الخميس، 3 ديسمبر 2015

كل المدن تختال (قصة قصيرة)

الطائرة في حضن السماء تحمل أمتعة الحلم من أجل البقاء والشفاء،أحزمة المقاعد تلتف ممسكة بخيوط الأمل ومعدة محشوة بالأملاح،دقات الساعة تستعجل الوصول إلى مدينة الفرص،مسارات العقل تعاود الإصطفاف استعدادا للإمساك بالفرصة، العينان أمامهما الأهداف واضحة تماما تتنازع مع مخزون الشك المرقع بذكريات تاريخ تحكي أن هناك كان إنسان.
تهبط الطائرة بسلام في مقر إقامتها،تطرد كل الضيوف من داخلها،جميعهم يستعجلون الخروج،يبحثون عن مهر إقامتهم عند العروس الغنية التي تمنح قربها ومفاتنها لمن يعطيها أفضل ما عنده، فتعطيه الفرصة كي يدفع ثمن تذكرة العودة وثمن انتظاره في المطار الأم وثمن بقائه على قيد الحياة.
المدينة الأم أرهقها المرض المزمن تبحث عن الشفاء بين ذكريات أوراق البردي،أو طقوس البنج المحرم أو عند وجوه لا تحب الجمال.. لكن المدينة الشابة تختال..تتراقص على سواعد تتنوع فيها ألوان البشرة والأفكار التي دائما ما تنسى الأمس وتنظر إلى غد من أجل اليوم الذي يليه.
خالد إبراهيم أبو العيمة ....... مدونة سور الأزبكية

http://khaled-ibrahim.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: