الخميس، 3 مايو 2012

رئيس الجمهورية القادم من الكونترول

بكل حيادية سأتناول فى هذا المقال من هو رئيس مصر القادم من خلال المعطيات المنهجية على أرض الواقع مع إدراكي أن الله يعطى الملك لمن يشاء ولكنه جعل لكل شيئ سببا .


إذا أردت أن تقيم عمارة / برج فلا يهم من هو المقاول الذى يقوم بالتنفيذ ولكن المهم فى النظام المنهجي لعملية البناء فلا يمكن أن تسند البناء لشخص غير متخصص وغير جاهز (فيحتاس ) .


أي أنسان لا يعمل من خلال تنظيم سينهار لأن النظام سيكون ضده ولو كان أحسن خبير .


الثورة المصرية قامت من الظلام ولم تكن الغالبية تعرف خبايا الدولة فى وقتها ، وحاليا أصبحت السلطة فى أيدي الناس ، لأن هناك معطيات جديدة دخلت فى اللعبة ، والمشكلة ليست فى المبادئ ولكن لابد أن تحدد أهدافك طبقا لمعطيات الواقع ، لأنه لو استمر الجري خلف المثالية فلن تحصل على شيئ .


استقرأ الأحداث وكن واقعيا وشاهد الأحداث قطعة قطعة وتخلص من تبعيتك لأي نظرية ، ولا تتأثر بالمواقف حتى يمكنك التحليل بطريقة صحيحة ، لذلك لابد أن تقف على الشاطئ كي تشاهد ، ولكن لو وقفت فى المياه ستغرق ، فحافظ على مركزك لتصل لقرار عقلاني وليس عاطفي ، لأن أرض المعركة هي التي تثبت النتائج .


فى انتخابات مجلسي الشعب والشورى والنقابات اكتسح تنظيم الإخوان أغلب المقاعد لأنهم أكثر فصيل كان جاهزا لخوض الإنتخابات ودائما لديهم خطط مستقبلية وهم يقولون أن لديهم خطة عمل اشترك فيها 200 عالم/خبير منذ عام 1985 فالواقع يؤكد انه لا توجد قوة مكافئة/ مساوية لتنظيم الإخوان (أقسم أنا لست إخوانيا ولم أقرأ لحسن البنا ولكن أنا أتحدث بحيادية) .


الإخوان المسلمون لا يقارنون بالحزب الجمهوري أو الحزب الديموقراطي الأمريكي لكنهم هنا على أرض الواقع فى مصر من حيث التنظيم أكفأ بين كافة الأطراف الحزبية ، ومن هنا لا يوجد شك أنهم أكثر الناس جاهزية لمعركة الرئاسة فى مصر .


فى السنوات العديدة الماضية كان هناك ضرب لكل ما هو إسلامي على مستوى العالم ، ومع ظهور التنظيمات المسلحة والثورات التي حدثت بدأت تظهر الأحزاب الدينية على الساحة وتسيطر ، لذلك لابد وأن تفكر فى مرحلة ما بعد السيطرة لأن من يريد أن ينافس عليه أن لا ينظر تحت قدميه فى الوقت الحالي بل أنه من المحتمل أن يلحق بالأربع سنوات التالية لحكم الرئيس الذى سيتم فى المرحلة الحالية ولمدة أربع سنوات .


كان الدكتور محمد البرادعي ذكيا جدا عندما قرأ المشهد وانسحب من سباق الرئاسة لكنه بنفس الذكاء يتولى أحد الأحزاب حاليا وعينه على الأربع سنوات القادمة .


المنهجية والتناغم تجعل من التأييد الحزبي أحد أهم مصالح الرئيس القادم لأن الإخوان يمتلكون الخطط وفى حالة شبه جاهزية للتنفيذ وقد يفيد أن نحاسبهم (على الواحدة ) فى حال حصولهم على الرئاسة والبلد تحت رحمتهم على كل شيئ .


الفترة القادمة ستكون فترة (مقاوحة) ولإحداث توازن فيها لابد من الإستعداد من كافة التيارات من الآن ، والذين يراهنون على العسكريين فى المشهد هم جماعات ستظل تراهن على الغير دون أن يكون لها نفوذ سياسى قادر على إحداث مكافئة أو توازن ،مما يعنى أن التيارات الدينية سوف تستمر لفترة طويلة ما لم يكن هناك قدرة على التنظيم المستقبلى الجيد لكافة اطراف المعادلة بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن .
الشركات الكبرى ينافسها شركات كبرى فقط والأندية الكبرى لا ينافسها سوى أندية كبرى .
هل عرفتم من هو رئيس مصر القادم ؟؟؟


خالد إبراهيم...مدونة سور الأزبكية

هناك 7 تعليقات:

خالد جوده يقول...

