الأحد، 1 سبتمبر 2013

الحب والجنس باللغة العربية و اللغات الأخرى

   السينما العالمية أحيانا تقدم لنا نماذج حب رائعة مثل أن تحب فتاة رجل أعمى وتقف بجانبه وتساعده ،أو رجل يقف بجانب إمرأة تعانى الشلل والصمم وغيرها من مثل هذه النماذج الإنسانية ،والتى تشعرك بوجودك الإنساني فى واقع دمرته الصراعات الإقتصادية والسياسية،والمهم فى موضوع اليوم هو أن ما أطرحه هنا على القارئ أو القارئة هو حلم لتغيير الواقع الإجتماعي للأفضل بحيث لا نكتفى بعنصر القراءة أو السمع أو المشاهدة بل يجب أن تكون نموذجا وجزءا من الواقع الذى تتمناه لنفسك وغيرك
   ليس بشكل مطلق.... الحب باللغة العربية يتسم بالمراهقة والطفولية فى معظمه فهو عبارة عن هيام وتعلق ونار ،لأنه فى بداية الأمر يُمارس الحب بفتوة وبزخ وكرم حاتمي ، مع إضافة الفتون والسحر والملائكية على المحبوب ونزع أي قبح عنه أو فيه ، كما أن الحب يقاس بالمسطرة الإجتماعية والإقتصادية والعلمية
   ليس بشكل مطلق.... الحب باللغات الأخرى مسئولية مشتركة بين طرفين،كل طرف منهما يعرف دوره تجاه نفسه وتجاه الأخر،فالحب عبارة عن ثوابت فى الحقوق ولا يحق لأحد طرفي العلاقة أن يخرج عن هذه الثوابت،ومفهوم الجمال الساحر يتوقف على حجم النجاح/العطاء المجتمعي والإنساني ،فلا يهم اللون والمواصفات ما دمت ناجحا فستجد من يحبك كما أنت ولو كنت فاشلا ستجد من يحبك كما أنت
   ليس بشكل مطلق.... الجنس فى اللغات الأخرى نظام ميكانيكي مدعوم بالبحث العلمي يهتم بالنتائج حيث يضعون الجنس كأحد المحفزات الجمالية لتحقيق الأهداف المجتمعية ،ومن ثم يجب ألا تكون هناك مشكلة بهذا الخصوص ،لذلك الحرية المطلقة أفقدت الجنس البعد والإنسجام العاطفي فى لغة علاقة الجسد بالأخر وهذا من وجهة نظر (العاطفيون) يمثل صفعة للأحاسيس
   ليس بشكل مطلق.... الجنس باللغة العربية نظام سري للغاية ،مصحوب دائما بعاطفة جياشة وحالة تعطش شديد ،ثم يتولد كبت جنسي لدى الطرفين حيث يرتبط خيال الأنثى أن الرجل أسد ويرتبط خيال الرجل أن الأنثى عبارة عن دجاج كوكي (صدر + ورك)
   الجنس لا يذبل مثل الحب لأن للجنس قوانين وطقوس محددة يحتاجها طرفي العلاقة أما فى الحب فهو متغير المزاج تبعا للظروف المحيطة للواقع المشترك لطرفي العلاقة
   لماذا نخجل من ممارسة أمنياتنا فى الحب مع شريك العمر ونصر على حبسها فى النطاق الخيالي ومن ثم لا نستمتع بعلاقتنا ونضطر للبحث عن علاقات أخرى ولو بالأمنيات أو أن نسترق السمع أو النظر ،ومع استمرار تخلى كل طرف بالتصريح وممارسة خياله مع من يحب يصبح تكرار العلاقات كما لو كان حلا لما نكتمه أو نكبته بداخلنا مع أنه كان من الأفضل معالجة داخلنا بالوضوح بحيث تكون مخرجاتك تعبير حقيقي عن مكنوناتك .
                                         خالد إبراهيم أبو العيمة ... مدونة سور الأزبكية

ليست هناك تعليقات: