الجمعة، 17 أبريل 2015

الحجاب بين التطرف الفكري والجمود الشكلي



عندما تجد متحررا يقول لك أن المرأة المحجبة أكثر إثارة من غير المحجبة فذلك يعني أنه فقد خياله في غير المحجبة.
الفكرة في الحجاب ليست جنسية بمعنى الخيال الجنسي فقط ولكن غموض بعض الأشياء يشعرنا بجوهرها وبأن لها قيمة أكبر من أن ننفتح عليها بشكل كامل وهنا أقول للمثقفين أن هناك غموض في بعض الرموز الأدبية يدفعنا لنكون أكثر اصرارا على محاولة فهمها ،لأن الشيئ السهل دائما لا يمنحك خيالا، والصعب يشعرك بأن هناك شيء ما غائب عنك، ومشكلة كثير من المحجبات هي غياب الوعي بأن لكل مفروض له حكمة والتزام ،ومطلوب منها أن لا تفضح مكنوناتها بشكل كامل .
عندما تغيب قناعات الرجل والمرأة يذهبان إلى الخيال المجادل الذي يعتمد على فكرة الحق والواجب دونما إدراك لأهمية ظهور الأسود والأبيض من أجل التناغم والعمق.
الحجاب فريضة دينية محكمة ولكن فهمها يحتاج إلى وسطية واستنارة لإنقاذ الواقع من تشدد أعمى أو ليبرالية وقحة.
كل من يرفض الحجاب أقول له أن الأمر بسيط طالما أنك ترفض دون فهم فريضة الله فأدعوك فيما يخصك أن ترتدي ما شئت وتعتقد ما شئت وتموت عندما تشاء وعليك أن تمرض وقتما تشاء وتشفي نفسك وقتما تشاء..فإن كنت قادرا على ذلك تستطيع أن تقنعنا بأن لديك قدرة على تقديم شيء للبشر لم يقدر عليه غيرك، أما رغبتك في الجدال الهادر فهو تعبير عن نفس تائهةويقين فاشل في التعامل مع كلمة الله.
سيظل الحجاب مدرسة أخلاقية لها تلاميذها بعضهم يعطي أروع الأمثلة وبعضهم تلاميذ فاشلون اتبعوا من يقدمون الغرائز بشكل مشوه بدلا من المضمون الأخلاقي ويعملون على تدشين لمجتمع مادي يبيع الجواري بالمال، يبيع الجسد بلا حساب ،وفي شكل يسميه حضاري وحرية عقلية.
الحجاب لا يمكن تدنيسه كمضمون ولكن يشوهه ظاهريا شكل من دون مضمون ،لكنه يبقى دائما خالدا  لا تقدر عليه الفكرة الفاجرة ولا أمنيات القلب المريض.
خالد إبراهيم أبو العيمة...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك تعليقان (2):

الفاطِمَة يقول...

من أروع ما قرأت في هذا الموضوع
جزاك الله خيرا أستاذي
تحياتي :)

Khaled Ibrahim يقول...

الكاتبة المبدعة والإعلامية المتميزة فاطمة العبيدي سيظل حضورك وتوقيعك مميزا دائما..كل التقدير والشكر لحضرتك...باقة ورد