الخميس، 9 يونيو 2011

طبقية الحكم وافتقاد المنطق


الأغنياء وأصحاب المراكز الهامة لديهم شعور غريزى بالخوف على ممتلكاتهم وسلطاتهم لأن الإنسان بطبعة يحب المال والسلطة لكن وجود عقل حكيم مكتسب من خلال إطار الفكر و إطار االأسرة وإطار التعليم وإطار التدريب وإطار المعتقد الدينى وإطار المنطق كل هذه العوامل تدفع الإنسان إلى المنطقية فى القبول بالمناسب من أجل تغيير الواقع وبناء مستقبل أفضل،وهنا المنطقية تقول أن المتفوق يستحق أن يأخذ مكانه دون النظر إلى نوعه أو معتقده أو بلده أو عائلته أو ممتلكاته.
المنطق هو أن يتولى القيادة المتفوق فى مجاله وليس بالميراث لأن توارث السلطة يقضى على المواهب ولن تقوم قائمة مجتمع يقتل المواهب بسبب توارث السلطة على أى مستوى وعدم إسناد الأمر لمن يستحق.
الدول العربية تعيش على مصادر الدخل الطبيعية كالبترول لكنها قبل البترول كانت دول مثال للفقر والبدائية وهذا إن ظل الحال على ذلك ففى حال نضوب البترول سيتحول واقع الدول النفطية إلى واقع كارثى لأنها لم تسند الأمور فى إدارة الثروات الطبيعية إلى مواهب تم صقلها وتأهيلها لتصنع أهداف قومية لبلادها ولتفتح مجالات جديدة بما وهبها الله من عقول ذكية وبما تنتظره منهم مجتمعاتهم التى تحرص على تكريمهم التكريم اللائق لأنهم صناع الحياة.
آن الأوان أن يستمع الحكام لصوت العقل وأن يجعلوا المنطق هو السائد لأن حكمك سيحميه المنطق وأبناؤك سيحميهم المنطق والتاريخ سيذكرك بالمنطق،وآن الأوان لأن تكون منطقية الأشياء لديك أنك لست أنت وحدك الأفضل وأن قواعد الحياة هى التغيير فاجعلها منطقيا عندها ستجد أن البطولة فى اتخاذ القرار المنطقى.
الناس تبحث دائما عن بطل ولن يكون هناك بطل إلا إذا كان صاحب منطق وقرارات منطقية تغير من واقعهم للأفضل فيضعونه ملكاً متوجاً وحالة إستثنائية وجب دراستها والإقتداء بها وسيظل التاريخ رافعاً راية الإحترام لأنه كان منطقهم أن الحياة ميدان لإظهار القدرات المدفونة داخلنا واتخذوا القرار المناسب لهم ولمن حولهم لبناء واقع ومستقبل أفضل.
المنطق يدعونا لتوريث أبنائنا المنطق وليس السلطة والمال ولكى نحميهم من أنفسهم أولاً لابد من المنطق ولكى نحميهم ممن حولهم لابد من المنطق.
المنطق أيضاً يقول أن إرادة الشعوب لا يمكن كسرها،ولو فكر الحكام العرب بالمنطق لأعلنوها صراحة كفانا غياب للمنطق وسنسلم الراية للشعب والشعب سيختار بالمنطق من يقود
المنطق ينزع الغل من القلوب ويصنع الأحلام المستحيلة ويعطينا القدرة على التفريق بين الحق والباطل وبين من يستحق ومن لا يستحق.
الثورات تقوم لغياب المنطق ولوضع منطق جديد يتماشى مع المتطلبات واختيار الشعوب للتغيير منطقى وتمسك أصحاب السلطة إلى حد قتل الشعوب غير منطقى لأن الزمن والتاريخ والحقيقة والعدل ضد اللامنطقية وستنتصر إرادة الشعوب
"ثورة مصر" المنطق فيها يتطلب رجال أكفاء لقيادة مصر فهل يتخلص الشعب من مخلفات الفكر ويختار من يصلح للمهمة دون النظر لإعتبارات ليست منطقية وهل يقبل أصحاب السلطة والمال بأن يقود السفينة رجال رصيدهم عقولهم وليس ميراثهم
هل يتغير الخطاب الإعلامى بمنطقية داعياً لعودة المنطق لكل نواحى الحياة بعيداً عن الإثارة التى تغيب الحقيقة
هل تعود المؤسسات العسكرية فى دول لا زالت تقهر شعب لرغبته فى التغيير وتصبح مؤسسات وطنية
المنطق يقول المستقبل يصنع الأن ومن أراد حياة كريمة بعيدة عن جشع النفوس وقذارة الطمع وقصر النظر وسوداوية القلوب عليه أن يفكر بالمنطق ويقبل بالمنطق عندها سيتغير الواقع والمستقبل لصالح الجميع.
جميعنا فى حاجة إلى تفعيل المنطقية فى كافة نواحى الحياة كل فى مجاله وأول شعور منطقى هو أنك لست وحدك الأفضل وعندما يختارك غيرك لقيادة ما فتأكد أيضاً أن من بين من إختاروك من هم مثلك أو أكثر منك قدرة فكن على قدر المسئولية وقبل أن يخلعك غيرك بالقوة كن بكرامتك أكثر قوة لتذهب وأنت أكثر جمالا.ً
المنطق مثالية والمثالية ليست كلمات بل أفعال،والمنطق هو قمة الكرامة لكل إنسان،فجميعنا يعشق البطل الحقيقى فهل نجعل نور المنطق بلبل يغرد فى أذان الباحثون عن الخلود.
المنطق مسئوليتك وغيابه يعنى أن من حولك يرغبون من بعد صبر طويل فى الثورة للتخلص من قهرك يا ظالماً لنفسك ولهم ولمعنى الحياة الحقيقى.
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: