا التوقيت بصورة لا مثيل لها وكذلك التعامل الإنساني الراقي دون النظر للعرق والدين واللون،أما مع نهاية القرن
العشرين بدأ العالم يتجه نحو تغيير ثوبه ويخلع لباس الضمير وبدأ صوت الجماعات
اليمينية المتطرفة على مستوى العالم يعلو رويدا رويدا،ثم بدأت النزاعات الدولية
تدار بحجم المصالح لصالح الدول الكبرى على حساب الدول النامية والفقيرة، ومن ثم فإن
الصراعات واحتلال الأرض وقتل الشعوب يتم حلها طبقا لمصلحة الدول العظمى،فأصبح من
يدافع عن وطنه الآن إرهابيا والمحتل شهيدا كما يحدث الآن في العراق وسوريا وفلسطين.
الآن يمكن رصد مستقبل النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين مع تنامي اليمين
السياسي ،مما سينتج عن حروبا ثوبها ديني تحمل الصليب شعارا لا مضمونا،و كل هذا
يدار من الصهيونية العالمية،وبالتالي تزداد المآسي ويتم تدمير العالم ثم يعود
العالم مرة أخرى للرشد بعد تعاظم خسائره ثم الإفاقة لفترة من الزمن ثم معاودة
الجنون.
- هنا أطرح مجموعة من الأسئلة الهامة :
1. هل البشر دائما في حاجة للقمع ؟
2. ماذا لو أن الدول الصغيرة أصبحت عظمى هل ستمارس هذا القمع مع غيرها مثل
الدول الكبرى حاليا ؟
3. هل العالم يحتاج أن يكون تحت راية واحدة من أجل القدرة على تأديب المعتدي،
وما هي الضمانات التي تحفظ عدالة عالم القطب الواحد؟
4. هل مفهوم الخلافة الدينية يمكن أن ينجح في عالم تتنوع ثقافاته وعلومه واقتصادياته
ورغبته في الإفلات من كل القيود على الحريات واقرار العلمانية؟
5. هل بمقدور البشر يوما ما إقرار الضمير كمادة أساسية للحياة مع العلم؟
خالد إبراهيم أبو العيمة