في مجتمعاتنا هناك غياب حقيقي لإحساسك
الوجودي،تتملكك غالبا مشاعر بالضياع والخوف من الغد،العشوائية تحيط بك ،لا يمكنك
تخطيط حياتك بشكل دقيق،فأنت في بداية حياتك لا يلتفت أحد إلى مواهبك الحقيقية وليست
النفسية، فتجد حياتك تتحرك وفق قواعد العادة، ومن ثم يتم ترويضك من البداية على
الجمود والتكرار،ثم يصل بك العمر إلى المرحلة الدراسية الثانوية وما إن تنجح فتحتار
إلى أي كلية تتوجه أو معهدا أو غير ذلك ،وإذا اخترت كلية معينة في رأسك تجد من
يقول لك هل أنت مجنون ؟؟؟ فتتوجه نحو دراسة العادة والدخول فيها والإيمان بها،ثم
تبحث عن عمل،وما إن تجده فيجمعك بثقافات العادات المختلفة الشكل، الأحادية
المضمون..فتعتاد من البداية على أنك ليس لك اختيار ،وأن وزنك الوجودي على شاشة
الواقع المجتمعي المحيط بك مرهون بقدراتك السلطوية أو الإقتصادية الموروثة من
عباءة الماضي وليس نتاج فعلك أو تفاعلك.
عندما نعمل على تشخيص الواقع فإننا نبحث له
عن العلاج الأمثل لأن التغيير يتطلب تصحيحا فكريا ناضجا مدروسا وليس عشوائيا،وأن الثورة
الفكرية لا يمكن تحقيقها بدون فهم لأنفسنا وتخليصها من أمراض العادة ،وادراك أننا
بشر مثل أي بشر يستطيع أن يتقدم في وجوده العلمي والإنساني ،مما يدفعنا نحو
استعادة أجمل ما فينا ،ونصحح مسارنا لأن أوطاننا لها تاريخ يقول أنها تستحق الحياة.. فهل آن الآوان ؟؟؟
خالد إبراهيم أبو العيمة
http://khaled-ibrahim.blogspot.com