السبت، 3 ديسمبر 2011

التعري والشهرة


لنأخذ موضوع التعري من منطلق فكرى هذه المرة لنفهم لماذا كان التعري مرفوضا لدى قطاعات كبيرة من البشر،
وهنا سأتناول ما فعلته الفتاة المصرية (علياء) على مدونتها بوضع صورتها وهى عارية تماما لتؤكد بوجهة نظرها على مفهوم الحرية الجنسية!! وهذا يدعونا جميعا للتساؤل: لماذا فعلت ذلك على الرغم أن هذا فعل ينكره القاصي والداني فى كافة الأديان والأعراف الطبيعية؟؟؟
وبكل هدوء هناك سؤال لعلياء وأشباهها ماذا غير هذا التعري فى خريطة العالم والواقع؟؟؟؟
والحقيقة يا علياء أو من شابهك: لم يعد لديك ما يمكن تخيله فى جسدك من الرجال لأن المرأة لو تكشفت بشكل كامل أمام الرجل هنا يصبح جسدها عاديا لذلك ما يغطى الجسد هو لإحداث تفاعل كيمائي خيالي بين الرجل والمرأة يحدث انفعال تدريجي يجعل من العلاقة رومانسية تأخذ وقت أكبر فى الحميمية الجنسية بحيث ينزع كل منهما ملابسه تدريجيا بعد احداث مداعبة تصل لذروتها بعد نزع كل شيئ وهنا الخيال بين الطرفين يكون وصل لمداه وما أن تتم العملية الجنسية يعود الطرفان لإرتداء ملابسهما حفاظا على أسرار الجمال الجسدي للمرات القادمة من تلك العلاقة
ملابس المرأة تعطيها فرصة للتنوع الجمالي ولجعل خيال الرجل فى حالة خصوبة دائمة ولذلك التعري الكامل أفقدنا خصوبة الخيال الجنسي ولنقارن بين صورة علياء بملابسها وبعد أن نزعتها بشكل كامل لم يعد لدينا ما نرغب باستكشافه
نموذج التعري فشل فى البرهان على أنه يستخدم عقله الفارغ من ثقافة الجمال لأن الجمال ليس فى المرحلة النهائية فقط بل مراحل تتم للوصول الى نتيجة من الأهداف المطلوب تحقيقها بشكل أكثر خيالا وعمقا
أهانت علياء جسد المرأة الأجمل من أن يكتشف بشكل كامل فى صورة أضعفت مقاييس الجمال الذاتي وصدمت الرجال فى خيالهم تجاه الأنثى فتحرر الرجل من حيائه
ماذا سيقدم التعري بشكل كامل للحرية هل هي لوحة مرئية فقط هل المرأة وهل المرأة مجرد برواز
المرأة عقل وأحاسيس وجسد وليست صورة يقف أمامها الرجل ويضع مقاييس لحجم الوجه والصدر والجسد والعينين والشفاه والطول والعرض والشعر
الجنس علاقة خاصة تبادليه بين الرجل والمرأة ليست للمشاهدة الجماعية بل هي تتم فى أجواء خاصة ورومانسية لا يصلح أن يكون فيها شركاء ولو بالنظرات
المرأة لا يجب أن ينظر إليها فقط كصورة بل هي أجمل من ذلك بكثير
أسف علياء فقد سقط علياؤك وكنتِ خيباء وعليك أن تعتذري
فحرية العقل هي الأهم والأسمى وليس حرية الجسد، والجسد بلا عقل سيظل غير قادر على الإستمتاع إلا فى فترة زمنية وجيزة هي عمر الشباب، وعندما تنقض الأيام على الجسد سيبدو بلا روح وبلا قيمة
الجمال يبدأ من العقل دائما ويستوطن فى القلب فيجعل مخرجات الجسد على كافة مراحل العمر أجمل فتظل الأنثى أنثى والرجل رجل.
خالد ابراهيم أبو العيمة..... مدونة سور الأزبكية
 http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 11 تعليقًا:

حياتي يقول...

استاذ خالد ابراهيم

موضوع رائع ولا شك

الجمال يبدأ من العقل دائما ويستوطن فى القلب فيجعل مخرجات الجسد على كافة مراحل العمر أجمل فتظل الأنثى أنثى والرجل رجل


تحياتي

زهرة

غير معرف يقول...

في البدايه احب اشكرك يا استاذ خالد على الكلام الرائع اللي تقريبا بيخاطب العقول والقلوب والارواح الانسانيه بشكل مباشر، انا من وجهة نظري ان علياء وغيرها لا يستحقوا بالاساس اي مساحة من الاهتمام لانهم لايمثلوا الا انفسهم بجد، وفعلا هؤلاء المراهقين والعبثيين يفرغوا المراه من جاذبيتها وعقلانيتها ويطيحوا بجميع العلاقات الانسانيه الى ادنى الاماكن فالمراه بالاساس عقل وروح والرغبه او الجسد وماشابه ذلك هو جزء من المراه وليس هو المراه لاننا بمنطق الاجساد قد نتحول الى حظيره كبيره، فالله سبحانه وتعالى كرمنا بالعقول عن غيرنا من المخلوقات ، ومما يثير انتباهي اننا يجب علينا ان نميز بين الحريه والتحرر والانفلات ، فاذا ارادات علياء او غيرها ان تتعرى فذلك شأنها ولكن لا تؤذى مشاعر الاخرين بجسدها الشائك المهين باختصار عليها ان تذهب الى سوق الرقيق الابيض فلتكن خادمه مطيعه لجنونها الحيواني المفضل على ما سواه ، وان شاء الله مصر لن تتأثر بمثل هذه الحالات الطفيليه الواهيه وعماااااااااااااااار يا بلادي

Khaled Ibrahim يقول...

مبدعتنا الزهرة الجميلة دوما زهرة
شكرا لمشاركتك والمرأة أكبر من أن تكون مجرد صورة
تحية وباقة ورد
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

غير معرف
تحية مميزة ورقيقة لحضرتك
حزنت لعدم ترك اسمك لنشرف به
نحن قبل أن نقسو وجب علينا أن نعلم وأن نقول كلمة حق وعلى من لم يفهمها أن يتحمل مسئوليتها أمام الله وجميعنا فى حاجة إلى النصح والإرشاد المهم أن لا نعاند وليس من الحكمة أن نتعصب
الناس فى حاجة لأن تفهم ثم يتحملون مسئولية تصرفاتهم بعد ذلك
تحياتى وشكر مميز
خالد ابراهيم

nour alqamar يقول...

شكرا لك استاذ خالد ..موضوع رائع ..كلامك صحيح .. معاش يوجد حياااء فى الايام هاذي !
مع تحياتى
نور

Khaled Ibrahim يقول...

نوارتنا الجميلة نور
كالعادة نورتينا بنورك فشكرا لك
المسألة مش بس حياء دائما ما أنظر للمنطق فلكل جمال فلسفة
تحية رقيقة تستحقك وباقة ورد
خالد ابراهيم

رحيق الورد يقول...

مساء الخير استاد خالد..
صح كلامك وشكرا ع الموضوع
وبجد معاش فى حياء
تحياتى لك
ياسمين

غير معرف يقول...

أديبنا الكريم أستاذ خالد
السلام عليكم

اتوجه بالتحية لقلمكم لطرح الموضوع ليس فقط من منظور الآثار الشريفة الكاشفة لعظم هذا الجرم الشنيع كما يتم التناول غالبا ولكن الطرح هنا من منظور فكري، وهو منظور صحيح لأنه يتفق مع الفطرة الإنسانية، إن قراءة طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي يكشف أن الصلة الخاصة بين الزوجين تكون قمة علاقة إنسانية كريمة، وأنها صلة لها من المكانة والحظر الإعلامي والتداولي (كما تفضلتم بذكره) ما ينبئ عن أهميتها في بناء أسرة تتمتع بالدفء العاطفي النفسي قبل الجسدي، وترنو لأجمل ما في الإنسان، وليس كهؤلاء ... الذين لوثوا حياتنا استجابة لنوازع شيطانيه، وتمويه كريه
ومرة اخرى لكم التحية
خالد جوده

Khaled Ibrahim يقول...

رائعتنا رحيق الورد
التحية إليك والشكر الجزيل على جمال مرورك وحرفك وعطرك الذى يصل إلينا
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

مبدعنا المتميز وناقدنا الفنان خالد جودة
أفرح كثيرا لتواجدك لأنه يمثل نقد مبكر لما أكتبه ويطمئنى على حالى
بكل الود أشكرك على مشاركاتك واضافاتك الفنية والأدبية والشعورية
محبتى دائما
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

Outstanding story there. What happened after?

Good luck!
My website :: my blogger dashboard