السبت، 25 يونيو 2016

الحياة في أكثر من زمن

   نحن نعيش في أكثر من زمن فكري مختلف عن الأخر في نفس التوقيت الواحد الذي نعيشه، فمثلا عندما تجلس مع إنسان أخر أو مع الأطفال أو كبار السن فلا تظن أنكم جميعا تعيشون في زمن واحد، فكل واحد منكم يعيش في زمنه هو وليس في زمن الأخر،ويعيش في ماضيه هو وليس ماض الأخر، ويتكلم كل واحد من خلال ما بناه الماضي فيه هو .
أيضا وأنت نائم في عالم الأحلام قد ترى الخير والشر والرحمة والعذاب،هذا ونحن أحياء فكيف عندما نموت ؟ إذا أنت تعيش مجموعة حيوات متنوعة،كيف تم صناعتها ؟ وما هي ظروف تلك الحيوات المختلفة ؟
   العقل أضعف بكثير جدا من أن يدرك حكمة الأحداث كلها ما قبل الموت وما بعده وماهية القدر.


   بداخلنا خوف لكن هذا الخوف لم يكن مبرمجا فينا لكنه نتاج غياب المعرف الحقيقية بالله الخالق القادر المبدع الحكيم ،وأيضا نتاج غياب معرفتنا بمعنى الحياة وعبقرية الوجود ،وهذا الخوف الممزوج بالأمية/الجهل/الغباء قد جعل من معظم مخرجاتنا استهتارا أو تعصبا،مواعيدا غير منضبطة،مراوغة،كذب،إستخفاف،استهانة ،....
   نحن نعيش أزمنة فكرية مختلفة ولا ندري ما هو زمننا الحقيقي الذي يجب أن نعيشه.
خالد إبراهيم أبو العيمة
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الخميس، 23 يونيو 2016

الفيسبوك ومعلوماتكم وفئران التجارب


الفيسبوك ومعلوماتكم وفئران التجارب
انتشرت مؤخرا الصفحات المزيفة لأشخاص تم اختراق معلوماتهم الشخصية وأصبح لزاما علينا أن نفكر في عدة نقاط هامة بدلا من الإنتظار لتجد من يستغل صفحتك أو إسمك أو بياناتك بعدما عرف كيف تفكر.
ý  أولا من يهتم لمعلوماتك ؟
§       من المؤكد أن مواقع التواصل الإجتماعي منحت الدول التي تريد أن تحافظ على تفوقها العلمي والنفسي والإقتصادي والعسكري فرصة لا تقدر بثمن لكي يعرفوا كيف نفكر، ربما لمدة خمسين سنة قادمة على الأقل ، بعدما قاموا ولا يزالون بدراستنا نفسيا دراسة معمقة تقوم على تقسيمنا على أساس علمي من حيث درجاتنا التعليمية (أمي.تعليم متوسط.تعليم عالي)أو على أساس وظيفي فكيف يفكر أصحاب المهن (حرفية.تربوية.هندسية. وغيرها) والتصنيف الثالث على الفئات العمرية (شباب . رجال..كبار السن) والتصنيف الرابع على أساس النوع (ذكر.أنثى)وغيرها من التصنيفات.
§       من المؤكد أن إستثمار الأفكار هو هدف أساسي للمراكز البحثية والعلمية مما يدفعهم للإبتكار ومعرفة أهم متطلباتنا الإستهلاكية ومن ثم يتم العمل عليها وتطوير إنتاجهم بما يحقق لهم أرباحا طائلة.
§       بالطبع الجيل المستهدف هو صغار السن والشباب والعمل على تلبية إحتياجاتهم النفسية سواءا عن طريق الإبهار أو الألعاب المراوغة أو ألعاب المحاكاة لأمنياتهم التي لا يقدرون على تحقيقها ومن هنا يأتي الخوف من الإنفصال عن الواقع والعيش في أحلام اليقظة.
ý  ما هو الحل ؟
§       الحل أن نفهم أولا أننا في مرحلة يصعب فيها المقارنة فيما بيننا وبين الدول التي تقدمت وأننا في حاجة لتطوير ذواتنا المعلوماتية والعلمية.
§       الحل في أن تتبنى إدارة الدولة خطة تعليمية حقيقية لتعليم الصغار تعليميا يبني ذواتهم النفسية المهشمة والمهمشة من واقع مزري لا يزال يعيش على أنقاض الماضي.
§       الحل (كل دولة) أن تهتم الدولة بأبنائها جميعا من دون تفرقة على أي أساس (نوع.تعليم.طبقي.مرحلة عمرية.عرقي.عقائدي).
§       الحل من أجل إنقاذ الأجيال الحالية أن تتحرك وتتحرر دور العبادة (مسيحية . إسلامية) من فكرة التركيز على أجواء النار والعذاب وأن تجعل موضوعها الأساسي هو بناء الإنسان على المحبة ودفعه نحو تطوير نفسه وإظهار حقيقة أن الله جميل ويحب الأذكياء أكثر مما يحب الجهلاء ويحب الرحمة أكثر من العذاب ويحب العدل ويكره المتعصب والذي يؤذي ويخون غيره ووطنه.
§       الحل أن نفهم ونثق بأنفسنا وأن لا نهتز ممن يسرقون معلوماتنا رغبة في الإساءة إلينا أو في تحطيمنا نفسيا وأن لا ننساق وراء غرائزنا الجنسية فيعرضون عليك جميلات بلا روح يأكلن من بيع أجسادهن ،أو يدفعونك نحو الثراء القذر، حيث تجد من يعرض عليك الجنس بكل سهولة ومن يعرض عليك تحويل أموال على حسابك البنكي وكلها أعمال الهدف منها غسيل أموال مشبوهة فإما أن يتم تورطك أو اللعب في الدماغ لديك فتظن أن الحياة حظ فقط.
§       لا أرغب بالإطالة على حضراتكم ولكنني أفكر معكم ومثلكم فلنحذر جميعا أن ننساق وراء الخطأ وأن نتوقف ونعيد تدوير أدواتنا المهملة وأن نثق بأن غيرنا ليس بأذكى منا، وأن الفروق هي صراع بين من يريد القوة ومن لا يتحرك ليمتلكها، وبين الخير والشر، وبين النصاب والساذج، وبين الدجال وصاحب الأوهام، ومن ثم يجب علينا أن نشيع الفكر والعلم والحب فيما بيننا وأن نحب أوطاننا مهما كانت بساطتها، وأن نحترم الأخرين الذين لهم نفس الحق في أوطانهم.
ý  شارك برأيك/فعلك/سلوكك/أمنياتك/ملاحظاتك واجعلنا جميعا جزءا من تفكيرك واهتمامك فهذا يدل على فاعلية عقلك ووجدانك وأهمية الناس والوقت لديك ولا تجعل من نفسك فأرا للتجارب.
خالد إبراهيم أبو العيمة

http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الأحد، 12 يونيو 2016

شكرا ترامب ..هل من مزيد ؟


ترامب سليل الأمة الأمريكية التي قتلت أصحاب البشرة السوداء في حروب الشمال والجنوب والتي احتلت فيتنام وسجلت أقصى درجات الإبادة بقنابلها الذرية في في هيروشيما ونجازاكي باليابان وأضف على ذلك حرب فيتنام والعراق وأفغانستان وسوريا والدعم اللامحدود لإسرائيل وهذا التاريخ الذي فشل الإعلام الأمريكي بتجميله في الميديا الأمريكية التي تتحدث عن الحرية وصنعت لها تمثالا وميثاقا وحقوقا لكن ليس من أجل الضعيف وإنما من أجل مصالح دراكولا الأمريكي.
ترامب يقول : كان على المسلمين أن يصوموا عن قتل بعضهم البعض بدلا من الإمتناع عن الطعام والشراب.
الحقيقة هو خطاب نابع من ابن هذه الأمة الأمريكية التي ينبض شريانها ببترول العرب وغاز العرب ودماء العرب وأموال العرب، أمريكا التي لا تستحي  من دعم المتطرفين في كل الديانات لتحقيق مصالحها على جثث البشر وعلى أرباح مصانع السلاح وما التاريخ اليهودي ببعيد عنا بالمنطقة العربية في صابرا وشاتيلا وغيرها، وما حروب البلقان وما حدث للشعب البوسني من ذبح وقتل بنفس الفلسفة والطريقة ببعيد،وما يحدث في أسيا وأفريقيا ، وشنق صدام حسين في صباح يوم عيد الأضحي عند المسلمين ، ونقل خلايا سرطانية لهوجو شافيز في فينزويلا وتتكرر تلك الذاكرة المؤلمة المتكررة.
العجيب أن يتفوه ترامب بتلك اللغة العنصرية الواضحة وأتعجب أكثر كيف لأمريكا التي لطالما خبأت السم في معسول الكلام أن تترك ترامب يعبر عن وجدانها الحقيقي تجاه المسلمين خاصة والعرب عامة.
§       الحل ليس في الشتائم وبذاءات القول ولكن الحل يكمن في أن نتعلم من الماضي والحاضر ليكون لدينا نظرة مستقبلية، أن نفهم ونتغلب على صراعاتنا النفسية والأيدلوجية ونعمل كي نتغلب على الفقر، الحل أن يتحول سلوكنا إلى حضارة رحمة بأنفسنا وبغيرنا.
ترامب هو وجه حقيقي للعقلية السياسية الأمريكية وهو فرصة ممتازة لنفهم كيف يفكرون بعدما شبعنا من شهد الكلام والوعود الزائفة.

خالد إبراهيم أبو العيمة