الجمعة، 17 أغسطس 2012

الهروب إلى العالم الإفتراضى وفييسنى شكرا



يلجأ الشباب عامة والعربي خاصة إلى صفحات الفيسبوك من أجل تحقيق أحلامه التي لا يقدر عليها فى حقيقة الواقع المحيط ، ولقد ظل الفيسبوك عالما إفتراضيا حتى جاءت ثورات الربيع العربي لتجعل منه عالما حقيقيا يلتف حوله الشباب العربي ويتبادلون الآراء والصور والتخطيط وفضح الممارسات القمعية فحول الشباب شكواهم من العالم الحقيقي المحيط بهم على صفحات العالم الإفتراضي إلى حقائق وبذلك تحول العالم الإفتراضي لعالم حقيقي .
   كل اللي زهقان من مراته لجأ للفيسبوك لتغييرها بسيدة أجمل وكل اللي مش لاقى واحدة على مستوى أحلامه ذهب للفيسبوك ليجد ضالته وكذلك هي كل اللي طفشانة من جوزها قالت هجرب  واحد عنده دم وبيفهم يعوضني عن وعن وكل اللي لها مواصفات فى فارس أحلام قعدت على الفيسبوك ، وطبعا من كثرة الفارسات والفرسان أصبحت العلاقات تيك أواى مثل الوجبات السريعة ، ولأن رتم الحياة سريع فالشباب يعجبه ذلك وليظهر شعار فييسنى شكرا والفيسبوك هو أحد مضادات الإكتئاب الإفتراضية الطبيعية كما أنه لا يشترط أن تشكو من شيئ لتذهب للشبكة العنكبوتية فالبعض لديه أحلام كبيرة وخيال كبير ويستطيع أن يحقق عولمة حقيقية بالتواصل مع أفراد من كافة أنحاء العالم .
   الإنترنت لم يعد عالما افتراضيا ومعظم ما يتم عليه يحدث بشكل حقيقي إلا أن كذب المستخدمين للفيسبوك يكون فى بياناتهم الشخصية وأعمارهم الحقيقية وحالتهم الإجتماعية ، أما خيالهم فهو حقيقي لأن الواقع لم يعطهم الفرصة لإظهار خيالهم وتحقيق ذواتهم بالشكل الذى يرضى تطلعاتهم ، فهم ينظرون حولهم فلا يجدون سوى عالم به الكثير من التناقضات نتيجة السياسة الجشعة التي لا تحقق مصالح أوطانهم بل التي تعمل لصالح فئة دون غيرها .
   المستخدمون يجدون جمالا وخيالا وآراء تتسم بالإنفتاح الفكري وهم يمارسون هواياتهم دون ضغوط إعتادوا أن يجدوها فى واقعهم الحقيقي نتيجة انتقال التكنولوجيا فى عالم الإتصالات بشكل سريع جدا يفوق تطور الدول النامية وغالبا ما يكون هناك فارق كبير فى التعامل مع طرق الإتصال بين كبار السن والشباب نتيجة نقلات التطور السريعة  والتي يتقنها الشباب بشكل أكبر فوجد الشباب عالما منفتحا لم يعتاد عليه كبار السن فكان لكل واحد رأى يعتمد على موروثه الثقافي إلا أن خطورة الفيسبوك أنه لا يقدر على ضبط أخلاقياتك فأنت مسئول عن هذا وربما أحد أسباب اهتمام الشباب بالفيسبوك أيضا هو شعوره بالمسئولية أنه يفكر كيف يتخذ القرار .
   يكتظ الفيسبوك (بالموزز) فتيات رائعات جدا وتستطيع أن تتحدث إليها دون أن تتهمك بالتحرش وأن يعبر كل طرف عن رأيه بطلاقة وكلا الطرفين يقرران الإستمرار من عدمه بالصداقة ونوع الصداقة وشكل الصداقة وهل الصداقة قائمة على الفكر أم الحب أم الدين أم الثقافة أو السرير الإفتراضي أو معظم هذه الأهداف .
   الشباب طاقة رائعة تحتاج إلى التوجيه بذكاء لأنهم أذكياء جدا وهم لا يفكرون أن هناك أشياء مستحيلة وهم يمتلكون فى الغالب أخلاقا عاليا ولا يجب التشكيك فيها فمعظمهم رائعون .
دائما ما يلجأ الإنسان إلى ما يشعر بوجوده عليه دون مراقبه لأنه يستخدم طاقاته معتمدا على فكره وعلى ثقافته وعلى أخلاقياته فيشعر بأهميته ورغم المخاطر إلا أن الإنسان ينتج طبيعيا مضادات للخوف والقلق .
   رغم خوف البعض من الإعتراف بمشاعرهم إلا أنهم فى الواقع الإفتراضي (الحقيقي )يقدرون ورغم الخوف من الكلام فى السياسة إلا أنهم فى الواقع الإفتراضي (الحقيقي) يقدرون وأسوأ الأشياء أن تختزن داخلك الكراهية والكبت .
قد نتفق ، قد نختلف ولكن الجميل أن نفكر سويا وأن نتفاعل وعندما نختلف نبحث عن الأفضل .
   الفيسبوك عالم خالى من النكد الزوجى والمجتمعى والسياسى ومن كافة أشكال القهر .
   تمنياتي لكم بواقع حقيقي رائع يتناسب مع أحلامكم على الواقع الإفتراضي الذى بلا شك أكثره أصبح حقيقيا .
خالد إبراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 6 تعليقات:

الكاتبة والإعلامية فاطمة العبيدي يقول...

الفيسبوك عالم افتراضي نقلنا إلى واقع لم نحلم به
ولكن هناك في الفيسبوك يوجد الكثير والكثير من الألم والاكتئاب من كثرة الكذب والنفاق والفتن والإشاعات
ورغم ذلك صار جزءا من حياتنا لا نستطيع تركه

تحياتي وتقديري لهذه المدونة الرائعة أخي العزيز

حياتي يقول...

استاذنا القدير

خالد ابراهيم لا اشكك فى كلامك

ولن اقول راى فى هذا الموضوع

لانه ليس عندى اى فكره عن الفيس بوك

لانى نادرا ما ادخله الا انك عبرت بشكل واضح ونقلت الصورة كامله

ومعك حق لابد من رقابه هذا الشئ الخطير

الذى قد يغير حياتنا ومستقبلنا طالما تاثيره لا يقاوم

ربنا يحمينا جميعاً منه وكل من انغمس فيه

المهم انى كنت داخله اعيد عليك

واقولك كل سنة وحضرتك طيب

والاسره الكريمه بخير وسعاده

ويحقق كل ما تتمنى وينعاد عليك

بخير حال وافضل حياه يارب

مودتى
زهرة

Khaled Ibrahim يقول...

7ekayaكل عام وحضرتك طيبة ورائعة
أشكرك جدا على كلماتك الرقيقة التى هى جزء من طباعك الأرقى
بالفعل الفيسبوك مكتظ بما تقولين ولكن كل هذا نتيجة قسوة واقعنا وغياب الثقافة الحقيقية التى تعتمد على قيمة الإنسان والحقيقة نحن شعوب تكنولوجيا التواصل جديدة عليه لذلك هو عشوائى التوجه لأن داخله محطم بكثرة المشاكل المحيطة ولأنه يبحث عن نافذة يطلق فيها العنان لحرية عشوائية ، وبالطبع نحن فى حاجة لنستفيق قبل أن يستولى علينا مرض التوحد نتيجة إلتصاقنا بالكراسى أمام الفيسبوك لأننا نشعر أننا نقرر ونكتب دون وصاية..
أشكرك وشرفنى تواجدك وإليك أجمل باقة ورد
خالد إبراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

زهرتنا الأجمل دائما ( حياتى )
كل عام وأنت بكل خير وجمال زائد غير منقوص
صديقتى الغالية أتفق مع حضرتك ولكن مواقع التواصل لا يمكن مراقبتها لأنها قائمة فى الغالب على فكرة الإغراء النفسى وأكثرهم يعلقون بشكل غريزى فتجدين مثلا عندما تكتب فتاة فى أى موضوع يدخل الكثير من الشباب لعمل لايك وإضافة تعليقات أكثرها غريزى وفى نفس الوقت المواضيع الجادة لا تجد إلا القليل من الإهتمام
لابد من مناقشة الشباب فى مثل هذه الأمور وتعريفهم بأن الطرف الأخر على نفس جهاز الكزمبيوتر الخاص به يعانى مثلك وكلاكما يهرب من واقعه بشكل إفتراضى وليس حقيقى
ومع ذلك فهناك الكثير من الشباب من الجنسين يكتبون ويعبرون عن واقعهم بشكل رائع وكل ما نقدر عليه هو لفت الإنتباه إلى أن مثل ما هناك أشياء رائعة هناك أشياء يجب تجنبها لأن العقل والمنطق يتفق مع صحيح الدين
كالعادة أنتظر دائما حضورك البهى وتوقيعك الرائع ومناقشاتك المثمرة
إجمل باقات الورود إليك وكل عام ووقت وأنت رائعة
خالد إبراهيم

Räumung wien يقول...


مدونة مميزة
كل تقدير واحترامى لكم ... :)

Khaled Ibrahim يقول...

Räumung
أشكرك جدا وأتمنى أن تكون الترجمة للمواضع التى تجدها هنا على مدونتى تحقق لك المتعة والفائدة .
أكرر لكم شكرى
khaled ibrahim