الاثنين، 6 فبراير 2012

العسكريون والسياسة وكارثة مبارك


المؤسسة العسكرية تمتلك الولاء والأمانة ولا تمتلك الذكاء السياسي
النظام العسكري مخطط على أن الأمور إما أبيض أو أسود ولا يوجد (حبة كده وحبة كده) لذلك لا يمتلكون حرفية سياسية
فى النظام العسكري لا يسمح لمن يتكلم أو من يريد أن (يشغل دماغه) بالترقية بل الترقية تكون لمن يطيعون الأوامر
الإنضباط صفة عظيمة فى النظام العسكري أو فى أي نظام والولاء عندما يكون للوطن يكون أشرف المهام
التفكير العسكري فى تنفيذ المهام يقوم على كيف تنهى الأمور(تخلص)فى أسرع وقت دون التفكير فى كيفية التنفيذ (خلص ..يخلص)
الجندية شرف بكل تأكيد لكن فى مكانها وأهدافها لأن الله عز وجل هو جعلها فى حماية الأوطان وعندما تختلط الجندية(العسكرية) بالسياسة تفقد توازنها ولنستحضر مثلا كيف قام السياسي المحنك عمر بن الخطاب بعزل خالد بن الوليد (رضى الله عنه)عندما افتتن الناس به عندما كان قائدا للجيش ولنرى كيف التزم خالد بن الوليد بقرار العزل من قائد للجيش ليكون جنديا يطيع الأوامر
المدنيون بطبيعتهم عاشقون لجيشهم الوطني
 فخورون به
واثقون فيه
لكنهم يدركون أن إدارة الدولة تحتاج لمايسترو سياسى يستطيع العزف على كل الأوتار لتحقيق مصلحة الوطن نحو التقدم والبناء فى الواقع والمستقبل
كارثة الرئيس السابق مبارك كانت فى أنه يحب نفسه أكثر مما يحب وطنه لأنه لم يكن يفضل وطنه على نفسه فكان يقول أنا رمز للوطن وكان يرى أنه أحكم شخص فى وطنه ولو كان حكيما لفتح مجالا لغيره ولقدم خير ما فى الوطن للوطن
كارثة مبارك انه كان يرى نفسه شريفا ولا يهمه من حوله فلم يكن يرى ما تفعله زوجته ويفعله أولاده أو المحيطون به فأقول له شرفك الشخصي هل نفعك وماذا انتفعت البلد بشرفك الشخصي وأنت لم تنظر لمن حولك؟؟؟؟؟
تحليل شخصية مبارك سوف يجعلنا نتحسر على ما نحن فيه لأننا إكتشفنا أن البلد كانت تدار بطريقة (المصطبة)
لقد كان مبارك مريضا نفسيا لا يرى سوى نفسه شريفا وكل من يحيط به يسرق وبالفعل هو شخصيا كان لا يسرق لكن هذا يسمى مغفل (ده كان راجل مغفل)
مبارك لأنه أدرك أنه دون المستوى لم يفضل وطنه على نفسه ولم يعطى فرصة لغيره
تغيير المنطق العسكري/الداخلية يحتاج لوقت حيث لا يمكن تغيير عقول تشربت على مدار عشرات السنين فى فترة سنة أو أكثر لأن هذه طبيعة الأشياء فلا يمكنك أن تصعد للفضاء عندما تقرر القيام بذلك غدا بل لابد من وقت وعلم وغيره .....لتستطيع الصعود للفضاء وكذلك لكي تحص على منتج معين لابد من دوره تمر لتحصل عليه
تعلم أن ظروفك لن تسمح لك سوى بالصبر وأن الفرص الحقيقية للتطوير أن تتطلع للمستوى الأعلى ولكن من خلال نظام ودورة
علينا  أن نصدق المجلس العسكري فى وعوده فى تسليم السلطة فى الموعد المحدد 30 يونيو خاصة بعد انتخاب البرلمان ولو كانت له نوايا أخرى لقام بإلغاء الإنتخابات وحتى ولو قال البعض أن هذا غير ممكن بسبب الضغوط لأنهم لو أرادوا الهرب لفعلوا.
 المجلس العسكري التزم بتسليم السلطة وعلينا أن نصدق وإذا لم تشعر أنت بالتزامه فهذه مشكلتك أنت..... هو التزم بيوم
المحزن أننا نثبت أعيننا على أحداث واحدة فقط ومن الذكاء أن ننظر للأمام.
الإعلام يعطى للناس ما تريد أن تسمعه............. وليس ما يجب أن تفهمه
-------------
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

الأخ خالد ابراهيم اسمح لي أن أسجل تقديري لدعمكم لفكرة استخدام العقل ةالذكاء في التعامل مع الأمور
ولكن هنا ربما خرجت عن وحدة المقال ودمجت بين الحديث عن مرض مبارك النفسي وبين الفكرة الأساسية وهي تحليل طبيعة العمل العسكري وكان يجب الفصل بين الموضعين
ثانيا قد أختلف معك في أن العسكريين لا يجدون السساسة في المطلق فمهم علي مدار التاريخ ملتصقين بسبل تنفذالسياسية والعسكرية في علم الإستراتجيات الحديث قد تكون هي المحرك العام للسياسية الدولية ويتوكل مهام العسكرية للحكومات الديقراطية لتنفذيها في بعض الأحيان وسوف نري ذلك جليا في دور المعهد الجمهوري أو الديمقراطي الأمريكيان في العالم ، ومصر في هذه الفترة من خلال الغزو الأمريكي بطلائع منظمات المجتمع المدني وذلك للتجمل أمام الراي العام في تحقيق الأهداف العسكرية بصورة غير مباشرة وعندما تفشل كل الوسائل تتدخل القوي العسكرية كما حدث في العراق من أجل تفعيل التقسيم علي أرض الواقع وكما يحدث في العالم
ربما لا يدرك البعض ان العسكريين يدرسون علم الأسترتجيات وهو من أرقي العلوم ولايمكن لجيش حديث أن يعيش بمعزل عن السياسية الدولية وإلا سوف يخسر الحروب ولن يستطيع التنبأ بالأحداث المستقبلية
ممكن المشكلة في مصر هو محاولة القوي السياسية الراغبة في الفوز بالسلطة عن طريق المبالغة في نقد العسكر توهما أن ذلك يحقق لها بطولة مزعومة كما أن بعض الفوضيين الذين يهدفون لتدمير الدولة يتخذون نفس المسلك
ويشكل انصاف المتعلمين قوافل الفوضي والوقدود الذي يغذي هذا الصراع دون وجود حدود فاصلة بين سلمية التظاهر وهمجية الأعتراض وهو ما قد يعطي مبررا لبعض بقايا نظام الفساد لنقد الثوار أعتمادا علي الفوضي في مواجهة العسكر والذي اتفق معك تماما في ضرورة التعامل معهن بذكاء من أجل مصر وتقديرا لتاريخهم

غير معرف يقول...

ملحوظة هذا التعليق بدون أخطاء لغوية
تعليق مدونة خالد إبراهيم
الأخ خالد إبراهيم اسمح لي أن أسجل تقديري لدعمكم لفكرة استخدام العقل والذكاء في التعامل مع الأمور
ولكن هنا ربما خرجت عن وحدة المقال ودمجت بين الحديث عن مرض مبارك النفسي وبين الفكرة الأساسية وهي تحليل طبيعة العمل العسكري وكان يجب الفصل بين الموضعين
ثانيا قد أختلف معك في أن العسكريين لا يجدون السياسة في المطلق فمهم علي مدار التاريخ ملتصقين بسبل تنفذ السياسية والعسكرية في علم الإستراتجيات الحديث قد تكون هي المحرك العام للسياسية الدولية وتتوكل مهام العسكرية للحكومات الديمقراطية لتنفذيها في بعض الأحيان وسوف نري ذلك جليا في دور المعهد الجمهوري أو الديمقراطي الأمريكيان في العالم ، ومصر في هذه الفترة من خلال الغزو الأمريكي بطلائع منظمات المجتمع المدني وذلك للتجمل أمام الرأي العام في تحقيق الأهداف العسكرية بصورة غير مباشرة وعندما تفشل كل الوسائل تتدخل القوي العسكرية كما حدث في العراق من أجل تفعيل التقسيم علي أرض الواقع وكما يحدث في العالم
ربما لا يدرك البعض أن العسكريين يدرسون علم الاستراتجيات وهو من أرقي العلوم ولا يمكن لجيش حديث أن يعيش بمعزل عن السياسية الدولية وإلا سوف يخسر الحروب ولن يستطيع التنبؤ بالأحداث المستقبلية
ممكن المشكلة في مصر هو محاولة القوي السياسية الراغبة في الفوز بالسلطة عن طريق المبالغة في نقد العسكر توهما أن ذلك يحقق لها بطولة مزعومة كما أن بعض الفرضيين الذين يهدفون لتدمير الدولة يتخذون نفس المسلك
ويشكل أنصاف المتعلمين قوافل الفوضى والوقود الذي يغذي هذا الصراع دون وجود حدود فاصلة بين سلمية التظاهر وهمجية الاعتراض وهو ما قد يعطي مبررا لبعض بقايا نظام الفساد لنقد الثوار اعتمادا علي الفوضى في مواجهة العسكر والذي اتفق معك تماما في ضرورة التعامل معهن بذكاء من أجل مصر وتقديرا لتاريخهم

غير معرف يقول...

برای دانلود X Rumer 7.0.10 ?
به من آدرس لطفا!
این بهترین برنامه برای جرم ارسال در انجمن است! XRumer می توانید ترین نوع از پازل captcha شکستن !

Khaled Ibrahim يقول...

أشكرك على تحليلك المتعمق فى الفكر العسكرى ولكن ما قصدته هناك فارق بين ما هو مخطط وما ينفذ على أرض الواقع بحيث يصبح ثقافة فكثير من الناس تدرك استراتيجية الأشياء لكنها تقوم بأفعال استراتيجية الواقع التى لا تتوافق مع العلم والمنطق ولقد كانت الخلفية العسكرية فى دولنا النامية بطيئة فى التعامل مع متطلبات الدولة المدنية فى عصر السرعة الرهيب فلا وجه للمقارنة بين من يطبقون النظرية وبين من يعرفون النظرية دون تطبيق ودون إحساس
بالنسبة لوحدة الموضوع وحديثى عن مبارك ليس المقصود بموضوع مبارك هو فصل الشخصية عن هدف المقال بل هو تأكيد على أن هذا الرجل العسكرى هو جزء من استراتيجية الواقع الذى لم يكن يرى سوى نفسه ولم يعطى وطنه التقدير الذى يستحق ولم يتعلم من الإسترتيجيات التى تحقق الإنسجام بين الأهداف العسكرية والدولة المدنية
لا يوجد إنسان عاقل إلا وهو يحمل داخله تقدير للرجل العسكرى المنضبط الذى يحمى الوطن داخليا وخارجيا ولأن أحلام المدنيين مفتوحة فهو يرى نفسه صاحب حق فى أن يتساوى فى الحقوق مع كافة طبقات المجتمع
أيضا الإشكالية أن المدنيين يتدخلون فى الحريات المدنية بشكل مبالغ فيه وهذه ثقافة نوعية طبقية أن تتعامل مع غيرك ببطئ ونظرة دونية مما يجعل ألأفق ضيق فى التعامل مع الأحلام
هناك فارق بين اجادة السياسة فى الشو الإعلامى وبين تخصيص السياسة للمصالح الشخصية
الماضى ذو شجون والحديث يحتاج الكثير من الكلام والبحث
تقبل مودتى
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

تصحيح
أيضا الإشكالية أن *(المدنيين) يتدخلون فى الحريات المدنية بشكل مبالغ فيه

قصدت أن *العسكريين* وليس المدنيين

غير معرف يقول...

أشكرك علي هذا المقال
صلاح شعير
slah_66@yahoo.com