يستثار الكاتب المفكر من صور الألم المجتمعى المحيط به،والكاتب المفكر ليس من قرأ بعض من الكتب أو كتب فنتازيا من الكلمات الغزلية أو المثيرة للشفقة أو الإثارة أو الحزن أو عبارات التأييد أو الشجب.
الكاتب هو من يشعر أن قدره أن يكون كاتبا فهو يشعر أكثر من غيره بهموم الواقع والرغبة فى تغييره للأفضل والكاتب صاحب رؤية مستقبلية والكاتب لا ينحنى لأراء الجهل والسطحية ممن يحاولون السخرية منه والنيل من دوره.
القراء أحيانا يرفعون الكاتب الى درجة أنه شخص لا يخطئ والكاتب يخشى الوقوع فى الخطأ مما يؤثر على إنتاجه فيعيش حياته بجدية وينسى نفسه،ويعانى الكاتب من قسوة المجتمع هذا إذا كان المجتمع جامد وبه الكثير من الجهل والهمجية كبعض مجتمعاتنا ولو تدخل الكاتب فى كل شيئ سيصبح إنسانا مملا وستفقد دعواه الفكرية قيمتها وأهدافها لأن ضياع طريق الأهداف فى عشوائية الإختيار يبين عمق الكاتب من سطحيته،فالكاتب المفكر هو صاحب اللقطة الفارقة فى التعبير عن الأهداف الإستراتيجية التى تبنى مجتمعا والتى تدمر نفس المجتمع ومن المؤسف أن الكاتب الجاد والمثقف الحقيقى يصل صوته لعدد قليل من الناس أما الكاتب المنافق والكذاب تجده مرفوعا على قمة هرم الثقافة الوهمى (إلا القليل) ويطالعك كل يوم بالتلفزيون الحكومى ويبدوا أن المطلوب دائما تسطيح ثقافة المجتمع.
الكاتب إنسان بشرى يخطئ ويصيب ويحب ويكره لكنه لاينهزم إذا كان صاحب قضية يدرك أبعادها وسمو أهدافها وعليه أن يكون صبورا شرسا لا ينحنى لأعباء الحياة
- القارئ الذكى هو الذى يؤمن بتعدد الرؤى الفكرية وأن إختلاف الأراء يبلور رؤية تجمع كل المطلوب فى شكل أرقى وأفضل وإختلاف الرؤى تتعدد مع الطموحات وصناعة الأحلام فى حاجة إلى التنوع والقارئ محظوظ حيث يحصل على خلاصة الفكر وعليه أن يكون قارئ ذو شخصية فكرية.
- الكاتب إنسان متفائل رغم صدامه المستمر مع ألم الواقع فلا ييأس
- الكاتب هو من يكون قلمه سيفا للحق وغذاء للعقل والروح وموسيقى للأذن ومتعة للعين وعذبا على اللسان ومعينا على النوائب ومعبرا عن الأحلام وحنظلا على الشر
- الكاتب لا يكتب ليتعالى على غيره ولا يفكر مثل العامة لكن يدرك أنه يكتب لهم وأنه لا شيئ إذا لم يؤثر فيهم
- الكاتب هو من لا ينحنى قلمه خوفا من البطش أو رغبة فى وليمة أو عاطفة عاتية أو إنكسارا لمرض أو رعبا من الموت طالما يدرك أنه على الحق
- الكاتب هو من لا يشبع من المعرفة ولا تتجمد أحلامه ويستطيع تحليل ما يقرأ ويسمع ويشاهد ويستطيع التحليق بما لديه من رؤية
- الكاتب هو من لا يشيخ قلمه فهو أب للحاضر وصديق للمستقبل
- الكاتب بالنسبة إلى المتلقى هو معلم نابغ وعالم طموح وأب حكيم وأم حنون وأخ داعم وصديق مخلص وحبيب قريب وشاب طموح وطفل حالم
هذا هو رأيى فى الكاتب المفكر فهل ياترى القرن الحالى به مفكرين كتاب أو حتى حمل ربما يولد يوما ما من يغير خريطة واقعنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ربما واقعنا يقول : أننا لسنا سوى شخبطات لا تعرف طريقها ولا غايتها وأننا السبب فى ضياع مجتمعاتنا لأننا لم نعبر عنها تعبيرا حقيقيا..
خالد ابراهيم....مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com