الاثنين، 29 أبريل 2013

الفكرة العبقرية

   لا شك أن الأفكار الكبيرة تغير الواقع تغييرا كبيرا،ولكن كل فكرة كبيرة تحتاج لتكلفة كبيرة،والمقارنة بين الفكرة العبقرية والفكرة المنطقية يقاس بحجم التكلفة وحكم الوقت اللازم للتنفيذ وحكم الإنجاز الذى تحقق من هذه الفكرة .
   مثال : فى إحدى البعثات الأولى الأمريكية للصعود على القمر ودراسته،كان من ضمن الأدوات التى مع رواد الفضاء أقلام حبر جاف لكى يدونون بها تصوراتهم وأفكارهم وكل ما يتعلق بمهامهم على سطح القمر ولكن كانت هناك مشكلة غير متوقعة وهى أن الأقلام الجاف لا يمكن أن يتم الكتابة بها على الورق وذلك لعدم وجود جاذبية على سطح القمر مما جعل الحبر السائل داخل الأقلام لايتحرك باتجاه سن القلم ومن ثم لا يستطيع رواد الفضاء الكتابة،هذه المشكلة شغلت مراكز البحث الأمريكية فى حينها وتم رصد مبالغ كبيرة من أجل حلها،وعلى الجانب الأخر كانت روسيا أيضا تبعث برواد فضاء إلى سطح القمر وتم حل هذه المشكلة بفكرة بسيطة جدا وغير مكلفة وهى استخدام أقلام رصاص (الخشبية) بدلا من أقلام الحبر الجاف وعند عودة رواد الفضاء للأرض يتم إعادة تدوين ما دونه رواد الفضاء بحبر من النوع الثابت (فكرة بسيطة وعبقرية لأنها قدمت حلا سريعا وبأقل تكلفة )
   مثال آخر: أثناء إحتلال إسرائيل ل سيناء المصرية قامت ببناء ساتر ترابى/رملى ضخم جدا على ضفة قناة السويس وسمى خط بارليف الذى لا يقهر وأنه يحتاج لألاف من أطنان القنابل شديدة الإنفجار مع قوة جوية كبيرة لكى يتم هدم هذا الجدار الرهيب،ولم تكن لدى مصر القدرة على وجود هذه القنابل الرهيبة ولكن تم التغلب على هذه المشكلة شبه المستحيلة بفكرة مصرية رائعة وهى استخدام ضخ المياه لهدم هذا الساتر الرهيب وتم استخدام هذه الفكرة من القائد الرائع الراحل الفريق سعد الدين الشاذلى وتم تحقيق الإنجاز الأسطورى (هنا عبقرية الفكرة)
   ليس كل فكرة جيدة يمكن تطبيقها على أرض الواقع لأن لكل فكرة تمويل إذا لم يتوفر هذا التمويل عليك البحث عن بدائل أخرى .
       عبقرية الفكرة أن تستخدم ما لديك لتحقيق الأهداف الكبيرة،وبالتكلفة التى تتناسب مع قدراتك الإقتصادية .
            خالد إبراهيم أبو العيمة..مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

مقالة رائعة

دائما تعطينى أفكارا نحو الأفضل

وفقا اللة

د. وائل عبدالعظيم

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

ليست كل فكرة جيدة يمكن تطبيقها على أرض الواقع لأن لكل فكرة تمويل إذا لم يتوفر هذا التمويل عليك البحث عن بدائل أخرى .

ليست هذه القاعدة عامة فى كل الافكار لان هناك بعض الافكار لا تحتاج الكثير من التمويل لتنفيذها بل تكون فى حاجة لاتقان اكثر وجدية

لكنى اشاركك الرأى أن اغلب الافكار العلمية بوجه عام هى ما تحتاج للتمويل
الكبير والاهتمام بالفعل ...وربما بدون التمويل تموت الفكرة و يضيع جهد صاحبها وهذا مانراه يتكرر كل يوم ببلادنا للاسف

على سبيل المثال كنت اتناقش ووالدى اليوم فى موضوع اكتشاف اكبر بئر بترول بمصر وهل سيكون معامل التكرير تابعة له ام ستتحول الفكرة والاكتشاف لبلد اخر غنى :) واعتقد ان هذا الاكتشاف والافكار الكثيرة المترتبة عليه تحتاج مع التمويل شىء من الضمير اكثر وكثير من الاهتمام من مؤسسات الدولة


دائما استاذ خالد مواضيعك قيمة ومثمرة ومفيدة
بارك الله فيك وتحياتى بحجم السماء

Khaled Ibrahim يقول...

الصديق الغالى المحترم د.وائل عبد العظيم
كل المودة والتقدير اللائق بك...شاكر لسيادتكم كرمكم البالغ...محبتى

Khaled Ibrahim يقول...

الكاتبة الأروع ليلى الصباحى.. lolocat
ممتن لحضرتك لفيض الذوق العالى ورقة ونبل حرفك النابع من جواهر معدنك
كل التقدير والإحترام لشخصك وقلمك وتعليقك
باقة الورد الأجمل مع تحية تليق بك

غير معرف يقول...

الصديق والأديب خالد
تحية طيبة
يسمي هذا بالفعل التفكير الجانبي أو الابتكاري باتجاد حلول بسيطة وغير تقليدية لمشكلات مطروحة وحرب أكتوبر بها هذا الفيض من هذا النوع من التفكير مثل عربات الراكشا البسيطة لجر المعدات والجندي مسلح بصاروخ مضاد للدبابات (الرجل في مواجهة الحديد( فيما عرف واشتهر بآكلة الدبابات هناك كتاب رائع صادر في كتاب الجمهورية بعنوان التفكير الإبداعي في حرب أكتوبر وهو كتاب رائع لأنه يضم شرح التفكير الإبداعي وأسسه ثم التطبيق علي حرب أكتوبر أما صاحب الفكرة العبقرية لإزالة السد فهو المهندس المسيحي باقي يوسف
لك خالص التحية والتقدير

غير معرف يقول...

ارسلت تعليق سابق حول التفكير الابداعي وحرب اكتوبر ونسيت تدوين الاسم
خالد جوده

Khaled Ibrahim يقول...

الصديق المبدع والناقد المتألق خالد جودة
كل التقدير لشخصك وشكرا لإيضاحك ونرجو أن نجد من يدير الأفكار الجيدة لأبناء هذا الوطن لأننا فى توقيت الأحلام الكبيرة وهذا يتطلب الرشد والحكمة الإدارية
مودتى..وتقديرى