الجمعة، 7 سبتمبر 2012

رأسمالية المرأة والمجتمع



   عقد الزواج الحالي لم يعد مثل عقود الزواج السابقة لأن العقد فى حقيقته الخفية ينص على أن يبيع الرجل نفسه لإمرأة وليس أن يتشارك الحياة معها بحلوها ومرها.
منذ الشروع فى الزواج والرجل العادي وهم الأكثرية فى عالمنا العربي يفنى شبابه بكثرة العمل والإجتهاد والسهر من أجل جمع تكاليف الزواج الباهظة دون عون من أحد فلا هو فى دولة تقوم بالتيسير على أبنائها ولا هو يجد له معينا غير أحلامه التي تدفعه بدافع غريزي بأن القادم أفضل فيصبح كل شيئ عليه العمل وضغوطته وأهل خطيبته وضغوطتاهم والعامل الزمنى وضغوطته والواقع السياسي وغموضه وأخبار قناة الجزيرة  وبالطبع الضغط الشهواني الغريزي للزواج بجميلة الجميلات .
تمر فترة الخطوبة للرجل كدهر من الزمن حتى يتم المراد وبعدما يحدث تستمر الخيالات قليلا ثم يفيق على واقع جديد لا يكفي مدخولاته المادية فيهرب الحب من الباب والشباك
   يدفعني شعوري لأن أقول للمسئولين أنتم بدون إحساس فلماذا كل هذا الشباب العاطل عن العمل وما هذه الرواتب التي لا تكفي لمصاريف أسبوع وليس شهرا كاملا
   أن أقول للآباء الذين يبالغون فى المهور وفى طلبات الزواج وينسون أنهم تزوجوا بتكلفة ربما لا تزيد عن 100 جنية فى زمن زواجهم فكيف تبدأون الحياة لبناتكم بكل هذه الطلبات التي أفسدت الحياة الزوجية وجنيتم على بناتكم وأبناؤكم .
أقول للأمهات لقد جنيت على ابنتك  ولم تسعديها ولم تعلميها الرضا والحياة ببساطة  فجعلت منها رأسمالية متوحشة لا يرضيها القليل ولا يقنعها أي شيئ لأنها لا تعرف الحب الحقيقي حتى امومتها لم تعد هي الأمومة الحقيقية .
أجمل فما فى الحياة هي البساطة على طبيعتها من دون بخل ومن دون إسراف يؤدى إلى فقر .
    نريد عودة للحديث الجميل بين الزوج والزوجة من دون هموم كبيرة ، نريد مشكلات بسيطة تزول مع الإبتسامة أو مع العتاب أو تذكر ذكرى جميلة .
لم أجد إمرأة أوربية ترتدى الذهب مثل ما تفعل المرأة فى مجتمعاتنا
وجدت المرأة تجلس على الرصيف بكل تواضع من دون ضجيج وتتحدث من دون ضجيج مع أنها ذات شعر ذهبي وعيون زرقاء أو خضراء.......
وجدتها بسيطة لا تتبجح وتعرف دورها ، لأنها مدركة أن الجمال أن نعيش الحياة من دون صراع فكل يوم يمر هو إما يوم جميل يصبح ذكرى جميلة فى المستقبل أو يوم مفقود من عمرك ضاع من فرط جهلك بدون فائدة
فى بلادنا (كثيرون هم وكثيرات) عندما نختلف فكريا نلجأ لنتحدث عن جذورنا ( انت متعرفش أنا مين ) (أنا بنت مين ) (أنا أعمل فيك وفيك ) ( أنا من حقي البيت والشقة وكل حاجة ) ( أنا ممكن أعمل فيك وفيك وفيك )
نعرف الصح ولا نفعله ونتجمل جدا أمام الغرباء والنتيجة طبيعية رأسمالية متوحشة .
جميعنا يلاحظ أن كافة البلاد العربية تستورد كل شيئ وهذا إن دل فإنما يدل على خيبتنا فى مجال التعليم ولم كل هذه المناهج طالما من دون فائدة ولماذا كل هذه الدروس الخصوصية التي تستهلك ميزانيات الأسرة وهى سبب فى كثير من ضنك الحياة .
إننا لم ننتج أجيال تضاهى العالم المتطور وسنظل نائمون جاهلون ما لم ننقد أنفسنا بصدق وأن لا نرضى عن أنفسنا رجالا ونساء  وشبابا وفتيات .
أريد أن أقول للمرأة رأسماليتك أضرت بك فلم يعد يراك الرجل جميلة وأصبح ينظر لغيرك لأنك تخليتي عن بساطتك وعن مفهوم الرضا والتعاون فأصبح معظم الرجال لا يرونك سوى فى شهواتهم ، ماذا فعل لك صنيعك سوى أن جعل الرجل لا يرى منك سوى الشكل .
يحزنني حديث الرجال أن المرأة تحتاج لكذاب وغامض ودجال ونصاب وللأسف هذا انتقاص من جمال أراد الله أن يكون المخلوق الأجمل بالنسبة للإنسان وبرغم هذا الحزن إلا أن لبعض الرجال الحق فيما يقولون إذا كانت مخرجات المرأة أصبحت إحتياجات وليست عطاء .
يحزنني هذا الإنسان الذى يتحدث عن المستقبل وعن التطور الذى يطرأ على البشر فتنتهى المشاكل وهذا لن يحدث .
                  الرجل مسئول عن الإنفاق والمرأة مسئولة عن  الإغراق
  أعظم خدمة يقدمها الإنسان لوطنه وواقعه أن يكون صادقا لأنه يرغب فى أن يستدعى الإنسان جمالياته التي أوجدها الله فى هذا الإنسان .
أنا لا أطلب من أحد ما ليس فيه لأن الجمال فيكم والشعور بداخلك والعقل معكم فلماذا كل هذه التعاسة وكل هذه المشاعر الأنوية .
أقول ما اقول وأنا جزء من واقعكم وعندما أستطيع أن أنتقد نفسي فأنا قادر على التحرر .
الرحمة يستحقها أصحاب العقول الناضجة والقلوب الرحيمة والبسطاء مهما كانت وظائفهم أو ممتلكاتهم .
   من الظلم تحميل كل شيئ على المرأة لكن أكبر كوارثها أنها لا تستخدم عقلها الموجود .
                   اليوم يمر على الجميع لكن هناك فارق فى المرور.
خالد إبراهيم أبو العيمة...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com


ليست هناك تعليقات: