الأحد، 31 مارس 2013

الثابت والمتغير

الثابت والمتغير

خالد أبو العيمة


   أحد أهم الأسباب فى الشعور بالفرح أحيانا هو وقوع بعض اصعوبات أو آلآلام فى حياتنا،لأنه لا معنى للثبات فى شيئ،إلا فى تلك الأشياء التي لا تستمر الحياة بدونها،كالشمس بالنسبة لكوكب الأرض بما فيه من مخلوقات،وهذا دليل عظمة القدر أن ترك لك براحا لتؤكد فيه على وجودك وتبرهن فيه عن حركتك وليس جمودك، بما يعنى أنه لا معنى للجمال عند ثبات الأشياء التي تسمح طبيعتها بالتغير،ومن ثم فإن كل شيئ يتبدل .

                      (كل يوم هو فى شأن) سبحان الله مبدل الأشياء...يا الله

 

   ما دام التغيير فى كل شيئ سنة كونية فكيف للعلم أن يثبت ؟ ، لذا نحن نتعلم ونتحرك فى دائرة التغيير من أجل أن نتماشى مع التغيير الذى يحدث فينا وحولنا،هناك تغييرات تحدث ليست بيد البشر كالموت والطقس والأمطار،وهناك شيئ فقط أعطى للإنسان ليمنحهم القدرة على المواجهة قدر المستطاع أو قل لتخفيف الآلام التي تحدث وهو العلم حيث يعطيك الأمل فى تنمية قدراتك .

   العلم مثل الزمن لا يتوقف،وأولئك الحمقى الذين يظنون أن الأشياء يمكن أن تتجمد هم واهمون،فتكرار الكلام ممل وتكرار الأحداث ممل وتكرار الشخصيات ممل وتكرار الفنون ممل وتكرار العمل ممل،إذا القبح مرتبط بالثبات والجمال مرتبط بالتغيير.

 

التطور التكنولوجي هو أحد أهم ملامح التغيير على البيئة البشرية فى أي مكان لأنه نتاج بحوث متعمقة،نتيجة جهود علمية مضنية لم تكن تستسلم للواقع فأخذته بالتحليل والتعليل والتقدير والإستنتاج، فأنتجت وستظل تنتج تكنولوجيا متطورة أفادت وستفيد فى كافة مناح الحياة البشرية وغيرت وستغير من ملامح الواقع وستدفع البشر للنظر للمستقبل بأمل أكثر تطورا تزداد فيه حياتهم سهولة ورفاهية،ولكن فى نفس التوقيت ستظل عجلة الأقدار فى حالة من الدوران .

   تطور التكنولوجيا يغير شكل الحياة الخارجي بشكل كبير إلا أنه يجب أن يكون مع التطور قدر من الروح لتفهم وقبول الألم الكبير وهو الموت الذى يسبب الفراق بين البشر وبعضهم البعض،كما أن إرتباط الناس ب الله يحفظ لهم التوازن النفسي حتى لا يتحول الإنسان لشكل آلى بلا مشاعر تحفزه لنظرة مستقبلية أفضل بعد الموت .

 

مفهوم أو معنى الصبر على الأحداث الصعبة هو أنه يعطيك ثقة وأمل فى أن التغيير قادم لأن عجلة التغيير لا تتوقف،ومن ثم فإنه لا يجب على إرادتك أن تهتز مهما كان حجم الحدث الذى يتفاعل معك،عندها يجب أن تمتلك الثقة بأن التغيير قادم, فهذا كفيل بأن يمنحك قوة تمنعك من الإنهيار،وبالتالى عليك بتقبل الواقع الصعب والعمل على تغييره لتكون جزءا مشاركا من عملية التغيير،والتى ستحدث شئت أم أبيت لأن حقيقة الأشياء أن الأقدار تسبق الأفكار،ولكن وعيك يقلل دائما من زمن وثمن التغيير.

 

هناك 3 تعليقات:

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

الثبات فى بعض الاحيان يعنى الموت

ودوام الحال محال
فى العلم او الحياة العادية اوالسياسية الحركة والتغيير والتفاعل دائما شعور صحى ومفيد ربما احيانا يكون ظاهره عذاب لكن ربما يحمل فى باطنه الرحمة....
الذى يحدث الان ببلادنا مثلا ربما يراه البعض مؤلم وصعب ( حتى انا يؤلمنى هذا الحال كثيرا ) لكن وقفة بسيطة مع النفس لتحليل الموقف تدرك ان الله سنته فى الكون التغيير وتمييز الخبيث من الطيب

الاحداث الحالية هى حركة فرز الطيب من الخبيث وان شاء الله الخير قادم برحمة الله ونعمته ومصر محروسة

كذلك الحال على الصعيد الشخصى فنحن نستمد الدروس بحياتنا من كل مجريات الحياة حولنا واذا لم نستفيد ونتعلم منها فالحياة بلا طعم ولا معنى بالتأكيد

نسأل الله تعالى ان يكون القادم افضل للجميع

دمت بخير اخى وبابداع وتألق

تحياتى بحجم السماء

Khaled Ibrahim يقول...

lolocat ليلى الصباحى
جميل أن أجد هذا التوقيع الرائع من كاتبة ولا أروع
كلامك سليم جدا نحن حاليا فى مرحلة الفرز وستنتج مع الوقت أفضل ما نتمنى بإذن الله
شكرى الجزيل لإحساسك وعمق فكرك وإليك تقديرى وباقة الورد الأجمل
تحية تليق بك

Wohnungsräumung wien يقول...

تسلم ايديك على الموضوع الممتاز
Wohnungsräumung
Wohnungsräumung
Wohnungsräumung wien
Wohnungsräumung wien
Wohnungsräumung wein