الأحد، 28 أغسطس 2011

لا بديل عن الخصخصة


قرارات صعبة جدا على العوام وقد تتسبب فى كوارث عند تطبيقها خاصة إذا لم يفهم بعض العوام من الناس معنى ما سيطرح فى هذا المقال وهو خصخصة كافة المجالات داخل الدولة،ولكن علينا أن ننظر للخصخصة نظرة جديدة لأن ما كان يحدث فى الماضي مع النظام السابق لم يكن خصخصة بل كان محسوبية،وفساد مالي وأخلاقى.
وهنا لابد من تعريف الخصخصة بطريقة بسيطة على أنها تحديد مخرجات تساوى قيمة لكل عمل فى جميع قطاعات الدولة بمعنى أن كل وظيفة لابد لها من مخرجات تساوى قيمة مادية أو معنوية وهذه القيمة هي التي يتم على أساسها تحديد ما يتقاضاه المواطن من أقل درجة وظيفية إلى درجة رأس الدولة.
هنا يشق على نفس الكاتب والقارئ القول أن تحديد حد أدنى للأجور هو خطأ كبير جدا لكنها الحقيقة لأن بناء وطن يتطلب قدرة على مواجهة الصعاب،لأنه فى الوظائف التي ليست لها مخرجات تساوى قيمة سيركن الموظف على أن يعيش على الحد الأدنى من الأجر ولن يقدم عملا يساوى قيمة وهذا يعنى خسائر للمال العام وانتفاء لروح التنافس.
هنا سيبدأ العوام فى صب لعناتهم على هذا التفكير الرأسمالي الذى بلا رحمة دون أن يفكروا فى المعنى الحقيقي لما يطرح لذلك أدعو لتحكيم العقل وليس العواطف لأن النتائج خلال ثلاث أو أربع سنوات ستكون صعبة على فئة معينة لكن بمرور هذه الفترة ستشهد الدولة تطورا كبيرا يشمل الكبير والصغير وبنظرة لواقعنا الحالى والواقع المطلوب نجد:-
  • الوضع الحالي 95 % من الأعمال ليست لها مخرجات تعود على الدولة والمواطن
  • غياب الإحترافية فى العمل وهذا لن يقدم جديد لسوق العمل سوى عمالة غير مهرة وكسالى وتواكليون ولن تحدث منافسة تسويقية
  • الوضع الحالي يغيب فيه السوق المفتوح الذى يقدم ويسند الأعمال إلى القادرين على أدائها فقط
  • الوضع الإحترافي سيسمح فقط للمتميزين بالتقدم وتغيب فيه الواسطة واسناد المهام لغير مستحقيها
قوة السوق دائما تأتى من قوة الموارد البشرية من حيث الكفاءة ودرجة الإحترافية والإلتزام لذلك الناس الطيبون من العوام سيقولون ما ذنب العامل العادي والرد بلا شك كل من لم يعمل على تطوير ذاته تحت الإدارة الواعية هو يختار العمل فى الأعمال ذات الجهد العضلى وعلينا أن نفرق بين التراحم مع الفقراء"وأنا واحد منهم" فى العلاقات الإنسانية وبين بناء الأوطان ولن تبنى الأوطان سوى بالعرق والمهارة والتنافس أما أن نستمر على واقع أهوج يعتمد على إيرادات البترول والغاز والسياحة فهذا ما يدمر الأخلاق لأن الشعوب التي لا تشغلها الأهداف عرضة للتصارع فيما بينها وعليكم أن تنظروا لواقعنا العربي المحيط لنكتشف أننا نحتاج لغيرنا فى كل شيئ لأننا كلاميون.
البداية الجادة تتطلب صبر على تحقيق الإنجاز المخطط بكل دقة ثم تأتى النتائج لتعلن عن قيام وطن قادر على أن يصون كرامة المواطن والأجيال القادمة.
لكن كيف تكون الخصخصة بلا مخاطر عندما يصبح للدولة أسهم فى كافة المجالات والقطاعات لذلك ستهتم الدولة لتحقيق ربح ولن تسمح بحدوث خسائر دون حساب اما أن تترك الدولة الأمور كلها للقطاع الخاص فهذا سفه وغباء فى رؤية الأهداف وتعمد لإرساء طبقية يزداد فيها الغنى علوا ويزداد فيها الفقير فقرا
لا شيئ بلا ثمن وأي عمل بدون مخرجات تساوى قيمة هو ليس بعمل بل هو فساد مالي وأخلاقي فى بلاد تضيع بكل سهولة مع الأزمات.
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

قتلة بدرجة سلبيون

يتأثر الكاتب الباحث نفسيا بالسلبية التي عليها الغالبية العظمى من أفراد مجتمعاتنا فهي لا تقرأ وإن قرأت لا تستفيد مما تقرأ وحتى فى ما تشاهده على الشاشات فأكثرنا جمهور لا يعي ما هو الهدف الذى خلف الحدث المرئي أو المسموع أو المقروء بالنسبة له.
الغالبية لا تدرك العبرة مما هو يقدم لها ولا تدرك حجم المبذول من فكر ووقت قام به المؤلف/الكاتب من أجل الوصول إلى حقائق تعين الشعوب على تحقيق الأحلام وتجاوز الآلام والإرتقاء بالأفكار ومن ثم المجتمعات والتخلص من الشعور بالذات المتعصبة ورؤية الواقع بعيون ليست مريضة او متعبة أو أحادية.
كثيرا ما فكرت فى التوقف عن الكتابة والحقيقة هي مسئولية ولا أنكر دائما خوفي من القارئ لثقتي أن القارئ ذكى لكن الكارثة أن أكثر القراء فى مجتمعاتنا لا يفعلون بما يشاهدون أو يسمعون أو يقرأون وإلا لأصبحت مجتمعاتنا مجتمعات الخيال والأسطورة لأن الكاتب العربي منذ القدم خصب الخيال ومتجدد ولكن نحن أمام اشكالية أن القارئ العربي يقرأ ما يستهويه فقط ثم يخرج مما قرأ بإحساس ترفيهي يزول سريعا ولا يعدو الأمر بالنسبة لكثيرين سوى أن القراءة ليست سوى استعراض شكلي فى جلسات اجتماعية دون أن تغير فى واقعهم وبعد انتهاء الجلسة/الندوة نبدأ فى النمنمة وشغل الوقت بالسخرية من الأخرين والحقيقة لو سخرنا من أنفسنا وعملنا على تغييرها لتغير واقعنا ولطالما كتبت أننا مرضى نفسيا واجتماعيا وطالبت بدور لعلماء النفس والإجتماع لكن لا حياة لمن تنادى وما أنت بمسمع الصم ودائما ما نولى الأدبار عند الحقيقة أو المسئولية.
ماذا يعني هذا الكلام؟
القصد من هذه الأمثلة هو التوضيح أننا نرى العالم طبقا لبرمجتنا السابقة فقط ..
لا كما يجب أن نراه .. نحن لا نرى الحقيقة إلا من خلال تجاربنا نحن !!

أختلف معك
حين نختلف مع شخص ما في الرأي ، يتمسك كلٌّ منا برأيه الذي كوَّنته خبراته و تجاربه السابقة ..
حاول أن ترى الصورة الحقيقية .. ليس كل ما تراه هو بالضرورة صحيح...! لأنَّ ما تراه هو ما تمَّت برمجة عقلك عليه ...
أعد التفكير في كل ما تراه صحيحا بالنسبة لك..
اقبل النقاش و أعد النظر في أفكار من يختلفون معك...
إنهم – فقط – لم تكن لهم تجاربك السابقة التي تؤهلهم كي يفكروا مثلما تفكر ...
لماذا لا تتقبل فكرة أنهم ربما يكونون على شيء من الصواب؟
حاول أن تتفهم وجهة نظر الآخرين ولا تتمسك برأيك دائماً لمجرَّد أنَّه رأيك..
أعد النظر في برمجتك السابقة ولا تفترض دائما أنَّ كل ما تراه صوابا
الفيل و العُـميان.
هل سمعت هذه القصة من قبل؟
يُحكى أن ثلاثةً من العُميان دخلوا في غرفة بها فيل..
وطـُـلِـبَ منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه ....
بدأوا في تحسُّس الفيل وخرج كلٌّ منهم ليبدأ في الوصف:
قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض!
قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما!
و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة!
وحين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار ..
وتمسّك كلٌّ منهم برأيه وراحوا يتجادلون ويتِّهم كلٌّ منهم الآخر بأنّه كاذب ومُدَّعٍ!
بالتأكيد أنّك لاحظت أنَّ الأول أمسك بأرجل الفيل والثاني بخرطومه ، والثالث بذيله ..
كلٌّ منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه السابقة ..
لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين؟
من منهم على خطأ؟
في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب؟
بالتاكيد لا .. أليس كذلك؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه ..
فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!!
قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر!
إن لم تكن معنا فأنت ضدنا!
لأنهم لا يستوعبون فكرة أنَّ رأينا صحيحا لمجرد أنه رأينا!
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس
لأن كل منهم يرى ما لا تراه ..
فرأيهم قد يكون صحيحا أو قد يكون مفيدا لك
....................
أكثرنا بلا أهداف وبلا تعقل وبلا وفاء

خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

الأخلاق ثوابت على مر العصور

"فكر فيما يقال لك،ولا تستسلم للجهل ولا تعفى نفسك وتستسهل بل يجب أن تكون معايير القياس لديك صحيحة"
الأولون كانت أخلاقهم أفضل ونفوسهم أقوى وهذا ما جعل الكثير من رجال الأديان يجمدون التفاسير عند "الأولون" لشعورهم بأنهم كانوا أمناء على الدين ولا يجب أن تخرج التفسيرات عما حددوه.
هنا وقع خطأ جسيم لأن الخروج عن التفسير ليس إنتقاص من قدر الذين سبقونا بل علينا أن ندرك بشريتهم وأن نستخدم القياس الصحيح فى زماننا لأنهم لم يدرسوا كيمياء أو فيزياء أو جيولوجيا أو غيرها من العلوم التي استحدثت.
"الأولون أهل أخلاق" لأنهم هم من سيضعون اللبنة (الأخلاق)التي أرستها الأديان لتعمل بشكل متوازي مع العلم لذلك كانت الأديان قبل الثورة الصناعية حتى لا تختل موازين البشر فيطغى عليهم الثقة بالعلم ويغرقون فى المادية ويفقدون الأخلاق وينسون أن الأخلاق مراد إلهي بين كافة البشر.
                 "وإنك لعلى خلق عظيم" الآية.
مع الثورة الصناعية علينا أن ندرك أن كلمة الله العظيم فى القرآن الكريم لابد أن نتطور نحن لنصل إلى معانيها وهى أكبر من أن تفسر تفسيرا واحدا وسبب خيبتنا هي تجميد الدين فلم نجد من يقدم نظرية إقتصادية حقيقية تغير من الواقع وهى موجودة بكل تأكيد ولكن من يسمح لها بالخروج من النور والظلاميون يتربصون لكل من يريد أن يفكر بشكل جديد.
أين هي النظريات العلمية التي تتماشى مع القرن الحالى؟؟؟
"ويتفكرون فى خلق السموات والأرض،ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك" الآية.
"والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم" "لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون"
           "ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر"
هذا قليل من كثير لا يحصى وهل كل هذه الآيات لنختصر الدين فى شكل أو مظهر أو تفسير واحد؟؟؟؟
إن الله عز وجل أعظم من تختزل كلماته على معنى واحد بل إن الكثير من الآيات تستخدم أسلوب الرمز وهذا يتطلب البحث بمنظور متجدد ورؤى متعددة.
فما معنى التفكر والتدبر والتأمل والتعقل والنظر فى القرآن وكيف يخشى العلماء ربهم؟؟؟؟
كنتم خير أمة أخرجت للناس تعنى أن تأخذ بيد الناس بما فيهم الكافر والملحد وأن تتكامل معهم وأن لا تميز نفسك مثل بنى إسرائيل الذين ميزوا أنفسهم فكان نتاج ذلك عنصرية يستحلون بها أي شيئ بما فيها أرواح البشر من أجل تحقيق أهدافهم
إن فقدان الأخلاق فى المجتمعات نتيجة الجهل وعوامل الفقر والتعليم والإستعمار والإستحمار والإستهداف والحقد والحسد والتعصب هو ما أفقدنا الرؤية الرشيدة كـ "مسلمون" لأن القرآن كتاب معجز بكل حرف فيه وكل أية لها حساب متقن
         " كتاب أحكمت آياته" "ما فرطنا فى الكتاب من شيئ"
 و لنلتفت إلى قول الله عز وجل:
  "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"
ولم يقل جميعكم وهذه الأمة ليست هي فقط الناجية والفائزة برضوان الله بل أيضا هناك صناع الحياة ويجب أن يكونوا كثرة،هم من استخلفهم الله لتغيير واقع الأرض لواقع أفضل من حيث إعمار الأرض وتجميلها وجعلها بيئة تتناسب مع عطاء الله للبشر الذين كرمهم وحملهم فى البر والبحر.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
                           "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
ولم يقل أنه آتى بأخلاق جديدة وسيستبدلها.
إن حقيقة الأديان هي الخلق فى التعامل مع من خلقك وفى التعامل مع كافة البشر والأجناس الأخرى وما إقامة الحدود إلا على الذين لا يقيمون الوزن للأخلاق فيقتلون وينتهكون الأعراض والحرمات ويسلبون الناس أفكارهم.
أدعو الناس أن يعطوا لخيالهم الأفق الواسع فى استقبال كلمة الله ولا يكونوا مرددين باحثون عن الحسنات بعدد الحروف وهم فى سكرتهم دون وعى للمقاصد.
إفتح عقلك واستمتع بحياتك طالما تدرك معنى الخلق واعلم أنك مسئول ولا تنصاع لمن ظلم نفسه وعقله وهو لا يعي أنه يريد ظلمك ويريد أن يحبسك ظنا منه أنه على مراد الله وأنه نال التوكيل من الله بأن يكون نبيا على الأرض وهو ليس كذلك.
الأخلاق مسئوليتنا جميعا والذين يقومون على الدين كان من الأولى بهم أن لا يتقاضوا أجرا عن الدعوة إلى الله

         "قل لا أسئلكم عليه أجرا إن أجرى إلا على الله"
بل يجب أن يكون لهم أعمال دنيوية فى صناعة الحياة متفوقون فيها بجوار هذه الأعمال التي أجرها على الله
فالأنبياء كانوا يأكلون من عمل يدهم
أما التخصص فهو فى البحوث والمقارنات ودراسة السلوك والمناهج فهؤلاء يحصلون على أجر نظير ذلك لأنه يستدعى التفرغ وهو لفئة العلماء التي تخصصت فى دراسة كيفية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهذا يتطلب علماء نفس واجتماع وغيرها بما يحقق مقاصد الأخلاق.
أما علماء الحياة فوجودهم حكمة إلهية فعلى أيديهم تفتح مجالات إقتصادية وعلمية واستكشافية واستشفائية وتطويرية وهم أكثر البشر جدية وأكثرهم أخلاقا ويقولون ما يفعلون وأعمالهم لا تتطلب نفاق بل بحوث مبنية على قواعد علمية لا يمكن الغش فيها.
لا قدسية لبشر فإذا ارتبط عملك بالأخلاق التي هي مراد الله فليس لأحد عليك من سلطان المسلم من سلم الناس والمسلمون من لسانه ويده.
قوة الإسلام العظيمة فى الأخلاق نقلت أمة عربية ليس لها وزن وأمة كانت تقتل الطفلة الأنثى بطريقة لا تعرف الرحمة حيث كانت تدفن فى التراب وهى حية مليئة بالروح فجاء الخلق القرآني ومنع ذلك وأعاد تأهيل الناس خلقيا
                 "وإذا الموؤدة سئلت بآي ذنب قتلت"
 أثبت الإختيار الإلهي لتجربة الأخلاق فى التغيير أنها تصنع من بشر دمويون إلى أسوياء وهذا يشبه لحد كبير أن تجربة فيتامين جديد تم اكتشافه تريد أن ترى أثر قوته فتقوم باختيار ناس ضعفاء ليظهر أثره عليهم أما إذا اخترت بطل العالم فى كمال الأجسام فلن يظهر أثر هذا الفيتامين عليه والمقصد هنا رفعت أخلاق الإسلامة أمة من لا شيئ إلى القمة ولو تنازلت عن الأخلاق فستعود من حيث بدأت.
"الأخلاق صميم الدين والسلوك هو غلاف الدين والعمل هو روح الدين
  إن الأجناس التي بلا أخلاق هي وحوش مفترسة
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

عصر المرأة

فى النصف الثاني من القرن الأخير إرتفعت أسهم المرأة بحيث أصبحت مشاركة للرجل فى العديد من الأعمال والقطاعات المختلفة،وبدأ بروز تأثير المرأة على الحكام فى الوطن العربي كبيرا حيث بدأت تتدخل فى السياسات وتعيين الوزراء،كما بدأت فى المشاركة العسكرية بحيث إقتحمت المجال العسكري أيضا،والتاريخ يذكر دائما سعى المرأة الحثيث لتملك القيادة من الرجل المنغمس فى الشهوات الجسدية والسلطوية والنفسية وجمع الأموال.
يمكننا التأكيد أن هذا العصر والعصر القادم هو عصر المرأة وعصر تملكها القيادة من الذكر،وذلك سيحدث تدريجيا ومنهجيا،وفى وقت سريع وهذا واقع ليس على سبيل الدعابة بل حقيقة مؤكدة.
من هنا نطالب المرأة عندما تتملك القيادة أن تثبت جدارتها بالقيادة بعد أن أثبتت مهارتها فى الوصول لأهدافها وهنا يجب أن نذكر الحقائق التالية أن عصر الرجل قد ولى،وأن الرجل إنخفض مستوى طموحه بداية بالتعليم لنجد أن أكثر من يحصلون على الدرجات العليا فى كافة الكليات من الجنس الناعم،وأكثر من يضيعون الفرص هم الرجال،وأكثر من يقرأون هم من الإناث،كما أنه إنخفض مستوى خشونة الرجل وارتفعت خشونة المرأة وعلينا بمتابعة حالات أسباب الطلاق فى كافة الأقطار العربية وكذا جرائم القتل والعنف الزوجي.
ربما ارتفاع معدل الرفاهية كان له الأثر فى إنخفاض خشونة الرجال فأصابهم الفيروس الناعم، فى نفس التوقيت ذكاء المرأة الثعلبي التي وجدت الفرصة سانحة تحت غفلة الرجل الذى تم القضاء على شخصيته بفعل رجال السياسة ووزراء الزراعة و الصحة الذين جلبوا له الضغط النفسي والأدوية المسكنة والمأكولات المكتظة بالهرمونات التي أتوقع أن تكون صنعت بمصانع نسائية.
ولأنه لا زال والحمد لله لدى بصيص من الرجولة أقاوم به الغزاة فإن ذلك يستلزم الحذر بحيث أن لا تغفل عيني مساء خوفا من إسقاط النظام وأن أبتعد عن الأطباء خاصة النسوة منهن وأن أتحرك داخل أماكن لا يعرفني فيها أحد.ولست أجد طريقة أستنهض بها الرجال سوى الذهاب إلى ميدان التحرير لكن الكارثة أنني لن أستطيع الحصول على مليونية لأن الرجال عبر التاريخ لا يعدون بالملايين بل دائما ما هم قلة وعلينا أن نعترف أن كل مسئول لم يفعل ما كان يجب أن يفعله لم يكن سوى ذكر،وكذلك كل حاكم حكمته إمرأة فهو عار على الذكور.
قد تصادفك أحيانا إمرأة نبيلة تساوى مائة رجل فتتحسر على واقع حكمه ذكور من حيث الشكل وفى هو فى ثوب أنثوي.
من هنا تحيا المرأة التي تصنع الرجال ولتسقط كل إمرأة صنعت ذكر ليس برجل.
أتعجب من كون أسماء كافة الدول أنثوية والدولة الوحيدة التي خرجت عن هذا النطاق الإسمي تم تقسيمها فسميت بـ "جزر القمر" جزاء لها على أنها لا تمتلك إسما مؤنثا.
تذكروا جيدا عصر المرأة قادم أكثر قوة ولن يستعيد الرجال عرشهم طالما أن العلم يقدم لنا تكنولوجيا مضافة تزيد من أوقات الفراغ،وقريبا سينتهى عصر الرجل الذى يموت قهرا عندما يحتمى بإمرأة.
القراء الأعزاء أحيانا نحتاج لنفكر بآلية جديدة وعشوائية لا تعتمد على النظام المعتاد فى التفكير لكي نبتسم ولكي نفكر دون إجهاد زائد.
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.
خالد ابراهيم أبو العيمة...مدونة سور الأزبكية

الاثنين، 8 أغسطس 2011

الكاتب الأيديولوجى والقارئ الأيديولوجى

 يخطئ الكاتب الذى يتبنى أيديولوجية بعينها لأنه بهذه الطريقة يغلق على نفسه أبواب الفكر،ويضع نفسه فى تصنيف ظلم به نفسه لأن التجارب أثبتت أن الأحزاب والجماعات تغير جلدها وتنقلب على أفكارها تبعا لمصالحها،فمثلا الكاتب الذى ينتمى للتيار العلماني او الليبرالي او اليميني أو اليساري أو الإسلامي أو المسيحي أو غيره من كافة التيارات الفكرية هو كاتب مع تقديري لم يعمل على تقدير موهبته واحترام قلمه لأن غالبية التيارات قائمة على المصلحة أما الكاتب الحقيقي فهو موهوب ومعلم وصاحب نبوءة ولا يصح إختزاله بل يجب أن يستفاد منه على كافة الأصعدة بما يحقق مصلحة الوطن لأن الكاتب عادة إنسان يقرأ الأحداث بطريقة مختلفة عن غيره ويقدم رؤية مستقبلية صحيحة لأنه يقوم على تشخيص الواقع بشكل سليم بعيدا عن المصالح وعن الأيديولوجيات.لذا أرفض أن يضع الكاتب الموهوب نفسه تحت أي تصنيف وعلى القارئ ان يبتعد عن تصنيف الكاتب لأنه يظلم الكاتب ويضعه فى الإطار الضيق.الكثير منا يفتقد القراءة المحايدة والتي يستنبط منها ما يصلح ويستبعد منها دون غضاضة ما يخالف دوافعه لذلك أكثرنا يحرص على غلق أبواب التنوع الفكري مما يجعل الآراء متعصبة.
التعصب الفكري ناتج عن تبنى الأيديولوجيات الواحدة دون توسيع لدائرة الفكر والإطلاع على كافة الثقافات فذلك التعصب يزرع داخلنا شعور بالفوقية وعدم قبول الرأي الأخر.
صادفني كتاب مخلصون لأيديولوجياتهم ثم صدمهم تلون بعض الصفوة التي تقوم على هذا التيار وهذا يفقد الكاتب حماسته ويشعره بالمتلون فيضطر بعض الكتاب إلى أن يلبس عباءة التلون فتضيع أهداف الكتابة وتضيع الموهبة.
بالطبع أتفهم أن البعض يتكسب من تبنى الأيديولوجيات لكن للحق التاريخ يقول أن أعظم الكتاب هم من عبروا عن مواهبهم.
إذا كنت كاتب حقيقي ذو شخصية وموهبة عبر عن نفسك وأكتب دون خوف من الإتهامات وعليك بتبني الحقيقة وعندما تخطئ لا تتردد فى تعديل خطأك دون أي شعور بالدونية.
إذا كنت قارئ حقيقي باحث عن الأفضل فاقرأ بحيادية ولا تكن قارئ أيديولوجى متعصب لأفكارك قبل أن تطلع على أفكار الأخرين وابتعد عن انفلوانزا التعصب.
.خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية.

الأحد، 7 أغسطس 2011

مع المرأة الإبتسامة تقتل الغضب



 المرأة هي عروس الحياة وهى طاووسها الجميل،وطبيعة المرأة شبابية أكثر من الرجل فهي دائما تميل إلى روح الدعابة والمرح وتكره الجدية المفرطة ولا تحب الرجل "الغلس" أو الجاد جدا الذى يقهر رغبتها فى الشعور بالحياة التي تعشقها لأن من أساسيات فكر المرأة الفرح والمتعة،لكنها فى نفس الوقت هي تفتقد الإنضباط حيث ترغب دائما فى الإنطلاق التعبيري والحركي معظم أوقات اليوم دون مراعاة لوقت الرجل الذى يمثل له عنصر الحياة من الكسب المادي لتوفير متطلبات البيت المعيشية ومصروفات الإنفاق التعليمي والصحي والترفيهي والنكد الإجتماعي والسياسي وغيرها.....

 الرجل تكوينه الجسدي أقوى من المرأة،ويستمر جسده فى التماسك أكثر منها لأن حياته مثقلة بالأعباء مما يستدعى أداء حركيا وعضليا يسبب المرونة المفصلية والقوة العضلية،ولكن تكوين المرأة الجميل يتطلب منها أن تتحرك بحذر للحفاظ على تكوينها من أي خربشات خاصة أن كثرة الإنجاب قد تنهكها،وحيث أن تكوينها هو ثروتها الحقيقية فهذا ينتزع منها وقتا أطول فى إغلاق مداخل عقلها عن جوانب كثيرة وتركيزها على ذاتها فقط

 إغلاق المرأة لعقلها يجعلها لا تشعر بمراحل التطور فى طريقة التعبير الشكلي والحركي الترفيهي والإنفعالي والفكرى،ولأنها لم تدرس الحياة جيدا ولم تقرأ كثيرا فى حياتها فهي تظل محتفظة بأفكار الماضي فى طرق التعبير مما يشوه جمالها ويعيق محاولة تصدير الكار يزما للمخلوق الذكرى الذى يرى تعبيراتها القديمة الغير متسقة أحيانا مع عمرها قد يراها فى فتاة شابة تجيد التعبير المناسب مع عمرها لذلك يفكر فى الزواج بأخرى أو يحلم بذلك

 الرجل يحب المرأة التي تقنعه بما تقدم من مفاتن أو كلمات أو أفعال ويحب المرأة التي تضحى والتي تحسن اختيار التوقيت المعبر كما أنه يحب المرأة التي تقرأ فتعينه بل وتسبقه فى أفكاره ويسعده أنها تجيد التفكير ولو بطريقة أفضل منه ولكن بشرط أن تحرص على طاعته و أن لا تشعر بالتعالى عليه بل هي فرحة بما تعبر به عن داخلها وخارجها الجميل وما أجمل المرأة التى تتقبل صدود الرجل أحيانا بقناعة أنه لا يصدها كراهية بل لأن داخله متشبع والحكمة تتطلب تغييرا عليها أن تبحث عنه بذكاء،كما أن الرجل يكره الصوت العالي الذى يفقد المرأة أنوثتها.

 المرأة تحب الرجل المدهش الذى فاجأها بما لا تتوقع وتشعر بتقديره لما تقدمه وقبوله لتعبيرها دون أن يشعرها بنقص فيما قدمته،وتحب الرجل القوى الشخصية الذى يستوقفها فى الوقت المناسب فتشعر أنه اتخذ القرار السليم فى التوقيت السليم،وهى تحب الرجل الذى لا يستسلم بسهولة،وتحب الرجل الذى يقنع الأخرين فتشعر أنه قائد وليس منقاد،والمرأة تفرح جدا عندما يقول الرجل لها لا عندما يكون هو على حق وعندما يقول لها نعم عندما تكون هي على حق.

 ما سبق هو محاولة لتشخيص واقع يمكن تغييره بشرط أن تكون المسئولية على الطرفين ولدينا مثل يقول: أن الورد مهما يذبل يظل عبيره فيه.
الأجمل أن المرأة لا تذبل بشرط أن تدرك لكل مرحلة جمالها وأن مفاتنها ليست مجرد مرحلة.
دع شفاهك تبتسم من دون تعميم
  • لدى المرأة جاذبية حافظة الرجل أكثر قوة من جاذبية الكرة الأرضية

  • تقطع المرأة لسان الرجل ثم تطلب منه أن يعبر عن جاذبيتها
  • الأغبياء هم أسعد الذكور،والغبيات هن قاتلات الرجال
  • تدافع المرأة عن أخطائها بالهجوم
  • تشتكى المرأة غياب الرجل الذى ملت تواجده
  • تشعر المرأة بعد موت الرجل أنها كانت متزوجة جملا
  • الزوجة الأرملة حزينة جدا على فقد (المرحوم) خادمها
  • الرجل الأرمل تقتله الدهشة
  • المطلقة مرض مزمن
  • الرجل الأعزب الوحيد الذى يشعر بأنه رجل
  • مراحل تطور المرأة:طفلة بريئة..فتاة رائعة..إمرأة متحولة.. ؟؟؟؟؟
  • مراحل تطور الرجل:طفل برئ..شاب حالم..رجل غريق..؟؟؟؟؟
  • من الإنصاف أن نقول أن المرأة جميلة ومن غير الإنصاف أن نقول أن الرجل هو من قبحها
  • يسيطر على الرجل حلم العثور على السعادة فى هدوء
  • يسيطر على المرأة إنتظار طلب الرجل حق اللجوء

  • مع المرأة مهما كنت جاد ابتسم
    -------------
    خالد ابراهيم أبو العيمة..مدونة سور الأزبكية
    http://khaled-ibrahim.blogspot.com

    الخميس، 4 أغسطس 2011

    من وحى المحاكمة الطاعة بالحب أفضل من الطاعة بالخوف

    (ما لم يعجبني فى محاكمة مبارك)
    محاكمة مبارك هي تغيير فى ثقافات تم توارثها لقرون عديدة بأن الحاكم ملهم ولا يخطئ والحاكم هو ولى النعمة ولا يجوز الخروج عليه ولا يمكن تخيل مجرد فكرة النيل منه،ولقد كانت محاكمة مبارك درسا قاسيا على كافة الحكام العرب،وأثبتت بالفعل أن مصر كبيرة بشعبها وأن الثورة نجحت بالفعل وأنها رسمت رؤية جديدة للحساب مهما كبر أو صغر موقع أي مسئول وأن العجلة لن تعود للوراء.
    لكن الملاحظ فى المحاكمة شيئ محزن تحدثت عنه كثيرا وهو فى العقلية الأمنية للقائمين على حماية المتهمين من مبارك ومرورا بالعادلي وكافة المسئولين حيث لوحظ أن ضباط الشرطة يتعاملون مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بإحترام شديد يتجاوز حدود المعقول فى التعامل مع متهم ومسجون وبالطبع هذا يرجع للأسباب التالية:-
    1-أن كبار المسئولين فى القطاع الشرطي او الأمني: الثورة نزعت منهم صلاحياتهم الإلهية (وسبحان الله الذى يملك كل شيئ ولا يظلم عبيده)التي كانوا عليها حيث كانوا ملوكا متوجة على رقاب العباد فكيف يتساوى رجل الشرطة مع الرجل العادي فى المحاكمة.
    2-الوزير السابق هو من كان يتستر/يخفى جرائمهم تجاه من يريدون البطش به.
    3-الإمتيازات المادية التي سيحرمون منها نتيجة سيادة القانون التي ستسود حيث سيمنع الجباية من قطاعات المرور وأقسام الشرطة وغيرها من مواقع التعامل مع الجمهور الذى لن يقبل بتقديم رشاوى أو جباية لأنه سيحتمى بالقانون.
    من هنا فثقافة رجل الأمن يجب أن تتغير وأن تسود قوة القانون لن ثقافة رجل الأمن هي أخذ كل شيئ بالقوة وفرض الواقع بالقوة والحقيقة لابد وأن يدرك الجميع أن القانون العادل هو الذى سينقل الشعب من الطاعة بالخوف إلى الطاعة بالحب لأن الخوف سقط من القلوب.
    إحترام رجل الشرطة واجب وكذلك احترام الشعب قانوني ومنطقي ولكن من غير المنطقي أن تنحاز كل طبقة عمل أو مهنة إلى نفسها على حساب المهن المجتمعية الأخرى.
    الشعور بالتساوي مع البشر هو قيمة نفسية وفطرية تستحق بها الإحترام لأنك لم تشارك فى قهر إنسان مثلك
    إن أشد قوى الدفع الإنتقامية هي الشعور بالدونية وأشد قوى التعصب هي الشعور بالعلو
    كارثة مجتمعاتنا أنها لا تقبل بالنقد الذى يغير من دوافع النفس مع أن تخلصك من عادتك المصلحية وإستعادتك لإنسانيتك هي قمة الجمال
    جرب أن تستبدل الكراهية بالحب بصدق وانظر للفارق ولا تعتقد أنه هبة منك على إنسان مثلك بل هو استحقاق متبادل.
    لا تتمسك بالماضى الخاطئ لأنه لن يفيدك
    المحاكمة أثبتت أن بعض الحكام أضاعوا على أنفسهم المحبة بالإختيار بدلا من الخوف
    خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
    http://khaled-ibrahim.blogspot.com