الأربعاء، 30 مايو 2012

معركة التغيير


o      سحب الدعم الشعبي من طرف وتحويله لطرف آخر
o     تحويل إرادة الشعب
السياسة الدولية عالم كبير تسعى فيه الدول العظمى لتحقيق مآربها للحفاظ على قوتها الإقتصادية وبالطبع لا يمكننا تغافل مخططات الرأسمالية العالمية فى توجيه معركة التغيير بما يحقق أهدافها الإستراتيجية ، ومع تحول العالم لقرية واحدة يتواصل فيها الجميع كان لابد من إستبدال الأنظمة العسكرية التي حكمت العالم لفترة ليست قصيرة كانت تحقق فيها الرأسمالية العالمية أهدافها عن طريق الحروب الإستعمارية ، واستبدالها بأنظمة تتحدث بلغة مذهبية يؤيد فيها كل تيار من يحقق له أهدافه المذهبية ومن هنا تحدث الإنقسامات داخل الدولة ونموذج العراق ليس علينا ببعيد ، وفى النظم المذهبية تنشغل الشعوب بمعارك داخلية نتيجة إصرار أطراف الصراع بحقيقة كل طرف بتملك الحقيقة .

فى الواقع الحالي الفقراء يحلمون بالتغيير ، والمشاهد الثورية فى واقعنا الحالي  أنها بلا قائد ، والإتفاق على قائد أمر صعب وهذا مخطط ، والفوز دائما فى هذه الحالة حليف أصحاب النفوذ الإقتصادي الكبير ، وعلينا تذكر مشهد تفكيك الإتحاد السوفيتي سابقا رغم القوة العسكرية الرهيبة التي كان يمتلكها ، يجب أن نتأمله جيدا لندرك أننا فى مرحلة تغيير تحقق أهداف الرأسمالية العالمية فى ثوب ديني الشكل بديلا عن الأنظمة العسكرية التي انتهى دورها فى هذا التوقيت ومطلوب إضعافها .

( أعمال القمع على سبيل المثال ليس هدفها الرئيسي ترويع قوى التغيير ذاتها ، فهي اللاعب الأساسي ، وعادة اللاعبون الأساسيون معاندون . لكنها تمارس بالأساس لبث الذعر والقلق داخل الشعب ، أي لقطع الدعم عن قوى التغيير )

نحن لا نمثل ثقل عالمي مهم سوى بموقعنا الجغرافي وأموالنا البترولية والمطلوب تحويلنا إلى أسواق تجارية كبيرة نكون فيها تجار شنطة للشركات العالمية وأفضل نموذج مقترح لنا هو نموذج دبي حيث سلاسة الإبهار التجاري فى وجود تنوع أممي لا فوارق فيه بين الناس سوى ما يملكون من ثروات ويدور الجميع فى فلك اقتصادي مخطط لتحقيق الهيمنة الإقتصادية للدول الرأسمالية العالمية.

فى مرحلة التغيير تحدث عملية إلهاء للشعوب عمدا عن طريق عرض ما يحدث من مآسي يومية فى مصر وليبيا وتونس وسوريا والعراق والجزائر وفلسطين والصومال وباكستان وأفريقيا وغيرها من الدول ذات الأغلبية الفقيرة.

النظم العسكرية تريد أن تبرهن أنها لا زالت تسيطر لذلك مشاهد التغيير قاسية جدا وعند التفاوض تحاول هذه الأنظمة الخروج بأكبر مكاسب وأقل تنازلات ، فى نفس الوقت الحركات الدينية لديها أهداف نبيلة تريد تغييرها بمثاليات لا تتوافق مع شيطنة رأس المال ومن ثم تحدث أخطاء نتيجة عدم التخطيط والتحرك العشوائي وسيطرة فكرة تقييد الحريات ويكون هنا الأداء العملي الظاهر لممارسات التيارات الدينية سيئا ، والباطن فيها أن هذه الجماعات ستنتصر بالوعد الإلهي وتستمر الحلقة دون تغيير.

هل العرب هم من سيقومون بالحرب على أساس مذهبي نيابة عن الدول الرأسمالية بمعنى أن إذكاء التيار الديني فى الوقت الحالي هو بداية لحروب داخلية نقتل فيها بعضنا البعض ، ويقوم فيها العرب السنة بالحرب ضد إيران الشيعية وتذهب مواردنا إلى حيث تم التخطيط لها طبقا لأهداف الرأسمالية العالمية .

نحن فى حاجة لحكام لديهم الوعي بالتحرك الداخلي بإزالة أسباب الحقد الطبقي وإشاعة روح السلام الداخلي يكون فيها الحاكم هو الكبير الذى يحمى فيها الضعيف من بطش القادر وبالتحرك خارجيا بتحقيق مصالح الأوطان دون التورط فى حروب لأن التغيير المفترض أن يكون بناء وليس مجرد شكل والوطن الحقيقي هو الذى تكون فيه التبعية لأبنائه وليس لغير ذلك ويكون وطن بمفهوم الدولة القوية التي لا تتسول من أجل إطعام شعبها ، الدولة القادرة على تقديم التعليم المناسب والرفاهية المثالية والرعاية الصحية وقادرة على مجاراة الطموحات لشعبها وقادرة على حماية نفسها .

لابد أن نستمر فى الحلم ونفكر فما لايمكن حدوثه فى زماننا سيتحقق فى عهد أجيال قادمة ولكن على الأقل اتركوهم يفكرون واحفظوا لهم حقهم فى الأمل .

خالد إبراهيم...مدونة سور الأزبكية

http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

It's very simple to find out any topic on net as compared to textbooks, as I found this paragraph at this web site.
Also see my web page: my article network deindexed