الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

قسوة الأغنياء على الفقراء


سؤال يتبادر إلى الذهن كيف نقضى على الفقر فى بلادنا وبالطبع هذا السؤال يسأله الفقراء وليس الأغنياء لأن الأغنياء يسألون كيف يقضون على الفقراء فى بلادهم؟

على الرغم من الإمكانيات الإقتصادية الجبارة لدى بلادنا إلا أن الواقع الصحى والغذائى سيئ للغاية فلا طعام خالى من المواد الغير طبيعية (الهرمونات) أو من المواد المسرطنة التى تهدف للقضاء على الشعوب العربية كما لا يوجد أيضا الرعاية الصحية السليمة لوجود طبقية وهذا لأن الأدوية أيضا درجات مثلما أن الناس درجات فالطبقية لدى شعوبنا تتنوع بشريا وصحيا وغذائيا وتعليما وا............. الخ

لست أرى سخرية أكثر من أن ينفق الأغنياء الملايين على لاعبين الكرة وإلهاء البسطاء بأنها هى مصدر سعادتهم وأنها تعبير عن قوة وتقدم بلدهم ووضع سياج يمنعهم من رؤية واقعهم المعيشى السيئ حيث لدينا فقراء فى حاجة ماسة الى مصانع يعملون بها ومستشفيات ذات اداء صحى مميز لرعايتهم وتعليم هادف لبناء المستقبل لأبناء البلد جميعا وغذاء نظيف خال من الأمراض

نحن فى حاجة إلى شوارع سليمة لا يوجد بها مطبات صناعية وهوائية وحفر يقع فيها الأطفال وكبار السن ولست أدرى هل الأغنياء لا يمرون من هذه الشوارع إطلاقا وهل فكر فيهم واحد بإصلاح عيوب الطريق وإحتساب الأجر عند الله إلا أن العجيب أن البعض يسرق ثم يساهم فى بناء مسجد او كنيسة ظنا منه أنها ستطهره من ذنوبه بعد موته

علي اغنيائنا ان ينفقوا جزء من أموالهم على طرق الوقاية من الأمراض قبل حدوثها وليس على مستشفى للعلاج فقط فعلينا أن نمنع المرض قبل حدوثه ولو حدث لابد من وجود المكان المناسب للعلاج بمعنى لابد من منع مسببات السرطان وأمراض الكبد والكلى قبل وقوعها مثل رش النباتات بالمواد المسرطنة والتغذية الغير طبيعية للثمار والتلوث فى المياه والجو

على علماء الدين ان يوجهوا العقول إلى أن (اما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض) وتحديد الأولويات فى الإنفاق فهل ما ينفق على الكرة والمهرجانات والفن أهم فى الوقت الحالى من بناء المواطن والإستفادة منه فالإنسان هو الأهم على وجه الأرض بل إن بناء المصانع التى تغنى الفقراء وتسد حاجاتهم قد يكون أهم فى الوقت الحالى من بناء المساجد والكنائس التى لا تمتلئ سوى فى صلاة الجمعة وفى المناسبات وهذا والله ليس بعدا عن الدين ولكن لابد من إرساء مبدأ ان الزرع يجب أن يكون مفيدا فليس المسجد فقط الذى يدخلك الجنة لكن كل ما ينفع الناس والأرض كلها مسجد وليتنا نعمر ما هو موجود مع علمى ويقينى بأهمية دور العبادة قبل أن يكفرنى أحد أو يتهمنى بما لا أقصد

علينا أن نعترف بقسوة الفقر فى كثير من بلداننا العربية وهو فقر مصطنع صنعه الأغنياء حيث إستحوذوا على كل شيئ ولم يتركو للفقراء سوى الفتات بل يحسدونهم على الفتات فنحن نعيش بلا واقع سياسى محترم وبلا واقع صحى محترم وبلا واقع غذائى محترم وبلا واقع معيشى محترم وبلا واقع ثقافى محترم

على المثقفين تشخيص الواقع بصدق والعمل على عبور هذا النفق بتحريك العقول بشكل إيجابى

الكل مسئول عن واقعنا كبيرا وصغير وارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء

فهل يكون الأغنياء والحكومات منصفين وصانعين لواقع ومستقبل أفضل أم يخذلون بلادهم ويعيشون اللحظة حتى يأتيهم أمر الله ليلا اونهارا.

تقديرى

خالد ابراهيم......مدونة سور الأزبكية












هناك 9 تعليقات:

عصام فوزى يقول...

