السبت، 3 مايو 2014

ممالك الشر


   الدول الإستعمارية هي دول تبحث عن مصالحها فقط ولا تفكر فى حقوق الإنسان بالصورة العادلة المطلقة ، وإنما من منطلق تلك المصالح فقط ، والدول الإستعمارية تزرع وتصبغ شعوبها بالصبغة الإستعمارية .. وبالنظرة المتعالية على الضعفاء ، أو بالقداسة المطلقة ، وهى دول انتهازية لا يردعها إلا القوة ، ومن ثم فهي دول تحاول جاهدة ألا تقوم قائمة لدول أخرى تنافسها حتى تصبح هي الدول الوحيدة القادرة على فرض قوانينها على دول العالم الأضعف.
    حاليا الأنظمة فى الدول الإستعمارية أكثر مشاكلها فى الداخل خاصة فى هذا العصر المفتوح وهو خوفها الشديد من رياح ثقافة الحريات التي قد تنتشر عن طريق البث الفضائي/الكتب/الإنترنت/السفر  وكافة طرق التواصل الإنساني ، حيث تكتشف الشعوب توحدها فى وجود ضمائر إنسانية وأخلاقيات وأفكار مشتركة ، وفنون وجماليات تجمعهم ، وكلها أدوات وأسلحة إنسانية قادرة على تغيير ثقافة التمييز والإستعلاء التي رسخت بفعل أنظمة استعمارية أو ديكتاتورية فى القرون الماضية ، لايزال بعضها موجود ويرغب فى غلق منافذ الحريات والتواصل والتقدم .
    هناك بعض الدول التي تعلمت من تاريخها الإستعماري فتغير حالها منها على سبيل المثال اليابان وقد نلحظ حاليا تمتع الشعب الياباني حاليا بصفات إنسانية رائعة على الرغم من التاريخ الوحشي القديم فى الحرب.
خذ أيضا ألمانيا كمثال وألمانيا أيام طموحها الإستعماري غير ألمانيا الأن لكن علينا أن لا ننسى أنها لا زالت لديها طموحات إستعمارية إن استطاعت فعل ذلك.
       الدب الروسي أيام الإتحاد السوفيتي ليست كيومنا هذا حيث روسيا الوحيدة ولولا ترسانتها من الأسلحة لدخلت فى المفرمة الأمريكية ، لكن لا تزال روسيا تحتفظ بأنياب الدب .
    فرنسا غزتها قيم الحرية والفنون ولم تعد قادرة على تغيير ثقافة شعبها للجانب الإستعماري مثل ذي قبل .
    إسرائيل هي مكون استعماري على أساس ديني متطرف لا يرى فى الديانات سوى اليهودية ولا يرى فى الشعوب سوى نفسه ولولا قلة عددهم ما تركوا على الأرض من بشر ولا شجر.
أسبانيا تعيش على رائحة التاريخ الإستعماري
    تركيا تعيش على الحلم العثماني وهى فكرة قد تقضى عليها أكثر مما قضى عليها ومثلها تماما الثعلب الماكر إيران.
    تبقى أمريكا سيدة الإستعمار فى القرن الماضي والحاضر فهي مكون استعماري على أساس اقتصادي مدعوم بآلة عسكرية رهيبة لتحقيق تلك المصالح الإستعمارية مهما كان الثمن وهى دولة لا يشغلها النقد السلوكي والأخلاقي لأن لديها مؤسسات فى شتى مجالات الحياة تتمتع بوفرة اقتصادية تسمح لها بعمليات تجميل عبر سيناريوهات محكمة وفى رأيي أنها تمتلك مملكة الشر التجميلية/العلمية/الفلسفية/الإعلامية/قوة السلاح.
    هناك دول متحضرة جعلت القيمة فى الإنسان وفى العلم والثقافة والفنون والإقتصاد والرياضة والأخلاق والتواصل فحصلت على احترام الداخل فيها والناظر إليها وصنعت حضارتها ومجدها بسواعدها من دون تطلعات استعمارية من أي نوع .
    العالم الضعيف حاليا يحلم/يرغب فى صناعة قوى/أنظمة استعمارية جديدة بنظام جديد يحقق لها الوجودية والعدل والقدرة على المواجهة ، وهذا لن يكون لأن المشكلة الأكبر ليست فى الإستعمار فقط وإنما فى وجود إرادة لدى الشعوب وأنظمتها الحاكمة التي لا تبنى ولا تقاوم ولا تتعلم من التاريخ.
    كل  دولة تبحث عن مصالحها بالعدوان على غيرها وسرقة وسلب ما ليس من حقها وبأي طريقة كانت هي مملكة للشر مهما كان اسم نظامها الحاكم  (رئاسي – وزاري – برلماني  - جمهوري ..،،،)  فهي احدى ممالك الشر .
خالد إبراهيم أبو العيمة...مدونة سور الأزبكية

ليست هناك تعليقات: