الاثنين، 15 سبتمبر 2014

الشعوب لا تستطيع أن تقوم كل يوم بثورة

   إذا كانت السياسة هي فن الممكن فمن المفترض في من يلعب سياسة أن يدرك حجم الممكن والمتاح له من أدوات تحفظ وجوده على ساحة العمل السياسي الوطني ، وفى الأصل السياسة يتم لعبها لصالح الوطن وليس للصالح الشخصي برغم الفوائد التي تعود على السياسي من قيامه بتلك المهمة السياسية.
   سافرت لزيارة عائلتي فى إحدى المحافظات المصرية وفى الطريق وجدت العشرات يحملون صور كبيرة مكتوب عليها ( ضنك ) وهى كلمة استفزازية تعنى صعوبة الحياة الإقتصادية وكان البعض أيضا يقوم يشير بعلامة ( رابعة ) وقد أثار هذا الفكر فى نفسي الكثير من الشجن والإحساس بالجهل السياسي والفكري لظنهم أن الشعوب سوف تثور بشكل مستمر أو إنها سوف تظل فى حال إنفعال ثوري تطيح فيه بحاكم وتأتى بغيره وقتما شاءت، لأن هذا مخالف لطبيعة البشر فى سعيه للإستقرار، ومن هنا هذا المشهد رأيته لا يتسم بالوعي السياسي والقدرة على الممارسة الواعية فى إطار جمعي يرى الإختلافات ويقبل بها فى الإطار الوطني البعيد عن الإقصاء والتخوين والتوهم الزائد وتضخيم الذات المفكرة/المقدسة على الأخرين.
   المناورة السياسية التي تحقق مصلحة السياسي تعنى القدرة على فهم الواقع المجتمعي واللعب فى المنطقة التي تحقق وجوده ومصلحته ككيان أو حزب سياسي يهدف إلى تحقيق غاية وجوده السياسي الشخصية وكذلك الهدف الكبير للممارسة السياسية في إقامة وطن متمدن له قدرات على كافة المستويات، وطن لا ترعبه توهمات التطرف ولا المناظرات السياسية، وطن مؤسسات لا تتوقف على أشخاص لأنه يدار بأصول تشريعية وعلمية وقانونية.

خالد إبراهيم أبو العيمة
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: