الأربعاء، 17 فبراير 2016

المرحوم ضمير


في هذا التوقيت من العمر الزمني أصبح يقينا أنه لا يمكننا الجزم بأننا بشر من الفصيلة الآدمية التي كانت تمتلك العناصر الإنسانية الأساسية الثلاث : -
1. ضميرا يظهر في أوقات الشدة يقر الحق وينحاز له ،ينصف المظلوم ،يجير الملهوف ،يعين ذو الحاجة.
2. قلبا يحب ، يتسامح ،يفرح ، يتألم من أجل الإنسان في كل مكان  على كوكبنا الأرضي.
3. عقلا راشدا لا ينحاز إلى الطبقية ولا الطائفية ،لصالح المصالح الشخصية والتكتلات الإقتصادية وتجار الأسلحة والأجساد،وناطحات السحاب التي تدير الثروات المسروقة وتخبئ أسرار الديكتاتوريات التي أعماها الجهل وحب النفس والتلذذ بمعاناة البسطاء.
يقينا نحن فقدنا الثلاثة : الضمير ،القلب ،العقل ، ونحن صرنا بأحلامنا وأقلامنا المتواضعة ضعفاء وموهومون بقدرتنا على تغيير ثقافة الجشع وفقدان الجينات الآدمية في عصر قضى فيه الإنسان على الغابات الحيوانية ليصبح الإنسان نفسه حبيس غابة يقوم فيها بدور المتوحش لنأكل فيها بعضنا البعض.
يا سيدي وياسيدتي هل تذكران هذا المرحوم الذي كان يسمى الضمير الإنساني ؟ رحمة الله عليه فقد ذهب وتركنا نرتب لبعضنا البعض الحيلة تلوها الحيلة كي ننقض على كل ضعيف فينا.
قل وردد ترانيمك وتراتيلك فكل البضاعة مرفوضة حتى يعود المرحوم: ضمير.


خالد إبراهيم أبو العيمة
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: