الاثنين، 18 مارس 2013

السياسيون بين الذاكرة التاريخية والواقع المهلبية


   مأزق السياسيين يتأرجح بين الذاكرة التاريخية للنضال الوطني ذات التوجه السياسي الهادف للإستقلال عن التبعية للهيمنة الأمريكية التي ترعى مصالحها مهما كان الثمن وبين الواقع المهلبية الذى لا يمكنك من الوصول لأهدافك نتيجة تعدد الآراء الفكرية فى واقع مهلهل مكتظ بالمشاكل الإقتصادية وتبعاتها فى كافة المجالات من دون وعى بالأولويات التي تؤسس لوطن قوى فى عصر مفتوح ليس شبيها إطلاقا بالعصور التي مضت،لأنه عصر يعتمد على الندية فى التعامل تبعا لمهارتك فى القيادة لتحقيق الممكن السياسي وهذا يتحقق بشرط أن يكون لك قوة إقتصادية على المسرح العالمى،والقوة الإقتصادية فى حقيقتها تعبر عن قوة علمية وتعليمية وصحية وسياسية وليس كما يتوهم البعض الغارق فى الماضي الإستهلاكي أن الإقتصاد هو تعبير عن حجم المخزون من السلع الخاصة بالأطعمة والمشروبات،أما العنترية الكلامية فهي ليست سوى لغة استعدائية ستجعلك دائما داخل مربع الصفر .
   التماسك الوطني ليس شعارات وقائية وليس قدرة على تحمل الأزمات مع الشعور بالعجز فى وجود بدائل ،إنما التماسك الوطني هو القدرة على إحداث تغيير وإيجاد بدائل يتم البناء عليها من أجل تحقيق الذات بعيدا عن التقُية الجبانة وبعيدا عن الوقوع فى أسر الغير ليقودنا كيفما شاء وبما شاء، والإستقلال الوطني يعنى القدرة على الإستقلال الذاتي بالإعتماد على الذات القوية والمبدعة والمتحضرة والتي تتعامل بالندية فتقبل أو ترفض ما يمليه الضمير الوطني .
                                خالد إبراهيم....مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com