قامت الثورة المصرية بصورة مفاجئة للجميع ولو كان تم التجهيز لها لما كانت لتنجح ، وما قام به الثوار لم يكونوا جاهزين له (ضربوا لخمة) لأنه لم يكن بين الثوار حزب قوى أو أسماء كبيرة ، على الجانب الأخر كانت جماعة الإخوان المسلمون لها شكل فاقتنصت الفرصة ، على الرغم من أنهم أيضا (ضربوا لخمة) فى قيادة الدولة إلا أنهم كان لهم شكل هو ما أدى بهم للوصول إلى ما وصلوا إليه .
مشكلة رئيس الدولة الحالي أنه لم يفهم هو أو الفريق المعاون له اللحظة التاريخية التي يقودون فيها بلد بحجم مصر ، الناس فى حالة انفعال ثوري وفى حالة من الغليان من أنظمة سابقة جلبت لهم الفقر والعصبية والجهل ، والشعب يرغب فى خطاب سياسى بارع قادر على تحقيق ثمن التضحيات التي قدمها الشعب من أجل حياة أفضل ، وكان من المفترض أن يعزف الرئيس على عقول وقلوب الشعب ويلم الشمل لكنه قدم خطابات تتسم بالوعود فقط مستلهما الخطب الدينية وكأنه يتحدث عن الآخرة ، فلم تكن صياغة الخطاب إلى الشعب لا بالشكل اللائق ولا بالكاريزما التي يجب أن يتم بها إلقاء الخطاب على الشعب المصري المفتون بفن الإلقاء ، ولقد كانت الصدمة الشعبية أن الرئيس لا يمتلك كاريزما الأداء الخطابي الصادق المتبوع بخطوات عملية مثلما كان يفعل عبد الناصر من قبل فكان يستحوذ على التأييد الشعبي الذى هو مصدر قوة التغيير، أما ما حدث فهو أشبه بعملية النصب على الناس .
وعلينا أن نعترف أن ليس الرئيس فقط هو صاحب الأداء السيئ لكن الشعب أيضا أدائه سيئ مع القوى المعارضة و لديهم إصرار على الإختلاف وليس على الإجتماع ، وليس على التوافق ، فى نفس السياق الإعلام يتصيد الأخطاء مهما كانت صغيرة أو مهمة ، وفى حقيقة الأمر الكل تناسى قضية الوطن لأنه يتدخل فيما لا يفهم فيه ، أو يتحرك داخل إطار مبتغاه الأول فيه صالحه وليس صالح الوطن سواء كانت منافع أو شهرة أو سلطة ، وصرنا الأن أمام منظومة فاشلة وذلك لعدم التعاون والتوافق ،ومن الطبيعي أن هذه القوى تتحرك لتنهض بالبلد ، وليس للتناحر بين بعضها البعض ، وفى غمرة هذا التناحر نسى الناس برامج المرشحين للرئاسة أثناء الإنتخابات الرئاسية وأصبح الكل يتحدث فقط عن الخلافات وليس عن التوافق وأما الحديث عن الإقتصاد والصحة والتعليم فسقط من الذاكرة المصرية ، ونحن نتسائل فيما الضرر لو أن كل حركة ثورية أو حزب قام بعمل برنامج خاص به من الصحة والتعليم وغيره مما له الأثر الإيجابى فى تغيير واقع المجتمع وهل ذلك يتعارض مع برامج الرئيس وحزبه ؟ لا أعتقد ذلك ، ولكن الحقيقة أن الكل يبحث عن أهوائه ومصالحه ، ودائما لا تغيب عن ذاكرتي مقولة غاندي : كثيرون هم حول السلطة ، قليلون هم حول الوطن .
خالد إبراهيم --- مدونة سور الأزبكية
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم
اولا احب اقول لحضرتك حاجة بسيطة علشان مايكون هناك نقد على تعليقى
ان العلاقة بينى وبين السياسة مثل علاقتى بالارقام ( عكسية تماما) رغم ان الامر مفروض علينا ومن الواجب الشرعى والحياتى ان نتقصى خطواته دائما لاصلاح حياتنا لكن فعلا مش بحب السياسة ولا الكلام فيها
وايضا من قناعاتى ان الشريعة هى الدستور الاساسى لحياتنا ومادمنا اتخذنا سبيل غيرها للحكم فمن هنا تأتى التخبطات والألام والمشاكل الموجودة حاليا
وبالعودة للبوست اقول لحضرتك انك لخصت الموضوع والمعاناة اللى بنعيشها فى بعض نقاط
ــــ مشكلة رئيس الدولة الحالي أنه لم يفهم هو أو الفريق المعاون له اللحظة التاريخية التي يقودون فيها بلد بحجم مصر
ـــ قدم خطابات تتسم بالوعود فقط مستلهما الخطب الدينية وكأنه يتحدث عن الآخرة
ـــــ لا يمتلك كاريزما الأداء الخطابي الصادق المتبوع بخطوات عملية
ـــ وعلينا أن نعترف أن ليس الرئيس فقط هو صاحب الأداء السيئ لكن الشعب أيضا أدائه سيئ مع القوى المعارضة و لديهم إصرار على الإختلاف وليس على الإجتماع
كما تفضلت بعرض الحل بالنهاية
بس مين يسمع ومين يقرأ ومين يقول ااامين :)
الشعب والحكومة فى غيبوبة غريبة وحالة هستيريا تسبب فيها الاعداء ولم نتعلم من التاريخ اى دروس سوى اننا حفظنا عدد احرف الكلمة فقط
وحسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم احمى مصر وشعبها والصادقين من رجالها وولى علينا الصالحين
تحياتى بحجم السماء
روعة الروعة الفاضلة ليلى الصباحى
بكل تأكيد لم ولن يكون هناك تعليقك على نقدك فدائما نقدك وتعليقاتك موضع التقدير وهذا المكان ينتظرك دائما وهو مبنى على الحرية التى هى مبتغى الإنسان منذ وعيه على الدنيا
تحية لقلمك وذوقك وفكرك الذى أقدره دائما وسأظل
شكرا لحضرتك وتحية إليك بحجم الكون وإليك باقة الورد الأجمل
إرسال تعليق