الجاسوسية هي علم الإختراق للإطلاع على ما يخططه الآخرون وما أنجزوه واكتشاف ما لديهم من أبحاث تطويرية أو أسلحة غير تقليدية أو حتى معرفة كيف يفكرون وذلك لتوقع ما هو قادم ومن ثم يمكن الإستعداد ورسم سيناريوهات المواجهة فى حالة الحرب أو المنافسة العلمية لإثبات التفوق أو أي قصدية أخرى
تطورات الجاسوسية
تطورت الجاسوسية من مظاهر التنكر الشكلي أو التنصت بالأذن أو زرع جواسيس ينقلون ما يرون ويسمعون عبر الحبر السري وغيرها من وسائل نقل المعلومات إلى حيث أصبحت الجاسوسية تتم عبر الأقمار الصناعية بحيث تقوم بتصوير كافة ما يحدث على الأرض "صوت وصورة"
فى الوقت الحالي انتهت فكرة الجاسوس الإنسان الذى يقوم بكل شيئ بمفرده إلى حد كبير مع تطور الأقمار الصناعية وكذلك التطور الكبير لأجهزة اختراق المعلومات والتنصت عن بعد مع وجود أقمار صناعية مخصصة فقط لأغراض التجسس وغيرها من منجزات العلم،فمثلا توجد طائرة أمريكية من طراز بوينج اسمها OX
أواكس لديها رادار كبير ومجهزة بأجهزة تنصت تستطيع بهم التنصت على مسافة 300 كيلو متر،علما بأن المياه الإقليمية للدول على الحدود تكون على مسافة 13 كيلو متر
أجهزة التليفون المحمول تخترق بكل سهولة...
أيضا لدى الولايات المتحدة كومبيوتر بإمكانات ضخمة جدا يحلل مكالمات الإتصال العالمية حول العالم،حيث مجموعة الإتصالات تدخل فى نطاق شفرة يتم استخدامها وعبر جمل معينة أو كلمات معينة يتم تحليلها عن طريق هذا الكومبيوتر الضخم علميا من أجل هذه المهمة.
هذا وبرغم وجود أجهزة التنصت ذات التقنيات العالية إلا أن الإشكالية هي فى تحليل كم البيانات والصور لأنه يحتاج لملايين العمليات من المتابعة.
هذا أيضا يأخذنا إلى السؤال كيف يتم السيطرة على 5 مليار أو أكثر يتم التجسس على مكالماتهم؟؟
لا تزال القدرات العلمية أقل من أن تستطيع ذلك فهل لو تم مراقبة 5 مليار بالتأكيد سيكون أكثر المكالمات التي تم تجنيبها أكثر من المكالمات التي تم فحصها
هذه المقدمة الغرض منها أن يتعامل الناس مع ما يعرض عليهم من أخبار بمنطق عقلاني لا عاطفي لأن التعرف على جاسوس هو أمر معقد جدا لأن الجهاز التابع له الجاسوس لا يختار شخصية الجاسوس إلا بعد التأكد من تدريبه جيدا وبحرفية عالية،وأحيانا يسقط الجاسوس نتيجة خطأ بسيط أو كثيرا ما يحدث الإعلان عن القبض على جاسوس وهى عملية مخابراتية الهدف منها تنبيه الناس وطمأنتهم على أن لديهم جهاز أمنى واع ووطني الهدف منه بث الثقة أو الحصول على دعم شعبي
ولكن: فى العادة أنت تتجسس على قدرات من هو أعلى منك إنما أنت (الدول النامية)ماذا لديك لأجل أن تجد من يتجسس عليك الآخرون ؟؟؟
إذا مثل هذه العمليات تتم للحصول على دعم شعبى أو تجميل الصورة لأنظمة تتطلب المرحلة تجميلها وتكون هذه العمليات متفق عليها.
فى المقابل فإن كل دولة بها جهاز أمن قومي يعمل على حفظ أسرار الدولة العليا ومع التطور التكنولوجي الرهيب فنحن كتاب مفتوح للدول المتقدمة ولكن يظل دائما الفارق فى إرادة الشعوب ولذلك استقلال الشعوب هو ما يقلق الدول الكبرى وهناك دولة ظاهريا مستقلة لكن لديها نظام حكم تابع وهذا هو الفارق الذى ترفضه الدول الإستعمارية أن تستقل الشعوب لكي لا يصبح لديها القدرة على فهم ما يقدم لها فتفقد ثقتها بنفسها ومن ثم تنمو نموا بطيئا يقابله تفوق دائم لدى العدو
استقلال الشعوب يعنى احداث توازن بين الدول وبعضها البعض وهذا التوازن مرفوض من الأعداء لأنهم يريدون الجلوس على القمة دائما ومن ثم هناك رعاع (الدول النائمة) وهناك سادة (الدول المتقدمة) وهم يقسمون التركة بينهم كل حسب قدراته العلمية ونفوذه.
الجاسوسية الأن تتحرك على محاور كيفية تدمير الإرادة الشعبية فى صنع وطن قوى قادر على المنافسة
هناك بشر أسوأ من الجواسيس يضيعون قيمة شعوبهم بتبعيتهم طواعية أو كرها
لا تصدق كل ما تسمع وصدق نصف ما ترى ((هكذا تقول الحكمة))
الدول العظمى لا يهمها من يصل للحكم أيا كان نوعيته ولكن يعنيها بالدرجة الأولى عدم استقلال الشعوب.
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com