الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

وجهة نظر في سفك الدماء

إن حالات سفك الدماء ليست دائما بين الكفر والإيمان وإنما في الغالبية العظمى منها نتيجة لأطماع الإنسان،ورغبته في السيطرة على ما لا يملكه ويمتلكه إنسان أخر مثله.
إن قتلى الحروب الدينية أو الغزوات لم يكن ليشرد تلك الملايين العابرة للقارات،ولكن لم تكن مصانع السلاح لتكون أكثر تجارة رائجة على كوكب الأرض لولا أطماع الدول والأنظمة والمنظمات والتنظيمات أبو بعض الأفراد الذين يسلكون الطرق الإجرامية.
قديما كانت بعض الحروب تساعد على أن يغير مجموعة من الناس معتقداتهم ولكنه تغيير ظاهري لأن حقيقة الإيمان تظل باطنة في داخل الإنسان ،والحروب في حينها لم تكن في حالة من الإستمرار،وهذ يعني أن معتقدات الإنسان لم تكن لتستمر لو لم يقتنع باطنه بظاهره من القول والعمل ،ولذلك فإن الأديان على حقيقتها وفي حين توقيتاتها كانت بريئة من دم الإنسان إلا أمام هذا الإنسان الذي حاربها ووقف أمام عرضها وكانت شغله الشاغل، مع أن الأديان كانت تأمر بعدم القتل وبالعدل والمعروف والأخلاق وأن لا نسرق أو نزني أو نأكل أموال أو حقوق الناس وغيرها من الأوامر التي تعمل على حفظ النفس.
على الجانب الأخر كم قتلت الحروب المذهبية والتي قادها مجموعة من الأغبياء ونكلت بكل من عارض هذا المذهب أو ذاك على مدار التاريخ.
كم قتلت الحملات والحروب العالمية من البشر نظير أطماعهم وأنانيتهم ورغبتهم بأن يكونون هم الأقوياء والسادة على الأرض؟؟؟
إن الرهان على الضمير العالمي كاذب وخاسر ما لم يتطهر البشر من كل قطعة صلاح صُنعت لتقتل مواطنا على أي أساس مذهبي وعقائدي.
إن هؤلاء الذين شوهوا التاريخ الإنساني بالإساءة فيما بينهم إلى مراد الله فيهم ويلقون بالتهمة على الأديان السماوية مع إن الله الذي يقول عن نفسه أنه رب السلام والمحبة والرحمة والعفو والكرم والإبداع والعدل والعطاء، ولهذا ليس بمؤمن إيمانا حقيقيا من لم يتحلى بصفات الله.
إن الذين يقتلون الناس جسديا ومعنوياتهم هم أصحاب أنفس خبيثة لا يمكنها أن تتذكر أبدا أن مراحل الضعف في عمر الإنسان تتكرر أكثر من مرة وأن مرحلة القوة تأتي مرة واحدة وأن الإنسان سيموت بأي صفة قد يختارها أحيانا وهي أن يموت ظالما أو لا يختارها بأن يموت مظلوما ولكن الظالم يُعذب مرتين أحدهما مع نفسه والثانية جزاء وه.
إن الطبيعة في البر والبحر والجو لن ترحم الناس ما لم يرحموا أنفسهم والإنسان رغم ما يمتلكه من عقل أحيانا يصبح المخلوق الأكثر غباءا.


فكر..إن الله يكافئ  على قدر اجتهادك في فهم القوانين التي وضعها هو بعد أن خلق لك الأشياء.
خالد إبراهيم أبو العيمة
khaled-ibrahim.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: