الخميس، 26 مارس 2015

العلم سيغير طبيعة الإنسان ولكن ؟



القدرات الخاصة لدى بعض البشر مثل العبقرية في الرياضيات أو العلوم أو القدرة على حفظ الأشياء وتعدادها في وقت قياسي وبعضها في القوي الخارقة التي يتمتع بها البعض دون غيرهم وغيرها من الأشياء أو السمات التي تميز مجموعة من البشر عن غيرهم سوف تصبح  متاحة يوما ما.. بعدما يتوصل العلماء إلى أسباب وأماكن القوة والضعف في جسم الإنسان كاملا بدء من الوصول إلى معرفة كل تفاصيل الخريطة الجينية للإنسان وما سيتبعها من تطورات علمية ،ثم يأتي التعامل معه على حسب المتطلبات،وعندها تستطيع أن تجد بشرا بمقاييس جديدة من القوة والذكاء وغيرها من الطموحات البشرية.

في هذا الزمن القريب : من سيمتلك القوة في السيطرة والهيمنة سيكون بلا شك الدول الكبيرة علميا ،لكن الكارثة أن القوة العلمية بدون قوة أخلاقية سوف تحول الأرض إلى جحيم من الصراع والظلم لأن اللعب في الدماغ والجينات سيكون على حساب الأخلاق ومن ثم لن ينهي هذا المتجبر سوى قيام قيامة كبرى تستطيع القضاء على قوة الإنسان العاتية على الأرض في حينها.

الأديان هي رحمة الله للإنسان في الأرض لأنها تحمي الإنسان من جبروته وتسلطه وتساوي بين جميع البشر في الحقوق والواجبات وتدعو إلى الرحمة والتواصل ،وهناك من ينبهر بالتطور العلمي من دون النظر أن الأخلاق سلوك وتربية وليست جينات ،وأن الفروق في مستوى نقاء الكيانات من عدمه،بل إن البعض سيجعل من العلم الدين نفسه ،الذي سيعبده من دون الله ،بمعنى أنه سيرى أن العلم هو من سيلبي كل احتياجاته ،وليس من أحد غيره.

الإنسان بطبيعته التي تمثل فروقا مختلفة فى مستويات القوة والقدرات هو إنسان قادر على التواصل وليس التناحر ،والعلم مطلوب بشرط أن يظل لخدمة الإنسانية مثل كل الأشياء العظيمة التي تخدم الإنسان من دون أن تصيبه بالضرر ،فالعلم مطلوب جدا وبشكل أساسي بشرط أن يكون لخدمة البشر جميعا وليس الأقوياء فقط وبحيث لا يكون على حساب التراحم والأخلاقيات وقسوة القلوب ونسيان أن الله العظيم يراقبنا.
خالد إبراهيم أبو العيمة ... مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: