لماذ انخفضت حاسة الذائقة الجمالية لدينا بحيث أصبحنا نعلى قيمة القبيح ونهمش قيمة ما هو جميل
بالماضى كان الباشوات والمثقفين لهم ذوق فنى عالى فكانو يسمعون أم كلثوم وعبد الوهاب وحليم وفريد وغيرهم الكثير وكا ن هذا الذوق مفروض على العوام فكان الشعب مولعا بالفن الأصيل أما الأن بعد أن ركبت طبقة السماسرة على الحالة الإقتصادية فأصبحت تجد فى كل عمارة تقريبا سماسرة عقارات ومع رواج هذه السلعة ونسبة العمولة صاروا فى المقدمة وتقهقرت طبقة المتعلمين للخلف وأصبح هناك طبقة تفرض ذوقها العام على المجتمع فظهر العنب والبلح والمانجة والحمار وإييييييييييه وغيرها من مفسدات السماع الراقى وكلها أذواق سماسرة فرضت علينا وأصبحنا نسمع الغناء بأعيننا وليس بالأذن
الموسيقى هى كل صوت منغم تسمعه الأذن وترتاح له .. سواء كان هذا الصوت بشرى أو صادر من الطيور أو من الطبيعة .. أو من أحد الألآت
الفن لا يرتبط بالأجيال كما يردد البعض حيث أن الفن الجميل صالح لكل العصور فجماليات الأشجار والمياه والسماء والطيور والإنسان والصحراء فى الماضى هى هى نفسها اليوم وهى مصدر الإلهام للفن الإنسانى من سماع ومشاهدة وتأمل وعبرة وأن إختلف الشكل لكن يبقى الجمال ضالة الإنسان التى يبحث عنها
فمثلا السيموفونية هى نظام موسيقى غربى صارم جدا ترد فيه الألات الموسيقية على بعضها وتذوقها يحتاج الى فهم ووعى لهذا الإنضباط وهى فن راقى جدا لكن للأسف نحن دائما نبحث عن الوجبات السريعة فى الفن وياليتها وجبة محكمة وترفع من مستوى الذائقة الفنية لدينا لكنها لإثارة غرائزنا فقط
الفن ينعكس على سلوكنا بشكل كبير فمن الطبيعى عندما تسمع كل ما هو جميل أن تصبح جميلا فى بيتك وشارعك وملبسك وحديثك وعواطفك وعملك وأحلامك
ومن الكوارث أننا ربطنا الفن بالجسد فقط والحب بالجسد فقط فاختفت جماليات كثيرة فمثلا عندما تزور أحد معارفك أو أيا كان فى بيته تجد شقته جميلة جدا من الداخل لكن لو تاملت مدخل هذه العمارة التى بها الشقة ستجد مدخل العمارة به شروخ وكسور وأثار مياه ثم أنظر للشارع تجده أسوأ حالا
كل شخص منعزل بنفسه وأصبح أنوى الطباع ..لا أحد ينظر للجمال من شكل عام وخذ على ذلك من تصرفاتنا فى التعامل مع ما يخصنا من أملاك وما يخص الأخرين
الحل أن نتعلم من جديد فن الذائقة الجمالية وأن يتعلمه الصغار لتنشأ أجيال محبة ومقدرة للجمال العام والذوق العام
إذا أردت أن تحكم على قوة دولة فانظر الى مستوى ثقافة شعبها والى مفهوم الجمال العام لدى شعبها فإذا وجدتهم يعملون بإسلوب جماعى فارفع لهم قبعة الإحترام
كن جميلا ترى الوجود جميلا ...هذه العبارة الرائعة تحتاج الى شعب يحب أن يكون جميل
حب الجمال دافع داخلى يأتى بمدخلات تربوية وتعليمية وعادات مكتسبة من المحيطين بنا .....فماذ سنقدم لمن حولنا؟سؤال مؤلم هل أنا إنسان جميل ؟
هناك 4 تعليقات:
H
أنت جميل حقا ، وتطرح على الواقع اسئلة ذكية وعميقة
كنت اتمنى أن تشير إلى أن الجمال ليس هبة سماويةيتمتع بها شعب دون الآخر
بل هو ثقافة
وفى كل مناهج التعليم والتربية
اغيب قيمة التذوق الجمالى
فمن أين يأتى الإحساس بالجمال ؟
سيد الوكيل
استاذى الاديب الرائع – خالد بيك ابراهيم
للتذوق الجمالى اشكال متنوعة متعددة و يختلف من فرد وآخر ،ومن أمة إلى أخرى ، ومن عصر إلى آخر ، لكنه اختلاف محدود قد يمسّ جانبا من الجوانب ، أو عنصرا من العناصر التي تشكّل القيمة الجمالية .
فمنها التذوق الخيالى و المعنوى والحسى .
والتذوق الطارىء كتذوق للشعر في الاحوال العادية.. وسماع للشعر في حالة الغضب او القلق.
والإحساس بالجمال ، والميل نحوه مسألة فطرية تحيا في أعماق النفس البشرية
ولكى نرقى بتذوقنا الجمالى نحتاج الى : عقْلٍ نشطٍ ومشاعر مرهفة حسّاسة و قلْب مُحبٍّ ينير الطريق على مَواطن الجمال والتوقف عندها والتأثر بها .
ونفس طيّبة ، متّزنة ، سويّة ، متسامحة ترى الوجود كله جميلا ..
ولا ادرى ماذا اقول لك استاذى خالد فانت تجعلنى افكر دائما فيما نفتقدة من اشياء جميلة
فدون ادنى شك بالفعل انت جميل .
د . وائل عبد العظيم
الناقد الكبير والمبدع الرائع سيد الوكيل
شرف حضورك كنت أنتظره وأرجو ان يدوم مع تقديرى لمشاغلك
أشكرك على الإضافة القيمة جدا وهذا يدل على درجة الوعى الكبير والعمق الثقافى لأستاذنا سيد الوكيل
بلا شك أتمنى أن يصبح الوطن هو هرم أحلامنا جميعا فالوطن ليس مجرد أرض ومبانى ونيل لكنه تاريخ وحاضر ومستقبل أوجدنا الله فى هذا المكان لنعمر الأرض بالبناء العلمى والنفسى والحضارى وشتى أنواع التخصصات التى يحتاجها الإنسان
قيمة الإنسان لو أدركها فهو يستحق الحياة
كم أتمنى أن أكون جميلا مثلك
شكرا لك وتقبل تقديرى وامتنانى
المبدع المتألق د.وائل عبد العظيم
ياسيدى أنت جميل المواصفات والطبع والإبداع والرد
إضافتك قيمة وشكرا على كرم تواصلك وتلك القوة الدافعة التى تمنحنا اياها
كم أتمنى أن أرى مدونتك التى طالما طالبتك بها ولكنك كسول فى حق نفسك
شكرا لك وتقبل تقديرى واعتزازى
إرسال تعليق