الأحد، 10 يوليو 2011

مجتمعات تكره نفسها

من دون تجمل وبصراحة شديدة واعترافات مؤلمة نتيجة تشخيص وتحليل للأحداث والعلاقات الإنسانية داخل الدول العربية،جميعها،صدمتنى الحقيقة أنها شعوب تكره بعضها،داخل الدولة الواحدة وليس خارجها.
تضخيم الذات،التحاسد،البغضاء،التمييز الطبقى،السخرية من الأخر،العنصرية،العنجهية،الإنتهازية،النفاق الطبعى والإحترافى والمنهجى..كلها أمراض موجودة بكثرة داخل مجتمعاتنا على اختلاف أسمائها وطبيعتها.
هذه الأمراض التى لم تترك مجتمعا عربيا واحدا نستطيع أن ندعى أنه مجتمع النقاء،بل أن الأخلاق أصبحت سلوكاً فرديا لا مجتمعيا.
أعاد لى الثقة أننا قد نتغير نتيجة الأحداث الثورية العظيمة التى يمر بها عالمنا العربى وهى فى حقيقة الأمر ترتيب إلهى بقدوم رياح تغيير عاصفة لمواريث ظلت راكدة فى عقولنا وثقافتنا لفترات زمنية طويلة عبد فيها الإنسان نفسه والسلطة والمال وهى مقدمات لأحداث عظيمة سيتغير فيها واقع الأرض ولا ندرى أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا.
وجدت الثوار بميدان التحرير بمصر أثناء الثورة تربطهم علاقات المودة واقتسام الأطعمة والمشروبات والخوف على بعضهم البعض ووجدت فى الجبهة الداخلية اللجان الشعبية فيها الناس جميعا يتعارفون على بعضهم البعض ويحرسون بعضهم ويتعاونون فيما بينهم فلا كبير ولا صغير،هنا أدركت أننا قد نتغير طالما أن التجربة أثبتت ذلك،هنا أعيدت لى ثقتى الضائعة والتائهة فى أن الشعب المصرى شعب يستطيع أن يستعيد نفسه.
أيضا كافة المجتمعات العربية اختلفت،فشخصية المواطن اليمنى بعد الثورة اختلفت عن قبل الثورة وكذلك شخصية المواطن الليبى وشخصية المواطن السورى والجزائرى والخليجى غيرها من المجتمعات التى تراود نفسها ثورياً،وأضف على ذلك المجتمعات العالمية التى تراقب الأحداث وتعيد ترتيب أجندتها.
بل أن الشعوب العربية كافة بدأت تراجع ملفها الإنسانى والإجتماعى وهذه بشرى لتغيير جذرى لكنه سيأخذ وقتاً(ربما) وربما لن يعطينا الله الفرصة إذا لم نتعجل التغيير.
قبل الثورات العربية كنا نعبد ألهة من دون الله على كافة المستويات {الحكام والأموال وأصحاب القداسة}وغيرها ..والأن نراجع أنفسنا ونتخلى عن ألهتنا من دون الله.
القادم أصعب،القادم مخيف....ولن ننتصر سوى بالحب فيما بيننا.
ما ندفعه الأن هو ثمن الصمت الطويل وثمن كراهيتنا لبعضنا البعض وعبادتنا لأوثان نحن من صنعناها وربما من يدفعون الثمن هم المؤمنون حقا وهم أخر ما تبقى من سلالة البشر،ولنتذكر أن صورتنا الواقعية كانت غياب المنطق.
-لا ندرى أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

إن اللحظة التاريخية الراهنة هي لحظة هامة جدا فى مصير الأمة العربية
فحين تغلق الحياة كل أبوابها ، سيكون السبيل الوحيد أمام الجميع هو التغيير،
ونحن أمام تحول كبير وهائل بانتقال الأنظمة العربية إلى الديمقراطية الحقيقية
إلى العصر العربي الجديد .
فأتمنى أن نتواحد ونترابط فيما بيننا داخليا وخارجيا .
تحياتى استاذ خالد
د- وائل عبد العظيم .

فاطمه ابراهيم عمر يقول...

الصديق العزيز أ/خالد ابراهيم
صدقت تماما فى قولك اننا ندفع فاتورة صمتنا الطويل..لان بعض الامراض تستدعى البتر فإن تأخرنا زاد حجم الجزء المبتور..فإن تأخرنا لم يعد يصلح البتر علاج لان الداء استشرى وفسد الجسد كله ،فلابد من التحرك السريع تجاه علاج كافة سلبياتنا..وقد أعطانا الله الدستور الابدى الذى يصلح جميع امورنا الفاسده..الا وهو كتاب الله وسنة رسوله الكريم التى لم تترك لنا امرا إلا واشارت الى اصلاح اعوجاجه.واوضحت لنا ايضا ان الانضمام الى الجماعه فيه صلاح امر الامه كلها.

غير معرف يقول...

أستاذي الكريم
الشعوب العربية تدفع فاتورة عصور الظلمة الطويلة التي عاشتها بسبب الجهل والانسلاخ عن الثقافة والقيم
سنعود لتاريخنا المشرق بعد نفض عفونة التخلف والسبات الطويل
تقبل تحياتي
نبيلة حمد