يكتسب الإنسان ثقافة وجوده من حواسه ،فالعين
تمنحك ثقافة المعرفة الشكلية والنظر والتأمل والقراءة في جمال والغاز الكون وكل ما يحيط بك ،والأذن
تمنحك ثقافة المعرفة المسموعة والمفسرة والإستفسار وتمنحك الأجوبة على أسئلتك
وتمنحك ما يسعد وجدانك وتحيط بكل الأخبار والثقافات المحيطة بك من علم وفرح وحزن
وأحداث تقع، اللسان والجلد يمنحانك ثقافة المعرفة الحسية باللمس والتذوق والإنسجام
والقبول والرفض وهما حاستان تمنحانك ثقافة المعرفة بطعم الأشياء وقد يكون اللسان
هو أكثر الحواس أحيانا استخداما في مهام كثيرة مثل الكلام والتذوق والمساعدة على
بلع الطعام والتعبير عن احساسك بكل الغرائز،أما الأنف فهو حاسة الإطمئنان نحو دخول
الهواء النقي للجسد وحاسة تقبل العطر أو رفض العفن الفاسد وهو حاسة تعبر عن
انسجامك مع فوح ما يحيط بك سلبا وايجابا، أما القلب فهو مركز الإحساس والإستقبال والإرسال والتوزيع وهو الوكيل الحصري
الحسي،هو من يشعرك بالسعادة أو الهم ،فيه درجات الفرح والحزن ،الأمل والشك ، وأما العقل
فهو المايسترو وهو المفكر المشترك مع القلب ،هو القائد ،هو سيد القرار ومركز
العمليات المنطقية والحسابية والتوجيه والإدارة العليا ولا يمكن للعقل أن يأخذ
مكان القلب ولا يمكن للقلب أن يأخذ مكان العقل والإنسان الذي يستبدل عقله بقلبه أو
العكس يفشل.
حتى لا تفقد خيالك فإن الخلل في الإستمتاع يأتي
من استخدام حاسة في غير موضعها واستبدالها مكان حاسة أخري موجودة ولكنها مهملة مثال
الذي يسمع الغناء بعينيه وليس بأذنه (في واقعنا الحالي).
تستطيع الجمع بين أكثر من حاسة في موقف واحد
ولكن المهم أن تعرف ما هي الحاسة الأساسية التي يجب أن تستخدمها بشكل رئيسي في هذا
التوقيت
تتبدل الحواس في كل موقف تبعا لدرجة نضجك ودرجة نقاءك النفسي والروحي..الحواس تفرد وانسجام وليس استبدال.
خالد إبراهيم أبو العيمة ... مدونة سور
الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق