إلى أين تذهب مجتمعاتنا مع تغييب متعمد للمختصين فى علم النفس وعلم الإجتماع فلا زال ترسيخ الثقافة الإستهلاكية مبدأ لن تحيد عنه سياسات إدارة الموارد البشرية فى الوطن العربى،ومعلوم أن تعاطى المخدرات يبدأ بتناول جرعات تتحول مع الوقت إلى عادة ثم إلى إدمان وهذا ما تفعله شركات المحمول حاليا وهو جعل الناس مدمنين للكلام فى التليفون المحمول من خلال العروض التى تقدمها هذه الشركات فمثلا عرض أن تتحدث مجانا طوال نهار شهر رمضان هو دعوة لإدمان عادة الكلام الذى ماتت معه الحكمة بأن خير الكلام ما قل ودل وما يحدث حاليا أن الناس سوف تدمن الكلام الفارغ وينتهى رمضان ونحن تعودنا على كثرة الكلام وأصبح لدينا إدمان للرغى فى التليفون المحمول فنضطر بسبب إدمان العادة إلى شراء كروت الشحن بكميات غير عادية والرغى خلال الأشهر ما بعد رمضان ومن ثم أصبح من المستحيل التنازل والإستغناء عن التليفون المحمول بعد إدمان العادة،وسوف تجد الفقراء يوجهون أى مال بشكل خاطئ الى شراء كروت الشحن بدلا من إستخدامهما فى ما يفيد نفسه وأسرته مثله مثل الذى يقوم بشراء السجائر،ومن العجيب أن الناس أصبحت حبيسة المقاعد أمام التليفزيون وتقطعت الأواصر الأسرية والعلاقات الإجتماعية وما دمنا على حالنا الذى نحن فيه الأن فلن تقوم لنا قائمة،وبما أن عقولنا أصبحت تحت التخدير الإستهلاكى فلا تنتظر من أجيالنا القادمة سوى جيل متجمد يلهو بالتكنولوجيا جامد فى مشاعره من السهل أن يضحى بأى شيئ من أجل (مزاجه)الشخصى.
- الحل هو تثقيف الأطفال بما يفيد وما يضر من خلال مناهج تعليمية تقدم بإخلاص وإتقان
- الحل هو أن يتغير الخطاب داخل المسجد وداخل الكنيسة وداخل الأندية ببيان أثر العادة من خلال علماء إجتماع ونفس وأطباء يتم جلبهم خصيصا لتقديم دروس عن مخاطر العادات الغير صحية
- الحل أن نتذكر أن لدينا أهل وأسر وجيران وأوطان فى حاجة إلينا،وإذا تخيلت أنك دون فائدة وأن وجودك لايقدم ولا يؤخر فى المجتمع فأنت كذلك بالفعل.