الخميس، 8 مارس 2018

الرجل والمرأة.. أمنيات مفقودة وبداية منتظرة

مع نهاية اليوم العالمي للمرأة وبداية يوم محلي لها مع الرجل، هل ستستمر العلاقة بين الرجل والمرأة بمقاييس عالمية أم مقاييس محلية؟ إن المتابع لحركة التعبير على مواقع التواصل التي تقتحم حياتنا في كل وقت ومكان ولحظة وبدونها ما كان للغالبية أن يدركوا وعيا إعلاميا  وزخما بهذه المساحة على الشاشات الصغيرة والكبيرة، ومن ثم تتابعت علينا الصور والتعليقات ما بين المهنئين الفرحين والساخرين الساخطين من الرجال والنساء في أشكال تعبيرية تتنوع بين المودة والمجاملة والادعاء، وكأن المراة اكتشاف جديد يظهر في كل عام والرجل يعرفها لأول مرة.
لو حاولنا اجراء نظرة على ردود أفعال عينات السيدات اللائي عبرن عن أنفسهن في يومهن ستجد بعضهن تحدثن عن أنفسهن بشكل جيد وبعضهن وجدنها فرصة استعراضية على الرجل، كما يمكن ملاحظة أن بعض التعليقات أظهرت للمتأمل الباحث أن الرجل يعاني خرسا زوجيا طوال العام ويتذكر المرأة فقط في هذا اليوم، وتدور الأفكار بين قبول وسخرية وتقديس للذات وتهويل وقلق، وادعاءات بالفوقية والشعور أحيانا بالدونية، والحقيقة أن مثل هذه المناسبات تفضح تقصيرنا، تظهر إصرارنا على الفصل بين الشريكين الرجل والمرأة بحاجز يبعدهما ولا يقربهما، ولا يقدم قيما للمشاركة طالما أن الاحتفالية تخلو من تقديم نماذج تجمع بين الطرفين وأتحدى أن تجد في اليوم التالي من احتفالية العالم بالمرأة أي جديد مثل أن تجد إمرأة قدمت الشكر على تقدير الرجل لها، وقدمت وعدا بأنها ستكون معه أجمل وأجمل في كل أيام العام، وعلى الجانب الأخر لن تجد رجلا جلس مع نفسه بعد هذه المناسبة وراجع نفسه وعبر عن وجوده مع المرأة الشريك فانفكت عقدة لسانه وقال لها ما لم يقله من قبل.
عزيزتي المرأة قدمي مخرجاتك بطريقة تليق بجمالك وعزيزي الرجل قدم مخرجاتك بطريقة تليق بمعنى الشريك وترفع من قيم الرجولة.
إن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هو احتفال باليوم الحضاري بينهما وهو دعوة لبداية جديدة من النبل البشري المشترك يُظهر فيه كل طرف جمالياته معبرا عن نفسه وعن حبه للشريك.
هل يمكن أن نجد إمرأة جديدة معها رجل جديد وبداية عام جديد من الشراكة خالي من كل وجوه النكد، وأن يصدقا سويا أنهما يستطيعان البدء من جديد بطريقة أفضل وأكثر عمقا وسعادة.  خالد إبراهيم أبو العيمة


http://khaled-ibrahim.blogspot.com