أديبنا الكريم أ. خالد
تحية طيبة وبعد
أقولها دائما، انه لا يوجد يوى حل واحد هو الاحتكام إلي الشعب، وأن يتم إرساء النظام أساسا بمعني أن الشعب هو السيد يثبت اختياره أو يصوبه، ويكتسب خبرته ووعيه بالممارسة خاصة مع استقرار الأوضاع السياسية بثبات النظام ، والبديل لا قدر الله هو الصدام والسير في طريق سوريا الدامي، القول بالديمقراطية الخبيثة أو ان الشعب الألماني اختار هتلر، لا يعني أن يقول أحد ما أنه يمتلك الحقيقة وأن من حقه الإقصاء كما يريد لمن يخالفه بدعوي أنه صاحب الحق الأصيل وأن الاخر مثيل هتلر، الشعب المصري في غاية الذكاء (أثق به مهما حدث) وهو من سوف يتحمل نتائج اختياره
هناك ضمانات لتكون ديموقراطية حميدة وهي وعي الشعب الذي يجب صقله
مقال موضوعي من كاتب ذكي وارحب بوجود منافسين كبار مع بعضهم البعض فهذا في صالح الوطن والمواطن كما لمحتم
دمت طيبا

غير معرف يقول...

أخى الحبيب الأستاذ خالد إبراهيم... أتفق معك فى جاهزية الإخوان لأى إنتخابات..فى المرحلة الحالة...ولذلك كانت حربهم على إقامة الإنتخابات أولا قبل الدستور....ولكن ألا تتفق معى فى أنهم يلعبون على وتر الدين...والدليل هلى ذلك ...بأن أى فصل سينضم للعزف على هذا الوتر سيحصد الصوات...فى المرحلة الحالية..وذلك لعدة أسباب يطول شرحها..ومنها على سبيل المثال...إن تحدثت مع من انتخبهم ...ولم يكن منتميا لآى منهم ..(.يقول خلينا نجرب الإسلاميين.).. وذلك بالعاطفة المعروفة لدى الشعب المصرى المتدين بفطرتة...ولكن المشكلة ...وهذا حق للجميع - فى التجربة- لذا أتمنى أن تم تشكل الحكومة من هذا التيار .....ليجرب الناس ..ما يريدون أن يجربوه..وليعلموا بأن السياسة سوف تفسد نظرتهم فى تلك النظرية..ولأسباب كثيرة ويطول شرحها بالإضافة إلى سياسة الإقصاء الذى تمارسة تلك التيارات والتى لن تنجح أبدا فى النهوض بمصر..إعتراضى ...ليس على الأسلام نفسه...ولكن على المتاجرين باسمه..والمتحدثين باسم الله..وبالتالى إذا خالفتهم فانت تخالف الله...؟؟؟ فهم يظنون أنفسهم أصحاب الحقيقة المطلقة...ومن يعارضهم ..إما حاقد ..أو علمانى...أو كافر...إلخ..هذا رأى..........مصطفى حلمى

هريدي يقول...

تحليل لطيف :)
بالفعل تحتاج مصر إلي فريق قوي خلف الرئيس.

Khaled Ibrahim يقول...

الكاتب المبدع والناقد الكبير أ.خالد جودة
أتفق معك بالتأكيد فى الإحتكام للشعب ليتحمل نتيجة إختياره لكن ما يزعجنى هو حالة التخوين بين أفراد الشعب لكن التجربة ستعلمنا جميعا وتصقلنا فى إدراك الإختيار السليم
أنا أتحدث عن الجاهزية وهذه تم الإعداد منذ فترة
سعدت بتواجدك الرائع وسعة صدرك
إليك دائما محبتى وتقديرى
خالد إبراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

الكاتب المبدع والناقد الكبير أ.خالد جودة
أتفق معك بالتأكيد فى الإحتكام للشعب ليتحمل نتيجة إختياره لكن ما يزعجنى هو حالة التخوين بين أفراد الشعب لكن التجربة ستعلمنا جميعا وتصقلنا فى إدراك الإختيار السليم
أنا أتحدث عن الجاهزية وهذه تم الإعداد منذ فترة
سعدت بتواجدك الرائع وسعة صدرك
إليك دائما محبتى وتقديرى
خالد إبراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

الصديق المبدع والشاعر المتميز أ.مصطفى حلمى
تحليلك رائع ومنطقى ويحتاج لإرادة شعبية لتحقيقه لأن كما هو واضح من مقالى هو حديثى عن الجاهزية وغالبية الناس تتكلم بمثالية وهذا خطأ لأن فى السياسة لا يمكن أن يسود التفكير المثالى
مثلا كان موقف البرادعى ذكيا فهو عينه على مرحلة قادمة وليست حالية لأن الأمور تحتاج ذكاء وبناء قوة موازية للتيارات الدينية خاصة أن الفترة القادمة غير مستقرة
الذين يقبلون بإدارة الدولة فى هذه المرحلة إما أن يكونون أذكياء واثقون من مشروعهم وتلك مخاطرة رهيبة أو لديهم غباء منقطع النظير
لنبتعد عن التفكير المثالى فى هذه المرحلة وننظر إلى ما بعد ألأربع سنوات القادمة وهذا لا يعنى الإستسلام ولكن هى رؤية تقول أن هناك فترة من عدم الإستقرار ستستمر لبعض الوقت مثالية التفكير وانتهازية من سيكونون على هرم السلطة.
أشكرك على شرف حضورك وتحليلك
لك خالص الود والتقدير
خالد إبراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

أ.هريدى
أشكر حضرتك على مشاركتك متمنيا أن تستمر صداقتك لنا ويشرفنى تبادل الآراء معكم
لك كل الحب
خالد إبراهيم