التجربة الديمناركية
عزيزى الاستاذ / خالد
بعد التحية ,,,
فى احدى حلقات المذيعة الامريكية الشهيرة اوبرا وينفرى سجلت حلقتها فى خمس مدن من العالم هى كوبنهاجن ودبى وريو دى جانيرو وطوكيو واستنبول
الشئ المذهل انها ذكرت احصائية تشير الى ان الدنماركيين هم اسعد شعوب العالم فتسائلت مع ضيوفها الدنماركيين عن السبب تبين ان السبب بسيط :
اولا : التعليم المجانى لكل مراحل التعليم بل وأن طالب التعليم الجامعى يحصل على راتب من الدولة (ولا داعى الى ان نقول انه تعليم حقيقى وليس مثل التهريج الذى لدينا فى مصر والذى يسمى تعليم مجانى).
ثانيا : رعاية صحية ممتازة وكاملة لكل افراد الشعب بدون تمييز .
ثالثا : ضرائب تصاعدية ترتفع مع ارتفاع الدخل لتصل الى 60 % مما يقلل الفوارق الطبقية ويجعل كل فرد يختار المهنة التى يحبها لا الاكثر ربحية .
سيدى لا يوجد فقر اموال الفقر الحقيقى هو فقر العقول والذى مع الاسف نعانى من أسوأ صوره .
تحياتى وتقديرى

Khaled Ibrahim يقول...

المبدع الأستاذ عصام فوزى
أشكرك على المتابعة وعلى تقديم تجربة تستحق المتابعة
هل يوجد من يشعر وينتمى ويبحث عن الغنى الحقيقى
لو ادرك القائمون على أمر الشعوب وكل الأغنياء ان صنع الواقع الإيجابى هم المستفيد الأكبر منه لكانوا اكثر عطاء
تقديرى ومحبتى وشكرى لجمال تواجدك على مدونتك سور الأزبكية

غير معرف يقول...

عزيزى وأستاذى أستاذ خالد
أولا كل سنة وإنت طيب
فلا أملك من الرد على موضوعك الرائع إلا ان اقول أنه يتعين على الشعوب أن تدرك أهمية السعى للحصول على حقوقهم وليس من قبيل المنة التى يمن بها الأغنياء أو الحكام أو ...
ولا يسعنى إلا أن أذكرك بالمثل الفرنسى القائل أن الناس ينالون ما يستحقون أو يستحقون ما ينالون
لا أدعو لثورةعسكرية ولكن لثورة فكرية تهدف للوصول إلى الوعى اللازم للتفكير والحركة تجاه الصالح العام للكل بصورة إجابية لكى يحصل كل فرد على حقه فى العيش بصورة كريمة كما يليق به كآدمى , فنحن نعى تماما بأننا عندنا كل القوانين التى تحمى كل الحقوق فياليتنا نفعل هذه القوانين وندعوا لتفعيلها بدلا من اللف والدوران حول هذه القوانين لتحييدها لصالح أصحاب المصالح

وأشكرك جدا على فتح هذه الملفات الساخنة والتى تثرى إهتماماتنا جميعا

دام لنا إبداعك المتميز
تحياتى

محمد هباش

محمد هباش يقول...

مدونة ملامح شرقية

غير معرف يقول...

استاذنا الغالى العزيز
تحية طيبة وكل سنة وانت طبيب
اليوم لن اقول لك لقد لمست الجرح
بل سأقول لك لقد لمست جيبى المجروح المصاب بداء السيولة المادية لايستطيع ان يحافظ على مالدية من مال لقلة حجم مايحملة من مال يسهل تسربة من خلال الجيب ( المخروم )
اللهم ارزقنا القناعة والرضا وبارك لنا فى جيبنا المخروم .
استاذى العزيز اليك الحقائق التالية :-
- نسبة الفقراء في البلاد تصل إلى ما يقرب من 55 في المائة من الشعب المصري قابلة للارتفاع، أي ما يزيد علي 35 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر علي الرغم من التصريحات الحكومية المطمئنة كالعادة بتراجع معدلات الفقر .
- مصر تحتل المركز 119 من بين 174 دولة في العالم .

يعتبرالنظام الوحيد الذي افلحت الحكومة بتحقيق العدالة فيه هو توزيع الفقر على المصريين بالتساوي حتى اصبحت القاهرة صورة للمتناقضات ما بين الثراء الفاحش الذى يعيش فيه قلة يمتلكون الفيلات الفاخرة فى الضواحى الجديدة، بينما يعيش نصف سكان القاهرة فى أحياء عشوائية فقيرة.

فالسبب الاكيد لزيادة نسبة الفقر فى مصر هو سياسات النظام الحاكم التى لا تعمل على مبدأ العدالة فى توزيع الثروات والخصخصة والدخول فى مشاريع كبيرة لاتحقق اى فائدة
أو تفشل فيما بعد ولا يحاسب عنها احد وكذا بطء معدلات النمو وسوء توزيع الناتج .


وأخشى سيدى ان يكون التراخي في تحقيق الإصلاح الاقتصادي ومعالجة الفساد والعمل على وجود برامج لمكافحة الفقر سوف يؤدي إلى كارثة فظيعة لايمكن مواجهتها فالفقراء لا يعانون الفقر المادي فقط وإنما يعانون مشكلات اجتماعية ونفسية .




ولعل من اهم بعض عناصر حل تلك المشكلة وتفادى وقوع كارثة :-
الانتماء والولاء الكامل للبلد وبالتالى للأمة العربية , التوسع في المشروعات الاقتصادية ,
توفير الخدمات الأساسية الاجتماعية مثل الصحة والتعليم , دعم الأنشطة المدرة للدخل خاصة بين الفئات الفقيرة و دعم مشروعات استصلاح الأراضي
بجد بجد فى مشروع جميل جدا اتمنى ان يتحقق وهو ((مشروع ممر التعمير) بالصحراء المصرية غربي نهر النيل حيث يقضي على تكدس المدن ونحر الارض الزراعية وغيرها من المشكلات التي تهدد مستقبل مصر .

استاذى الغالى خالد لك كل الامنيات بحياة سعيدة وعدم كبح وكبت افكارك

اخوك د. وائل عبد العظيم عبد الجواد

Khaled Ibrahim يقول...

المبدع المتميز جدا وصديقى الرائع جداالأستاذ محمد هباش
مجرد دخولك مدونتى هو إضافة لى فلك الشكر وموفور الإحترام والمودة
وأسعدنى جدا وجود مدونتك ملامح شرقية التى تؤكد هويتك وهو إسم جميل وانت شاطر كعادتك التى أثق جدا فى أنها ستكون مدونة جديرة بالزيارة من كافة الأعضاء فلك تهنئتى وتقديرى وشكرى
بالطبع مداخلتك إضافة قيمة وتستحق التأمل
أسمى أيات الشكر لتواجدك العطر
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

المبدع الطبيب الباحث المؤرخ ماشاء الله عليك صديقى الرائع د.وائل
أحييك والله على مداخلتك الرائعة وعلى البيانات الهامة ولست أدرى هل لا يقرأ المسئولين أم أن الناس هى التى لا تقرأ
وهل لو قرأ المسئولين يهتمون أم أنهم يعتبرون هذا الشعب يترنح فى النعيم وهو شعب ناكر للجميل
نحن نرغب فى وطن لا غبار عليه
نرغب فى حياة كريمة لكل الناس لكل البشر
لماذا شعوبنا العربية بالذات تعيش الواقع الأسوأ على مستوى العالم
شكرى وتقديرى ومحبتى
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

الصديق العزيز الأستاذ خالد ابراهيم
بعد التحية
أسعدنى مقالك المعنون قسوة الفقراء على الأغنياء لسبب رئيسى وهو أن معرفتى الشخصية بك تقول أنك من المصريين القلائل الذين يجمعون بين قوة الإيمان بالدين الإسلامى دون أى تعصب أو تطرف فى الأراء وبين درجة عالية من النبل الإنسانى كان واضحا فى مقالك بشأن الدفاع عن شرفاء مصر من المنتجين ولا يحصلون على عائد إنتاجهم لذلك كان عنوان مقالك معبرا بشكل رائع عندما قلت قسوة الأغنياء على الفقراء كما شدنى فى مقالك هذا شجاعتك الأدبية عندما قلت أن بناء المستشفيات ومعاهد العلم والمصانع وغيرها أهم من بناء المساجد والكنائس وهذه جرأة أشكرك عليها مع تحياتى
طلعت رضوان

Khaled Ibrahim يقول...

الكاتب الكبير الصديق الأستاذ طلعت رضوان
شرفنى تواجدك ورأيك والحقيقة الجرأة لدى هى فى العثور على الحق التى يتوافق مع الفطرة السليمة والشرع الحكيم
فكم من دور عبادة خاوية وكم من بطون خاوية وكم من عقول خاوية
لابد من واقع يحدد الأولويات
تقديرى وشكرى لكم
خالد ابراهيم