الخميس، 7 أغسطس 2014

كُل فى طَرِيق ( قصة قَصِيرة)

يمشى بِجِوَارِهَا هَذِهِ الْمَرة مَنْ دُون ثِقَةٍ بِنَفْسه كَتِلْكَ الَّتِي تَحْلَى بِهَا عَنْدَمَا تَقدم 
لِيَطْلبَ يَدَهَا لِلزَّواج..

يسيران سَوِيا بَحْثًا عَنْ معارِض ومحال تبيع الْأثَاث والْأَجْهِزَة الْمَنْزِلِيَّة.
عَلَى جَانِبِي الشَّارِع الشهِير نظراته تَرقب ، فَمُهُ مَفْتُوح ، فكه الْأَسْفَلَ تَدْلَى 
خَارِج نطاقَ السَّيْطَرَة، قَدَمَاهُ ثَقِيلَتَانِ تَتَسَكَّعَان، تَبْحَثَان عَنْ طَرِيق ، عَيَّنَاهُ 
زائِغَتَانِ تَفْكِرَان فى شيئ غَير مَرئِي.. يُحَاوِلُ أَنْ يَخْتَبِئَ فى نَفْسه.

تمشى بِجِوَارِهِ فى اِخْتِيَال ، جمالها الْفَائِق ، فَرحتهَا بَاسِقَة ، تَتَعَلَّقُ بِذِراعِه ،،
 عَيَّنَاهَا لَا تَخْلُوان مَنْ قَلَقٍ لِرِدَّةِ فعلِه أَمَامَ اِحْتِيَاجَاتِهَا .

 مَلاَمِح وَجْهِهِ تَشْكُو ضعفا .. مِزَاجُهُ الصَّامِت..

تَتَعَجب !! أَهَذِا هُوَ فَارِسُهَا ؟

تَدْعَمُهُ عبَرَ اِصْبَعِيهَا ..مُمْسِكَة بِأَصابِعِه ،،

تذكرهُ بِوعُودِه .. سَيَأْتِي لَهَا بِكُل مَا تَطْلُبُهُ وَلَوْ كَانَتْ نجوما فى السمَاء.

يعودَان..

كُل فى طَرِيق .
                                 ***********

خالد إبراهيم أبو العيمة
يصرح بالنشر بشرط ذكر المصدر واسم المؤلف
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك تعليقان (2):

حياتي يقول...

مساء بروعه ما خطته اناملك
قصة قصيرة تحمل الكثير من المعانى والمعاناة التى يتكبدها هذا الجيل
هى تريد كل شئ
هو يريد منحها ما تريده ولا يستطيع
لكنها ترفض الواقع وتتحلى بالغياب الفاحش الذي يمزق كل رابطة

تحية تليق بك استاذي
وعذرا لتاخير الرد لان المدون تبعى به مشكلة بالنسبة للتعليقات

دمت بسعادة
زهرة

Khaled Ibrahim يقول...

زهرتنا الرائعة ماأجملك
قراءة واعية بعيون الإبداع والإحساس بالواقع الإجتماعى والإنسانى..
بالتأكيد التعليق عنوان وصول الرسالة إلى عيون أخرى وأحاسيس أخرى قد تقبل وقد ترفض ولكن يبقى أن نثق فى أن ما نقدمه لابد وأن يمثل شيئا ملموسا فى واقعنا وعلينا أن نزرع الزرع وتوقيت الحصاد هو اختيار متروك لله عز وجل اختص به نفسه أينما شاء
بداية العلاج دائما تبدأ بالتشخيص وأتمنى أن أقدم شيئا للوطن وللعالم الإنسانى أجمع
سعدت جدا بإطلالة زهرتنا والتى من المؤكد أنها تمنح الوجود فوحا واحساسا وخيالا وابداعا
باقة ورد راقية