الأحد، 4 أغسطس 2013

الوطن والسكن

   الوطن أرض تستقبلك يوم مولدك وبيت يأويك ومدرسة تعلمك وجامعة تؤهلك ومستشفى تعالجك وشرطة تؤمنك وجيش يحمى كل ذرة من تراب ،وعمل تحصل من خلاله على متطلبات حياتك وأرض ومصانع تنتج لك ما تحتاجه وعلاقات إجتماعية وذكريات وطقوس وتفاعل وأحلام بعضها يتحقق وبعضها ينتظر ،وعلاقات جوار تحقق التعاون المشترك والبحث النافع المشترك ،...........
   البعض لا يتذكر ذلك،يُنكر كل ذلك ،لايعرف معنى الوفاء لكل ذلك..

   الطماعون يبيعون الوطن إذا وجدوا بديلا يمنحهم المال والجاه ،الخائنون يبيعون الوطن من أجل الجلوس على عرش السلطة والجاه ،
   فى واقع تتباهى الأوطان بقوتها العلمية والإقتصادية والتعليمية وبقدراتها فى كل المجالات وبتوفير أقصى درجات الرعاية للشعوب نجد أولئك البائسين الذين لا يرون للوطن حدودا،تجمدوا داخل نظرية هي أبعد ما تكون عن الواقع،أبعد ما تكون عن الدين،كأن الدين ليس موجودا إلا فى داخلهم ولن يكون دينا حقيقيا إلا بالتعداد البشرى وبحدود الأرض الواسعة .

واهمون...خائبون.. جمدتهم أفكارهم الحبيسة داخل عقل مغلق لا يرى فى الدين إلا توسعا فى مساحة الأرض وأرقاما فى التعداد البشري .
          جاهلية تلك التي تتعصب للعائلة ،للقبيلة،للفكرة الواحدة .
   الوطن تعبير عن كيان يحفظ لك نفسك ،مالك ،أرضك وعرضك ومواهبك ويتباهى بك..كيف تخذله أو تتبرأ منه

خالد إبراهيم أبو العيمة...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

صديقى خالد .. تناولك لموضوع العلاقة بين الوطن والدين غاية فى الأهمية خاصة فى الظروف الحالية التى تمر بها مصر. وترجع الأهمية لأنه يجب ترسيخ الأساس الفلسفى والاجتماعى للفرق بين الوطن والدين ، فالأول يضم جميع أبناء أى شعب من الشعوب لذلك يعتبره الفلاسفة أنه إطار ل (الموضوع) بينما الثانى (الوطن) هو شىء ذاتى يخص كل إنسان والدليل على ذلك أنّ المعتنقين لدين واحد تجدهم يختلفون فى التفسير والتأويل ومن هنا جاء تعريف الدين بأنه شىء (ذاتى) ومقالك ذكرنى بما كتبه أ. خالد محمد خالد فى روزا ليوسف عدد 30 أكتوبر1950 عندما كتب (( أثبت التاريخ أنّ الأوطان سبقت الأديان.. وكل ولاء للدين لا يسبقه ولاء للوطن فهو ولاء زائف))