الخميس، 21 فبراير 2013

لا تبن نفسك على أنقاض غيرك


   عدد المفكرين على مستوى العالم ليس كبيرا بالقياس إلى كافة

 أشكال المهن الأخرى،وهى ليست مهنة بالمعنى الحرفي أو

 التطبيقي ،لكنها تتطلب حيزا كبيرا من عنصري الزمن والحياة

 اليومية،وحقيقة الأمر أن الكتابة الفكرية فن استنتاجي وابداع 

تعبيري تدور فى فلك منطقة الإستكشاف - الحلم – والمنطق .

   الكاتب المفكر دائما خياله يسبقه فهو يعيش دائما فى عصر 

متأخر ليس عصره،لذلك نظرته مستقبلية دائما،فهو يحاكى الواقع

 بلغة مستقبلية مستندا على رصيد لا ينفذ من التجارب

 الإنسانية،كما أن الكاتب المفكر تحركه القضايا الكبرى التي 

ترتبط بالبشر والوطن .

   أحد أهم أعراض العشوائية لدى طبقة كبيرة داخل الشعوب

 بسبب عدم رغبتهم فى القراءة،لذلك تحكمهم عواطفهم لأنهم لم

 يطلعوا على التراث الإنساني والتعلم من تجارب الغير،فتجد فى

 كثير من الأحيان ردة فعل غير محسوبة تجاه الأحداث 

الكبيرة،وهذا نتيجة إنغلاق الناس على أنفسهم فأصبحوا لا يرون 

سوى ما يريدون وما يعتقدون،ويبقى التواصل الإنساني أحد أهم

 روافد التحفيز نحو التغيير للأفضل .

   دفعت البشرية ثمنا كبيرا نتيجة الحروب القائمة على أساس 

عقائدي أو استعماري ،ولربما كان هذا الثمن مطلوبا ومقبولا فى

 بداية الأمر،لأن البشرية لم تكن حينها لتنضج بالشكل الحالي

و(هو ليس نهائي) من دون هذه الصراعات التي أحدثت تغييرا

 لدى الشعوب من أجل تحقيق ذواتهم على الأرض ومن أجل 

تغيير واقعهم للأفضل فكان على الضعيف أن يسعى ليكون قويا

 وعلى القوى أن يحافظ على قوته،فأحيانا لا تتحرك الشعوب نحو

 التغيير إلا من خلال انتظار الصدفة والحظ والمنقذ،من دون تقديم 

جهد،لذلك تظل هذه الشعوب متجمدة حتى تأتيها رياح التغيير

 الدموى،عندها يصبح ثمن التغيير مأساويا وصعبا ويحتاج لزمن

 لعلاج جراح الماضي وجراح التغيير،ومن ثم فإن الفاعلية فى

 التغيير تكون فى الإصرار على تحقيق الذات الكبيرة

 (الوطن)،مع قراءة التاريخ والتواصل مع الواقع بعيدا عن لغة

 الكراهية وبعيدا عن الإحساس بالضعف أو الإحساس بالهيمنة

 والأفضلية ،لأن الإستعداء والكراهية وانتظار الصدفة لا تصنع

 مجدا .

   عندما تقرأ الشعوب فإنها تختصر زمن وثمن التغيير .
                                                                                                   ---------------------------------------------------------
      
   خالد إبراهيم...مدونة سور الأزبكية

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

موضوعكم سيدي غايه في الأهميه واستشفاف مايحتويه من معاني كبيره واهداف عظمى
فالكاتب هو ضمير الامه ومبدعها الاول
من التحليل الاجتماعي ونضته الفكريه وكذا من حيث رسم خطط تنمويه مستقبليه من اجل رفعة بني وطنه وتثقيفهم
أتمنى أن يعي مفكرين حاليا هذا الدور
******
سعدت بالتواجد بين حروفكم اخي خالد
ودي وتقديري واحتراماتي
كل تحياتي
المسحراتي

غير معرف يقول...

موضوعكم سيدي غايه في الأهميه واستشفاف مايحتويه من معاني كبيره واهداف عظمى
فالكاتب هو ضمير الامه ومبدعها الاول
من التحليل الاجتماعي ونضته الفكريه وكذا من حيث رسم خطط تنمويه مستقبليه من اجل رفعة بني وطنه وتثقيفهم
أتمنى أن يعي مفكرين حاليا هذا الدور
******
سعدت بالتواجد بين حروفكم اخي خالد
ودي وتقديري واحتراماتي
كل تحياتي
المسحراتي

Khaled Ibrahim يقول...

الكاتب المبدع المسحراتى
أسعدنى جدا تواجدكم العطر المميز برقى الفكر العالى وسمو الروح والمقاصد...إليك أجمل التحايا وجزيل الشكر

umzug يقول...

Thanks to topic