الثلاثاء، 25 يوليو 2017

الزمن ونداء الجمود


   وأنت تثرثر كل يوم مع المرآة، أو نفسك التي تشغلها فكرة واحدة .. تقرأ في خجل رسائل الزمن التي بدون استئذان تغزو ملامح تكوينك وتُغيرها إلى صورة تحاكي حجم إقامتك على هذا الكوكب، لكنك متمسك بأفكارك بالثبات على صورة واحدة تكون عليها، فتتوسل في خفاء أن ينتظر الزمن أمنياتك في أن تبقى على تلك الصورة، لكن الطاقة الحرة التي تجر الجميع خلفها شفافة لا يمكن الإمساك بها، تبتسم في سخرية من أحلامنا في حياة تحكمها صورة واحدة.
   الزمن لا ينتظر أحدا كان من كان، سواء علمت ذلك أو لم تعلم.. لكن وعيك هو الفارق في قدرتك على مصاحبة الزمن، فلا تجعل روحك تشيخ معك، تمسك بإنجاز كل شىء تقدر على فعله، لا تتوقف عن الحلم، لاتتوقف أمام تلك التغيرات التي تطرأ على ملامحك، لا تختبىء وراء صورة لا تمثل حقيقتك، حافظ على ذكرياتك، كن إنسانا متمدنا ومتحضرا، لا تظلم، تفائل بكل ما يقابلك حتى ولو كان الموت، فالحقيقة أن الموت في الجمود وفي اليأس، وأما الحياة فهي القدرة على التمسك بها وليس بالصورة المحفورة عند عمر محدد، في صورة بلا تجاعيد وبلا انحناء، الحياة ترسمها أنت وليست نظرات الآخرين، والسعادة ليست في جانب واحد يمكنك تصوره والإمساك به، لكنك تبقى موجودا في كل ما تحاول الإمساك به فلا تقدر عليه، فتحاول وتحاول وأنت على يقين من حلمك، بأن جمالك لا يشيخ على مدار التوقيت.
خالد إبراهيم أبو العيمة... مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com