الطبقيون دائما ما تتفتق عقولهم المعبرة عن الذات المقدسة داخل أنفسهم المريضة
بالتميز عن الأخرين ، بحيث لا ترى منهم إلا ما يريدونه هم ، ولذلك جعلوا من
الوظائف داخل قطاعات الدولة أهمية تقوم على أساس المخاطر المرتبطة بالمسئولية
وليست مرتبطة بحجم التفاعل الفعلي مع المخاطر المحيطة بكل عمل بشكل مستمر ومتغير ،
لكن التقسيم الطبقي جعل حجم المخاطر مرتبط بعلو شأنك الوظيفي ، وكلما كنت قائدا أو
عضوا فى الجهاز التنفيذي أحاطت بك المخاطر ، وبالطبع هذا السقف يرتفع وينخفض تبعا
لدرجة قربك من الحاكم ومن المؤسسات العسكرية والمدنية ذات الإمكانات الإقتصادية
العالية أو التي تتحكم فيها.
ليست الحياة العسكرية والأمنية هي فقط التي تتسم بالمخاطر ولكن أيضا هناك
وظائف تتسم بالمخاطر منها على سبيل المثال :الطبيب مهنته أيضا تتسم بالمخاطر حيث
يتواجد بين المرضى بشكل دائم وكذلك قطاع التمريض والعمال فى المصانع ومخاطر المهنة
والفلاح لديه مخاطر فى مهنته وكذلك السائق مهنته محفوفة دائما بالمخاطر ، أيضا العالم والباحث ، كما أن
عمال المناجم يعملون فى أخطر المهن ، وعمال الصرف الصحي ، وكذلك مصانع الحديد
والصلب والتعرض للحرارة ،وقس على ذلك كل الوظائف ، حيث لن تجد على الإطلاق مهنة
بدون مخاطر ، ولكن يوجد مجموعة من المستفيدين من تكريس ما يسمى بمخاطر المهنة من
أجل السيادة ومن أجل الإستفادة من الحوافز التي لا يحصل عليها شركاء فى الوطن
يؤدون أعمالا أخرى.
مما لا شك فيه أن هناك وظائف تمثل المستوى الأعلى تصنيفا للخطورة فى بيئة
العمل ولكن كيف يتم ضبط وصف المخاطرة وتقييمها التقييم الصحيح ووضع الدرجة
المناسبة لها ؟
مطلوب تشريع يوضح ويضبط درجات المخاطر كما أنه مطلوب نفوس سوية متصالحة مع
أنفسها تشعر بقيمة كل فرد فى المجتمع من دون تفرقة.
هل نجد ذلك التشريع فى الأيام القادمة أم سيظل مجرد نقش على جبين الحلم.
خالد إبراهيم أبو العيمة
http://khaled-ibrahim.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق