الخميس، 24 أكتوبر 2013

التفكير الفئوي

    لأننا اعتدنا أن لا نفكر : أصبح الخطأ شريكا لنا ،لذلك عندما تجبرنا الأحداث والظروف على أن  نفكر فإننا لا نقتنع بالتفكير المشترك أو الأخذ برأي المختلف معنا مهما كان صحيحا ، وقد أسمي هذا النوع من التفكير بالتفكير الفئوي أو القبلي أو الأيدولوجي،لأنه تفكير نتاج رسوخ عادات ومعتقدات ومنافع .
    التفكير الأوحد يجعل الإنسان أمام رغبة متعصبة من طرف واحد أو فى اتجاه واحد،تبدأ من التعصب للفكرة مرورا بالتعصب للرأي ثم الرغبة فى احتكار الميكروفون والصورة والقلم والحريات ثم تصل فى النهاية إلى الرغبة فى إبادة كل مختلف .
    حجم الطموح والحلم داخل شعب ما يمثل بالأساس الدافع والمحفز لظهور أو اختفاء الصفوة القليلة القادرة على احداث تغيير داخل الشعب أو الأمة أو الإنسانية
    سيطرة فرضية التخوين على الفكر داخل شعب ما تعنى أنها نتاج الشعور بالتجاهل والتهميش والشعور بغياب منطق العدالة بسبب انحياز أصحاب السلطة والأغنياء باتجاه المصالح الذاتية على حساب قيمة الإنسان ومن ثم يشيع التفكير بطريقة سلعية يتم تقييم الإنسان فيها بسعر وشكل مادى
     بنظرة للشرائع الدينية نجد أنها جعلت من قيمة الإنسان بالأساس قيمة معنوية ووضعته فى منطقة القانون الذى يساوي بين الجموع فى الحقوق ويخضع الأنفس لقوة واحدة (الله) الذى لا يتكبر أو يتأمر على عباده بذاته التي لا يمكن أن ندركها وإنما بصنعته وعظيم ابداعه وبأوامره التي لا يجب أن تعصى عمدا،وهذا أراح الإنسان من عناء التحاور مع كافة أصحاب التفكير الضيق أو المصلحي من أجل اثبات المساواة بينه وبين كافة البشر،ووفر له شعورا بالوجود والقيمة والتوازن والكرامة ودشنت فى داخله الشعور بأن له حقوقا كغيره .
     فقه الواقع يناشد ويرجو الإنسان أن يفكر برمزية أكبر تتجاوز المصلحة والأسرة والقبيلة والطبقة والأيديولوجيا وأن ينظر إلى الوطن الكبير الذى يمثل كل فرد،وأن يثق أن عظمة البناء تتجاوز عظمة الصراع وعظمة تحقيق المصالح الضيقة،أو الالام المكلومين فى لحظة الصراع .

                    التفكير الأيدويولجى يتهم العقل بالعلمانية
                    التفكير الطبقي يتهم الأغنياء بالرأسمالية
                    التفكير القبلي يتهم الفقراء بالحرافيش والدونية
                    التفكير الجمعي لا يعرف المذهبية
...............................................................
خالد إبراهيم.... مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: